صلي نيافة الحبر الجليل أبينا الحبيب والمكرم الأنبا بولس “أسقف الرعاية والعمران” أسقف إيبارشية أوتاوا ومونتريال وشرق، القداس الإلهي في كنيسة السيدة العذراء مريم في بروسار – سانت أوبيرت، وشارك في خدمة القداس القمص صاروفيم يوسف كاهن الكنيسة.

= أدوات رحلة الصوم المقدس .. الصدقة ليس مجرد إعطاء نقود .. ولكن ايضا محبة واهتمام وصداقة

وقال نيافته في العظة الروحية بعد قراءة الإنجيل المقدس: كل سنة وأنتم طيبين بمناسبة الصوم المقدس، يقول عليه القديسون والآباء أن هذا الصوم بمثابة رحلة تنتهي بالقيامة. والكنيسة تعلمنا أننا يجب أن نستعد بالأدوات اللازمة لبدء هذه الرحلة، والأدوات الثلاثة التي يجب أن نستعد بها للرحلة والصوم المقدس الكبير، كلها تبدأ بحرف “الصاد”، وهي” الصدقة”، و”الصوم”، والصلاة”. وتعلمنا الكنيسة كيف نمارس ونقوم بكل منها. تعلمنا الكنيسة أن الصدقة نقوم بها في “الخفاء” من أجل الله، الذي لا تراه بعينك الجسدية. والصدقة تعني أنك ستقبل صديق لك بفضل ما تقدمه لهذا الإنسان، لهذا تعلمنا الكنيسة، أن الصدقة يجب أن تكون في الخفاء. والصدقة ليس فقط مجرد اعطاء نقود وأموال للفقراء، ولكن الصدقة تعني أن نعطي ليس فقط المال، ولكن الصداقة والحب والاهتمام. والقديس يوحنا الصعيدي يقول أن الإنسان الذي يفعل صدقة عبارة عن ملكة تريد مقابلة الملك دون قيود أو حواجز، والصدقة لها نفس الكرامة، أنك تقابل الملك، الله، ولذا مهم أن تعطي أن الصدقة وأن فرح، لتدخل لمقابلة الملك، الله، وأنت فرح، والله يقبل الصدقة. وهذا أول ما نحضره لرحلة الصوم المقدس.

= صلاة “الأبانا” “أبانا الذي في السموات” من أقوي الصلوات، وهي التي علمنا الله أن نصليها

أضاف أبونا الأسقف جزيل الاحترام والمحبوب الأنبا بولس “أسقف الرعاية والعمران” الأمر الثاني، يتمثل في الصلاة، في الدير نقول، اربط الصلاة بالأكل، فكما نأكل لنفيد أجسادنا، فإن أجسادنا في حاجة إلي الصلاة، لأنه بدون الصلاة تصبح أرواحنا هشة وضعيفة جدا. والصلاة مهمة جدا لنفوسنا، وإن لم تصل، لا تأكل. وفي فترة الصوم، يجب أن يكون ممتلئ بالصلاة. وهناك الصلاة السهمية، وهي في حالات الطوارئ، ياربي يسوع المسيح أعني، ياربي يسوع المسيح أرحمني، ياربي يسوع المسيح أعطني نعمة، ياربي يسوع المسيح أملأني من سلامك. وهذه الصلاة السهمية. لكن كل يوم يجب أن تكون هناك علاقة صلة بالله، حتي لا تكون النفس جوعانة للصلة مع الله، ونقول اشتاقت نفسي إليك يا الله. ومهم أن نقرأ المزامير والكتاب المقدس في الصلاة. كما أنه من المهم ألا تكون الصلاة مجرد مجموعة من الطلبات الشخصية، بل مهم أن نصلي من أجل أن ينظر الله إلي الفقراء في العالم، والمتخاصمين اذكرهم واحد واحد، ياربي يسوع المسيح أعطي السلام في كل البيوت، ياربي يسوع المسيح أعطي السلام لكل إنسان ولكل شخص. وصلوات العبيد تختلف عن صلاة الإبن، العبد يريد أن يأكل فقط، لكن الإبن له حقوق. وعندما تصلوا، قال لهم االسيد المسيح، تقولوا “يا أبانا الذي في السموات”، صلاة “الآبانا” من أقوي الصلوات، نقول “يا أبانا” والأبوة مليئة بكل الأمان، إن كانت الأمومة ملئ الحنان والرعاية، فإن الأبوة، هي الأمان، ولذا عملنا السيد المسيح أن نقول “يا أبانا الذي في السموات”، هذه الصلاة يجب أن نعلمها لأولادنا منذ الصغر. أبونا ميخائيل إبراهيم – الله ينيح نفسه- عندما كان يطلب منه أي شخص أن يصلي له، كان يقول له “يا أبانا الذي في السموات”. وعندما سألته إحدي السيدات، “أبونا أنت معندكش غير الصلاة دي”، قال لها “يا بنتي هذه الصلاة الوحيدة التي طلبنا الله أن نصليها .. يا أبانا الذي في السموات”. اجعلوا صلاة الأبانا في فمكم دائما. وصلاة المزامير، كما نقول “احفظ المزمور .. يحفظك، يحفظ أفكارك، أفعالك، حياتك”.

= الصوم عن كل شر والخطية .. وأهمية القراءات المقدسة

قال نيافة الحبر الجليل أبينا الحبيب والمكرم الأنبا بولس “أسقف الرعاية والعمران” أسقف إيبارشية أوتاوا ومونتريال وشرق أن الأمر الثالث هو الصوم، والصوم لا يعني الطعام فقط، لتغيير نوع الأكل، بل الصوم يجب أن تكون به فترة انقطاع عن الطعام، ونحن نصوم لكي نعطي السلطة للروح القدس، في حياتنا وأرواحنا، وأنني سأمتنع عن كل الشهوات والرغبات، وعندما يصلي أبونا القداس في القسمة، يقوم بالصوم والصلاة .. وفي نهاية صلاة القسمة يقول فلنصم نحن أيضا ببر وطهارة، أي نصوم عن كل شر. الصوم جسدي، وكذلك الصوم عما يضايقني أو الصوم عن الخطايا، يارب بنعمتك دربني أن أكره هذه الخطية، صوم عن فعل الشر، حافظوا علي أرواحكم، وكل الحواس تصوم، وليس مجرد صوم عن الأكل فقط، اعملوا إبدال للأمور التي تقومون بها، لتقوموا بأمور أخري إيجابية، خاصة كلمة الله. وفي فترة الصوم، هناك قراءات كثيرة لأن هذا هو غذاء روحي، وجدت كلامك كالشهد فأكلته. والإنسان الذي لا يغذي روحه بالكتاب المقدس، يكون دائما جوعان للشر، ومهم أن نتبع القراءات مثل الكنيسة، حيث نقرأ تقريبا ثلاثة أرباع سفر اشعياء، في باكر هناك قراءات القداس ثم باكر، ابدوا في قراءة النبوات، حيث في الصوم نقرأ تقريبا نصف سفر أشعياء أو ثلاثة أرباع سفر أشعياء الذي يري البعض أنه صعب، وقراءات القداس 4 قراءات، الإنجيل والبولس والكاثيليكون والإبركسيس. ركزوا علي انجيل القداس، الذي سيعطيكم عنوان اليوم، وبعد ذلك اقرءوا الإنجيل، ثم اقروا البولس والكاثيليكون ستجدوا كيف يعطينا معلمنا بولس الرسول الوصية التي قرأناها، الإبركسيس يعطينا حكاية صغيرة من أعمال آبائنا الرسل، تؤكد الوصية التي قيلت في القداس. ثم بعد ذلك نقرأ النبوات، حيث يرينا الله هذه الوصية في العهد القديم، لكن الناس لم تستطع أن تنفذها، لأنهم لم يكنوا في عهد النعمة مثلما، حصلوا علي نعمة الروح القدس والتبني. وياريت نتفق أنا وأنتم يا أحبائي أن تقرأوا كوبتك ريدر Coptic Reader في يوميا خلال فترات الراحة في العمل وعندما يسمح لك الوقت في الصباح والمساء، واكتبوا كل يوم آية لمستكم، وتبقي الرحلة صوم مقدس، ويبقي الصوم مقدسا بالمسيح يسوع، له المجد إلي الآبد آمين.