بعد أيام عصيبة مرت على أسرة مصرية بسيطة في صعيد مصر عندما تصورا أن فقدان أبنائهم الستة الذين سافروا إلى دولة ليبيا بحثًا عن لقمة العيش  وهم: روماني حبيب جاد سدراك، وعبد المسيح جودة سدراك، ومينا كمال جاد سدراك، وشنودة حبيب جاد سدراك، وشنودة فخري شنودة، وعماد مرعي عطالله سدراك، شباب يعملون في حرفتي المحارة وتركيب السيراميك، ومنهم 4 متزوجين ولديهم أطفال، وأثنين آخرين يعملان لتكوين مصاريف زواجهما سافرو جميعا للعمل في ليبيا. 

المصريين الستة المختطفين بدولة ليبيا من قرية "الحرجة قبلي" بمركز البلينا في جنوب محافظة سوهاج، وذلك بعد إعلان الخارجية المصرية الإفراج عنهم وتواجدهم الآن بالسفارة المصرية بدولة ليبيا تمهيداً لعودتهم.

يروي قصتهم هاني كمال سدراك - حاصل على دبلوم، أن شقيقه ومعه خاله وأبناء عمومته عندما ضاق بهم الحال في العمل بدائرة المركز سافروا للعمل في مشروعات العاصمة الإدارية الجديدة، وكانوا ينزلون لأسرهم على فترات، ومع حالة الغلاء وزيادة مصروفات المعيشة اتفقوا على السفر للعمل في ليبيا من خلال تأشيرات عمل موثقة، حيث سافروا معاً يوم 3 فبراير الجاري من مطار برج العرب.

ويضيف سدراك بعد سفر شقيقه وخاله وأبناء عمومته انتظرنا الاتصال منهم للاطمئنان على سلامة وصولهم لكن لم يتصل أحد، وأصيب الجميع بالقلق عليهم، فأجرينا اتصالات بكل من يعملون في ليبيا من أبناء القرية والمقرر أنهم سيذهبون إليهم لكنهم أبلغونا بعدم وصولهم، حتى جاءت مكالمة من أحدهم في اليوم التالي يخبرنا باختطافهم، وأنه يتحدث من تليفون الخاطفين، حيث تواصلنا معهم وطبلوا مبلغ 15 ألف دولار فدية عن كل واحد منهم مقابل إطلاق سراحهم.

ولفت إلى أن جميع السرة وجيرانهم أصيب بالهلع والقلق وتعالت أصوات الصراخ في منازل المختطفين من زوجاتهم وذويهم، وسلكنا كل الطرق من أجل الإفراج عنهم ونجاتهم، أبلغنا جميع الجهات المعنية والمسؤولة في الدولة، وكان هناك اهتمام غير مسبوق من الحكومة ووزارة الخارجية، ونشكر الله فبعد أسبوعين من الخوف والقلق على مصير أبناء عمومتنا أبلغتنا الخارجية أمس بنجاح جهودها في الإفراج عنهم، وجرى إذاعة الخبر في مختلف القنوات والمواقع الإخبارية.

وقال نشأت سدراك شقيق المختطف مينا، تحولت منازلنا بالأمس إلى فرح عقب إبلاغنا بالإفراج عنهم، وتعالت أصوات الزغاريد وتجمع أهالى القرية والجيران لتهنئتنا، مؤكداً أنهم عاشوا بالفعل أصعب أيام طوال الأسبوعين الماضيين.

وتقدم الأهالي بالشكر للرئيس عبد الفتاح السيسي والحكومة المصرية ووزارتي الخارجية والهجرة على جهودهم واهتمامهم حتى جرى إطلاق سراح شقيقى وأبناء عمومته.

وأكد نشأت، أنه فخور بجهود الدولة تجاه أبنائها في الخارج واهتمامها بقضية خطف شقيقه وأبناء عمومته حتى تمام الإفراج عنهم دون دفع أي مبالغ مالية للخاطفين، مؤكداً أنهم ينتظرون بفارغ الصبر إبلاغهم بوصول شقيقه وأبناء عمومته إلى القاهرة للسفر والحضور معهم إلى القرية والاحتفال بعودتهم سالمين.

وكان السفير أحمد حافظ المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، أعلن عن إطلاق سراح المصريين الستة المحتجزين في ليبيا، وقال حافظ في بيان عبر “تويتر”: "وفقًا للمعلومات الواردة من سفارتنا في طرابلس، فقد تم بحمد الله إطلاق سراح المصريين الست المحتجزين في ليبيا.. نتابع عودة أبناء مصر آمنين إلى أرض الوطن بإذن الله.