لليوم الثالث عشر على التوالي، تواصل فرق الإنقاذ العربية العمل على مساعدة متضرري الزلزال الذي ضرب جنوب تركيا في 6 فبراير/شباط الجاري، بالتوازي مع حملات تبرع شعبية من مختلف البلدان.

وفجر 6 فبراير الجاري، ضربت زلازل جنوبي تركيا وشمالي سوريا بلغت قوة الأول 7.7 درجة، أعقبه آخر بعد ساعات بقوة 7.6 درجة، تبعتهما آلاف الهزات الارتدادية العنيفة، ما خلّف خسائر كبيرة في الأرواح والممتلكات في البلدَين.

ولدعم تركيا وسوريا في مواجهة الكارثة، أعلن أكثر من 16 دولة عربية إنشاء جسور جوية وتقديم مساعدات إغاثية وطبية عاجلة وتدشين حملات تبرع بأموال وإمدادات عينية.

الإمارات

السبت أعلنت الإمارات ارتفاع عدد طائرات الإغاثة التي غادرت البلاد مساعدة منكوبي زلزال تركيا وسوريا إلى 106.

ووفق ما أوردته وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية "وام"، تأتي الرحلات الـ106 ضمن عملية "الفارس الشهم 2" التي أطلقتها أبو ظبي دعماً لتركيا وسوريا منذ أن ضربهما الزلزال في 6 فبراير الجاري.

وأفادت الوكالة بأن "دولة الإمارات تستمر لليوم الثالث عشر على التوالي في إرسال المساعدات الإغاثية للمتضررين من الزلزال في سوريا وتركيا".

وبلغ عدد الرحلات 65 طائرة شحن إلى سوريا و41 إلى تركيا، ليصبح مجموعها 106 رحلات تحمل على متنها 3014 أطنان من المواد الغذائية والطبية وخيم إيواء، بحسب الوكالة.

كما تبرعت "تعاونية الشارقة" بالإمارات بمبلغ مليون و500 ألف درهم (نحو 408 آلاف دولار) لحملة "مؤسسة القلب الكبير" المعنية بإغاثة المتضررين من الزلزال بتركيا وسوريا، وفق "وام".

وقدمت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي كميات كبيرة من المواد الغذائية والإيوائية والطرود الصحية لسوريا، وفق ما نقلته الوكالة مساء السبت.

وأسفرت حملة تبرعات في الإمارات لإغاثة متضرري الزلزال في تركيا وسوريا، الجمعة، عن جمع نحو 4.2 مليون دولار خلال 3 ساعات، ضمن جهود إقليمية ودولية لنقل مساعدات إنسانية إلى منكوبي الزلزال.

وأفادت وكالة الأنباء الإماراتية بأن "الحملة الإغاثية التي دعت إليها الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي قرينة حاكم الشارقة ورئيسة مؤسسة القلب الكبير، نجحت في جمع 15 مليوناً و649 ألفاً و140 درهماً (نحو 4.2 مليون دولار) لإغاثة المتضررين من الزلزال بتركيا وسوريا".

ووفق المصدر ذاته "فتحت مؤسسة القلب الكبير بمشاركة جمعية الشارقة الخيرية باب التبرع عبر بث مباشر استمر 3 ساعات الجمعة على كل قنوات ومنصات هيئة الشارقة للإذاعة والتلفزيون (رسمي)".

السعودية

في سياق متصل، أفادت وكالة الأنباء السعودية مساء السبت بتوزيع مركز الملك سلمان للإغاثة (رسمي) الخميس، لمواد الإغاثة المتنوعة لمتضرري الزلزال في بلدة جنديرس بمدينة عفرين التابعة لمحافظة حلب بسوريا.

وجرى توزيع 11 طنًا و235 كيلوجراماً من السلال الغذائية و92 حقيبة إيوائية و69 خيمة إيوائية، بالإضافة إلى 150 بطانية، استفاد منها 755 فرداً بواقع 140 أسرة، وفق الوكالة.

والجمعة استقبل مطار غازي عنتاب جنوبي تركيا، الطائرة الإغاثية الثانية عشر وتحمل على متنها 75 طناً من السلال الغذائية والمواد الإيوائية والطبية، وفق وكالة الأنباء السعودية.

وأوضحت الوكالة أن المساعدات تأتي "ضمن الجسر الإغاثي السعودي الذي يسيّره مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية لمساعدة متضرري الزلزال في سوريا وتركيا".

وبيّنت أن ذلك يأتي "إنفاذاً لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد رئيس مجلس الوزراء وتجسيداً للدور الإنساني النبيل الذي تلعبه المملكة العربية السعودية".

وحسب تقرير آخر للوكالة السعودية، "واصل فريق البحث والإنقاذ السعودي مهامه وأعماله لمساعدة المتضررين في زلزال تركيا لليوم الثامن في 46 موقعاً ضمن 3 مدن تركية ضمن أعمال مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، وأسهم في تحديد وانتشال عديد من الضحايا".

وأضافت: "يضم الفريق، المدرب وفق أعلى المستويات لمواجهة الحوادث والكوارث وتحقيق الدعم والإسناد الفاعل داخل المملكة وخارجها، نخبة من المنقذين والأطباء والمهندسين والمسعفين ومشرفي وسائل البحث (K9) وفنيِّي الصيانة وفنيِّي أنظمة الاتصالات".

كما يضم الفريق السعودي "متخصصين في الأمن والسلامة وفق بناء تنظيمي يشمل أقسام الإدارة والعمليات والدعم اللوجستي والدعم الطبي ووحدة وسائل البحث، ومزود بآليات ومعدات فنية ومستلزمات طبية وأجهزة اتصالات ووسائل بحث (K9) ومواد إيوائية وخيام يجرى شحنها في مركبات نقل مخصصة لذلك"، وفق الوكالة.

الكويت

والسبت غادر تركيا، فريق البحث والإنقاذ الكويتي بعد إنهاء مهامّه في مناطق الزلازل، وفق تصريح أدلى به العقيد أيمن المفرح، أحد ضباط الفريق للأناضول.

وحسب المفرح، "يتكون الفريق الكويتي من 45 شخصاً من منقذين وطاقم طبي، نفذ عملياته من خلال استخدام 6 آليات ثقيلة محمّلة بجميع العتاد"، إذ ساعد في انتشال عشرات الأشخاص المتوفّين في منطقتَي إصلاحية وقهرمان مرعش.

وأضاف: "وزعنا فريق البحث والإنقاذ الكويتي على عدة مبانٍ، في نفس الوقت قسمنا الفريق إلى 3 فرق للعمل لمدة 24 ساعة متواصلة لمحاولة مساعدة المنكوبين في هذه المدن وهذه المباني التي تأثرت تأثراً كبيراً من هذا الزلزال".

وفي 9 فبراير الجاري، أعلن مجلس الوزراء الكويتي التبرع بمبلغ 30 مليون دولار لدعم تركيا وسوريا (مناصفة) لتخفيف المعاناة الإنسانية عن المتضررين من الزلزال.

كما أطلقت عدة وزارات كويتية في 11 فبراير حملة تبرعات لمدة يوم واحد بعنوان: "الكويت بجانبكم" لإغاثة متضرري الزلزال، أسفرت عن جمع أكثر من 20.7 مليون دينار (67.7 مليون دولار) بمشاركة ما يزيد على 129 ألف متبرع.

قطر

والسبت، قال فهد العلي، أحد ضباط فريق البحث والإنقاذ القطري في قضاء أنطاكية بولاية هاطاي جنوب تركيا، إن "مشاعر الحزن لدى الفريق تتحول إلى فرح حينما ننقذ شخصاً من تحت أنقاض المباني المهدمة جرّاء الزلزال".

وأكد العلي في تصريح للأناضول، أن الفريق القطري يبذل قصارى جهوده لإنقاذ الضحايا العالقين.

ووصف العلي الشعب التركي بـ"الصبور والمتعاون والمحب" مضيفاً: "يوجد تعاون ملحوظ بين أبناء الشعب التركي، إذ كان عدد كبير من المتطوعين للمساهمة في جهود الإنقاذ".

والجمعة أعلنت القوات المسلحة القطرية، تقديمها مساعدات إنسانية لتركيا، لمواجهة آثار الزلزال الذي ضرب جنوبي البلاد مؤخراً.

وذكر بيانٌ لوزارة الدفاع أن "طائرات النقل الجوي التابعة للقوات الجوية الأمريكية حملت إلى تركيا، الأسبوع الماضي، 4 طائرات هليكوبتر (مروحية) من نوع أغوستا".

وشملت المساعدات "آليات ومعدات صيانة وفريقاً طبياً للعمل ضمن المستشفيات الميدانية وتقديم الإجلاء الطبي ودعم المتضررين في المناطق المنكوبة، ومستشفيات ميدانية قدّمها الهلال الأحمر القطري وصندوق قطر للتنمية ومؤسسة قطر الخيرية".

إضافة إلى "مجموعة من الخيام العائلية والمواد الغذائية والطرود الشتوية وسلال النظافة العائلية وحزمة الإيواء وبطانيات، وغيرها من الأدوات الضرورية، وفق البيان.

والخميس، أعلنت قطر تقديمها مساعدات إنسانية لضحايا زلزال تركيا وسوريا بنحو 70 مليون دولار، مع استمرارها في متابعة أولويات دعم جهود الإنقاذ ورفع المعاناة عن المتضررين.

ومنذ الساعات الأولى للزلزال، هرعت الدوحة إلى تقديم المساعدة عبر جسر جوي يحمل فريقاً من مجموعة البحث والإنقاذ القطرية الدولية بناء على توجيه الأمير الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وتوالت بعدها حملات التبرع الرسمية والشعبية.

فلسطين

واستكمالاً للمساعدات التي بادرت إليها جهات عدة، انطلقت في فلسطين السبت حملة جديدة لجمع التبرعات النقدية لمنكوبي الزلزال.

ويشرف على الحملة القطاع الخاص ممثلاً بغرفة تجارة وصناعة محافظة الخليل (جنوب)، بالتعاون مع محافظة الخليل (جهة حكومة)، والغرف التجارية فيها والاتحادات التخصصية والنقابات المهنية، وفق وكالة الأناضول.

والخميس، أعلن رئيس الغرفة التجارية في الخليل عبده إدريس، خلال مؤتمر صحفي، بدء استقبال المساعدات الإنسانية النقدية في الغرفة التجارية ابتداءً من السبت.

وحول ذلك، قال إدريس للأناضول: "بدأنا (السبت) تنفيذ الحملة، والتواصل مع رجال الأعمال، وسنعقد اجتماعاً معهم لنعمل معاً قدر المستطاع".

وأشار إلى أن "أهمية الحملة تكمن في كونها رسالة إنسانية أكثر من قيمتها المادية لأهلنا في سوريا وتركيا، في ظل الألم والأعباء التي يعاني منها الفلسطينيون".

وذكر أن الحملة "غير محددة بسقف زمني"، وأن لجنة ستتولى التواصل مع الجهات المعنية في تركيا وسوريا لإيصال المساعدات التي سيجرى جمعها.

وسبق أن نظمت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية الفلسطينية حملة "أغيثوهم" وجمعت نحو 1.37 مليون دولار لمنكوبي الزلزال.

كما شاركت فلسطين بفريقَي دعم ومساعدة لتركيا وسوريا لمساعدة المتضررين من الزلزال.

الأردن

وفي الأردن، أعلنت الهيئة الخيرية الهاشمية (رسمية) السبت عزمها على تكثيف قوافل وطائرات الإغاثة إلى تركيا وسوريا، لمساعدة البلدَين على تحمّل تبعات الزلزال.

جاء ذلك وفق ما صرّح به الأمين العام للهيئة حسين الشبلي، على هامش تسيير 7 شاحنات محمّلة بالمواد الإغاثية إلى سوريا، وفق مراسل الأناضول.

وقال الشبلي، إن "الهيئة الهاشمية تعمل على تجهيز قافلتين برّيتَين بعدد 14 شاحنة إلى سوريا، بالإضافة إلى طائرة مساعدات إغاثية إلى تركيا، سيجرى تسييرها الاثنين المقبل، حسب قوائم الاحتياجات الواردة من البلدين".

وأشار إلى أنه "سيجرى تسليم القافلتَين إلى منظمات الأمم المتحدة في سوريا، والسلطات المعنية في تركيا"، وأنه "سيجرى تكثيف القوافل البرية إلى سوريا إضافة إلى طائرات الإغاثة لتركيا".

وأضاف الشبلي، أن "حجم المساعدات التي جرى إرسالها إلى سوريا وتركيا وصل إلى أكثر من 970 طناً، من خلال الجسر الجوي والبري الذي أطلقته المملكة الأردنية".

وفي تصريح سابق للأناضول، كشف الشبلي أن بلاده أرسلت إلى تركيا وسوريا على مدى أسبوع 12 طائرة و21 شاحنة إغاثية و10 سيارات إسعاف، إضافة إلى البدء بنقل 10 آلاف خيمة.

اليمن

انطلقت السبت قافلة إغاثية يمنية لمساندة المتضررين من الزلزال المدمر جنوبي تركيا.

وقال وديع عطا ناطق إعلامي باسم "الحملة اليمنية لمساندة متضرري الزلزال" للأناضول، إن القافلة "انطلقت من مدينة إسطنبول إلى المناطق المتضررة من الزلزال جنوبي تركيا بالتنسيق مع السلطات المحلية".

وأضاف عطا، أن القافلة "مكونة من 10 شاحنات تحمل مواد غذائية وطبية وإيوائية".

ولفت إلى أن "الحملة اليمنية استطاعت منذ إعلانها جمع تبرعات تجاوزت 17 مليون ليرة تركية (نحو 900 ألف دولار) لمساندة المتضررين من الزلزال جنوبي تركيا".

وهذه الحملة أُعلنت في 6 فبراير الجاري بالتعاون بين الجالية والسفارة اليمنية في تركيا.

البحرين

وفي البحرين، أفادت وكالة الأنباء الرسمية مساء الجمعة بأن تليفزيون البحرين (رسمي) نظَّم بالتعاون مع المؤسسة الملكية للأعمال الإنسانية حملة وطنية لدعم ضحايا الزلزال في سوريا وتركيا بعنوان "يوم التضامن".

وأعلن الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة ممثل الملك حمد بن عيسى آل خليفة للأعمال الإنسانية، انطلاق الحملة وفتح باب التبرع، تنفيذاً لتوجيهات عاهل البحرين.

وأسفرت الحملة عن "جمع أكثر من 3.7 مليون دولار خلال 3 ساعات لدعم ضحايا زلزال سوريا وتركيا"، وفق المصدر ذاته.

ليبيا

وفي ليبيا، أُطلقت في العاصمة طرابلس الجمعة حملة شعبية لجمع التبرعات لضحايا الزلزال في تركيا وسوريا، تزامناً مع بدء احتفالات الذكرى الثانية عشر لثورة 17 فبراير.

وقالت اللجنة العليا لاحتفالات ثورة 17 فبراير، إنه "جرى تعديل برنامج الاحتفال حتى يراعي الظروف الدولية تضامناً مع الشعبين التركي والسوري في هذه المحنة، إذ سيتضمن برنامج عرض عسكري رمزي يخلّد تضحيات الشهداء".

من جانبها، دعت مفوضية الكشاف والمرشدات، الحضور الذين توافدوا إلى ساحة الاحتفال بالآلاف، للمشاركة في حملة التبرّع لمتضرري الزلزال، من خلال الصناديق التي وضعتها اللجنة المشرفة عن الاحتفالات عند مداخل ميدان الشهداء في طرابلس.

وخلال الاحتفالية، قدمت فرق الإنقاذ الموجودة في تركيا وسوريا والمكلفة من الحكومة، رسائل تهنئة لرئيس الحكومة، عبر فيديو مصوّر عرضت خلاله ما نفذته من أعمال إنقاذ وانتشال ضحايا.

TRT عربي - وكالات