تمر اليوم الذكرى السابعة لرحيل الكاتب الروائي والناقد علاء الديب، والذي رحل في مثل هذا اليوم الموافق 18 من نوفمبر عام 2016.

يبقى اسم علاء الديب في المشهد الثقافي المصري  بمثابة كأحد أهم وأبرز النقاد المصريين، والذين قدموا صورة الناقد كما يجب أن يكون عبر قراءاته الإبداعية، فظل روحًا شفافة وصافية وأنيقة، زاهية بالألق والبهاء، نادر بل غريب ومثير للدهشة أن تجد كاتبًا أخلص للإبداع والجمال بكل وقته وجهده، نلقبه نحن بالجواهرجي، حارس النقد الجميل، وقد يمكن القول إنه لا يمكن لكاتب جاد وحقيقي إلا ومرت روح علاء الديب على كتاباته.

 كتاب وشعراء وروائيون يتحدثون لـ"الدستور" في ذكرى رحيل علاء الديب  في التقرير التالي: 

زين العابدين فؤاد: علاء الديب مركز إشعاع ثقافي  

من جهته قال الشاعر زين العابدين فؤاد في كل تجمعنا جلسة طويلة نحتفي بما قدمه الكاتب الروائي والناقد علاء الديب للمشهد الثقافي والإبداعي المصري والعربي، صحيح أننا توقفنا فقط فترة كورونا، وعدنا هذا العام، وبحضور العديد من كتاب روائيين وشعراء وصحفيين، لنستظل بروح علاء الديب، والذي ظل طوال حياته مركز إشعاع ثقافيًا، يقدم  كل ما هو جديد ورصين ومغاير من أصوات إبداعية دون سابق معرفة.

وتابع زين العابدين فؤاد يظل اسم علاء الديب إحدى علامات النقد البارزة  في المشهد الصحفي والإبداعي المصري، وذلك يعود لما قدمه من حالة حراك والتفافة  جادة  حول كل ما هو جديد وجيد، فهو حارس النقد الجميل.

إبراهيم منصور:  نفتقد علاء الديب في اللحظة الراهنة 

من جانبه قال الكاتب الصحفي والقاص إبراهيم منصور: برحيل  الناقد والروائي علاء الديب افتقدنا ذلك الدور المنوط به الناقد بتقييم أصوات إبداعية جديدة ، أو الإشادة الجادة بأعمال إبداعية مهمة، فقد كان الهم الأكبر للكاتب والناقد هو  تقديم كل ما هو جديد  من نصوص إبداعية دون أدنى معرفة مسبقة، كان يشتبك مع النص الإبداعي لا يعنيه أبدًا أصحاب تلك النصوص وماهيتهم ، يقدم الأصوات الجادة بمحبة ويتابع مشاريعهم الإبداعية.

ولفت منصور إلى أن أهم ما يميز  تجربة ومشروع علاء الديب النقدي هو احتضانه للمبدعين، وعلاقته الوطيدة  بالأجيال المختلفة، وما قدمه عبر  كتاباته النقدية في صباح الخير أو صحيفة القاهرة وغيرها من الصحف جدير بالدراسة واستعادة قراءته مرة أخرى.

فتحي إسماعيل: عصير الكتب كانت شريانًا لحياة المبدعين 

من جهته قال الكاتب الروائي والقاص فتحي إسماعيل "لا بد أن تشتعل عشقًا حتى تشمَّ رائحة الوجود، دون ذلك تسقط معهم، مع الملايين التي تعيش وتموت دون أن تعشق أو تحب، الملايين التي تفعل طوال حياتها ما لا تحب"، بهذا المقطع من رواية أيام وردية يأتيني صوته، الذي يحمل حكمة الأقدمين التي نقلها بحِرفية في كتابته لملحمة المومياء التي أخرجها شادي عبدالسلام، ويحمل عذابات الذين أرهقتهم الإنسانية وحملوا على كاهلهم عبء المحبة والثقافة.

وتابع إسماعيل "جاءت سلسلة مقالاته عصير الكتب بمثابة شريان حياة لمئات المبدعين الذين أشار إليهم وإلى إبداعهم، فكان وبحق خير مرشدٍ للمثقف وخير حادٍ للإبداع، لم يترك مبدع أو مثقف أثرًا متسعًا وعميقًا كما فعل الراحل علاء الديب سواء في إبداعه المتفرد والذي يخصه أو في إشاراته التي تشبه الدليل للتائه، فترشيحاته لجموع المثقفين للأعمال الإبداعية يشهد بها كل من مر على مقالاته. وكأنه يحيي مواتًا ويعيد غائبًا إذا يصرخ في الجموع:" هذه أوراق حقيقية. دم طازج ينزف من جرح جديد".

عمر شهريار: تعددت أنماط شخصيات  المثقف الروائية عند علاء الديب 

من جانبه قال الشاعر والناقد عمر شهريار: "يبقى علاء الديب من أكثر الروائيين الذين انشغلوا بشخصية المثقف، ومن ثم فإنها حاضرة في رواياته كلها، بكل ما يكتنف هذه الشخصية من انهزامات واغتراب روحي وفكري واجتماعي، فلا تخلو رواية له من تجلٍ ما لشخصية المثقف المنهزم، المهمش، فهي الشخصية المركزية والأثيرة لديه". 

ويلفت إلى أن ثمة حالة من اغتراب مثقفي روايات الديب عن الجماعة والمجتمع من حوله، إلى جانب اغترابه عن أهله وزوجته وأولاده، واغترابه عن زملاء عمله وعن جماعة المثقفين، واغترابه عن العالم كله بشكل عام.

وأشار شهريار إلى تعدد أنماط شخصية المثقف في روايات الديب، فثمة المثقف الصدامي المتمرد فرديًا ممثلًا في شخصية فتحي في رواية "القاهرة"، والمثقف المنسحب ممثلًا في شخصية عبدالخالق المسيري في رواية "زهر الليمون"، والمثقف المبعد ممثلًا في شخصية "أمين الألفي" في رواية "أيام وردية"، والمثقف الخائن ممثلًا في شخصية الدكتور منير عبدالحميد فكار في رواية "أطفال بلا دموع"، والمثقف المستلب ممثلًا في شخصية الدكتورة سناء فراج في رواية "قمر على المستنقع"، وشخصية المثقف المسخ ممثلًا في شخصية "تامر منير فكار" في رواية "عيون البنفسج"، وإضافة إلى ذلك كانت هناك نماذج للمثقف المقاوم، والمثقف المهاجر إلى الغرب، والمثقف المهاجر إلى الخليج.