بعد أن كان مجرد مصفف شعر يعيش حياة طبيعية وهادئة لا تشوبها أي مخاطر، قلبت الحرب حياة الأوكراني أولكسندر شمشور (41 عاماً) رأساً على عقب، حيث حولته إلى صائد طائرات مسيَّرة ليلاً، مثله مثل الآلاف من المتطوعين الذين يساعدون في الدفاع عن أوكرانيا ضد الهجمات الجوية الروسية.
ومع اقتراب الذكرى الأولى للغزو الروسي لأوكرانيا في 24 فبراير (شباط)، أصبحت أوكرانيا أكثر مهارة في إسقاط الصواريخ والطائرات المسيَّرة الروسية التي أطلقت على مدن بعيدة عن الخطوط الأمامية، ويفخر شمشور بدوره في هذا الشأن، وفقاً لما نقلته وكالة «رويترز» للأنباء.
وعندما غزت روسيا أوكرانيا، علم شمشور - الذي كان جندياً احتياطياً في الجيش قبل الحرب - أن قاعدته العسكرية قد دمرت بالفعل بسبب القصف الروسي، لذا انضم إلى الدفاعات الإقليمية، حيث قام في البداية بتوصيل الطعام للمدنيين والمساعدة في إجلاء الناس.
وبعد ذلك قام المصفف الأوكراني، بالاشتراك مع وحدته الإقليمية التي تشمل عدداً من المتطوعين الآخرين، بما في ذلك محامٍ ورجل أعمال، بالعمل صائد طائرات مسيرة، باستخدام مدفع رشاش من الحرب العالمية الثانية تم ترميمه وإعادة استخدامه.
وقال شمشور، وهو يمشط المناطق المظلمة المحيطة به، من موقعه على سطح أحد المباني من خلال كاميرا حرارية تعمل بالأشعة تحت الحمراء طويلة المدى: «أنا شخص سعيد للغاية لأنني أدافع عن بلدي، فأنا أدافع عن الشعب الأوكراني».
وأضاف: «لكن هذا لا يعني أنني تركت عملي مصفف شعر. فأنا أذهب إلى عملي صباحاً في صالون التجميل وأقوم بمهامي اليومية العادية، قبل أن أتوجه ليلاً للمشاركة في الدفاع عن بلادي».
وقال شمشور إنه، حين غزت القوات الروسية بلاده، لم يتقبل أبداً فكرة أن «يهرب ويختبئ في مكان ما»، بل شعر أن «عليه أن يفعل شيئاً للتصدي لأولئك الغزاة».
وأشار مصفف الشعر الأوكراني إلى أنه خلال يومي 29 و30 ديسمبر (كانون الأول)، أسقطت وحدته طائرتين من دون طيار فوق كييف.
كما أكد أن أعضاء فريقه قاموا أيضاً بنقل المهارات التي تعلموها إلى وحدات أخرى.
