شدد سفير قطر لدى تركيا محمد بن ناصر بن جاسم آل ثاني على أن الدوحة ملتزمة الوقوف إلى جانب أنقرة في السراء والضراء، مشيداً بالجهود التركية لاحتواء المتضررين والمنكوبين إثر الزلزال الذي ضرب جنوب البلاد.

جاء ذلك في مقابلة مع وكالة الأناضول عقب زيارته المناطق المتأثرة بالزلزال جنوبي تركيا.

وأضاف السفير أنه منذ الساعات الأولى للفاجعة "هبت دولة قطر لدعم تركيا ومواساتها، وعلى الفور أصدر سمو الأمير الشيخ تميم بن حمد آل ثاني حفظه الله توجيهات بإطلاق جسر جوي لتركيا حمل أطناناً من المساعدات الإغاثية العاجلة على متن الطائرات، وعبر عن تضامنه التام مع ضحايا الزلازل واتصل هاتفياً بفخامة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان".

ولفت إلى أن أمير قطر توجه شخصياً إلى تركيا في رسالة دعم وتضامن واضحة لا لبس فيها ليكون أول رئيس دولة يزور تركيا في هذا الظرف العصيب، وهذا ما تتوقعه تركيا من قطر الصديقة والشقيقة.

وأكد أن قطر ملتزمة الوقوف إلى جانب تركيا في السراء والضراء، وأن البلدَين يتمتعان بعلاقات فريدة من نوعها، إذ طالما وقفت كلتا الدولتان إلى جانب الأخرى في شتى التحديات.

وتابع: "دعني أؤكد لك أن مصاب تركيا هو مصابنا، ولا أتكلم هنا على المستوى السياسي فحسب، بل على المستوى الشعبي، إذ منذ اللحظة الأولى هب مواطنو دولة قطر ومقيموها للمساعدة، وتعددت الحملات والمبادرات".

وواصل: "كما استنفرت جميع الصناديق والجمعيات الخيرية، وأذكر هنا على سبيل التعداد لا الحصر، حملة "عون وسند" الإغاثية العاجلة التي نظمتها هيئة تنظيم الأعمال الخيرية والتي تبرع حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى حفظه الله لها بقرابة 14 مليون دولار، وبلغ حجم تبرعاتها قرابة (46 مليون دولار) في يومها الأول، وانضمت إلى الحملة العديد من البنوك ومؤسسات الدولة".

واستطرد: "ليس هذا فحسب، بل أرسل صندوق قطر للتنمية عدداً من المستشفيات الميدانية المجهزة منذ الأيام الأولى مع مستلزمات طبية، وأسرة عادية وأخرى خاصة بالعناية المركزة فضلاً عن حزم إيواء وحزم شتوية، والمواد الغذائية وغير ذلك، وصاحب ذلك نفس الموقف مع الأشقاء السوريين في الشمال السوري".

وبين آل ثاني أن الجسر الجوي مستمر يومياً لدعم الأشقاء في تركيا والشمال السوري.

وأرسلت وزارة الداخلية فريقاً من مجموعة البحث والإنقاذ الدولي التابع لقوة الأمن الداخلي (لخويا)، والذي تضمن معداتٍ وآليات متخصصة بعمليات البحث والإنقاذ معززة بمستشفى ميداني، ومساعدات إغاثية، وخيم ومستلزمات شتوية.

وتواصلت طائرات الجسر الجوي بمعدل 2-3 طائرات يومياً محملة بالمساعدات لضحايا الزلازل، كما خصصت القوات الأميرية في قطر طائرتَين c17 لنقل 1020 خيمة خصصتها المفوضية السامية للأمم المتحدة للاجئين من الأردن إلى تركيا.

وحول التنسيق مع الجانب التركي في المناطق المنكوبة، أكد السفير أنه منذ اللحظات الأولى بدأنا بالعمل على مستوياتٍ عدة، ونسقنا مع السلطات التركية المعنية، وجرى تثبيت الاحتياجات الطارئة وإرسالها على الفور إلى الأقسام ذات الصلة في الدولة.

وعلى غرار قطر الخيرية وصندوق قطر للتنمية والهلال الأحمر القطري تواصلت ونسقت المؤسسات الإغاثية مع إدارة الكوارث والطوارئ التركية "آفاد" لإيصال المساعدات والمواد الإغاثية.

وتواصلنا أيضاً مع وزارة الخارجية التركية للمساعدات التي جرى إيصالها إلى الشمال السوري، كما نسقت وزارة الصحة القطرية مع نظيرتها التركية لإيصال المساعدات الطبية.

وفجر 6 فبراير/شباط الجاري، ضرب زلزال جنوبي تركيا وشمالي سوريا بلغت قوته 7.7 درجة، أعقبه آخر بعد ساعات بقوة 7.6 درجة، تبعتهما آلاف الهزات الارتدادية العنيفة، ما خلّف خسائر كبيرة في الأرواح والممتلكات في البلدَين.

TRT عربي - وكالات