الدار- ترجمات
سلطت وكالة “بلومبرغ” الاقتصادية، الضوء على الدور الذي يمكن للمغرب أن يضطلع به في مجال ضمان الأمن الغذائي على الصعيد العالمي، في عز استمرار الأزمة الروسية-الأوكرانية، مشيرة الى أن ” هذه الأزمة العالمية أعادت الى الواجهة أهمية ودور الأسمدة، كرافعة استراتيجية للتأثير العالمي”.
وأكدت وكالة الأنباء الدولية أن المغرب بفضل حظه الجيولوجي، يعد موطنًا لـ 70٪ من الاحتياطات العالمية من الفوسفاط، المصدر الطبيعي للفوسفور، وهو عنصر غذائي أساسي يستخدم في الأسمدة”، مبرزة أن ” هذه الإمكانيات تجعل المغرب، ومجموعة المكتب الشريف للفوسفاط، يلعبان دورا محوريا في مجال الأمن الغذائي على الصعيد العالمي، في عالم أعيد تشكيله بفعل الحرب الروسية الأوكرانية”.
وأبرز ذات المصدر أن المغرب لم يخف سوى القليل من السرية عن استخدام تبرعات الأسمدة والمبيعات المدعومة لتعزيز تطلعاته إلى الريادة الإقليمية”، مشيرة الى أن ” مايكل تانشوم، أستاذ الاقتصاد السياسي، كتب في مدونة لمعهد الشرق الأوسط، مستشهدا بالمبيعات والاستثمار المحلي والتواصل التنموي: “استخدمت الرباط صادرات المكتب الشريف للفوسفاط كأداة للسياسة الخارجية، لا سيما في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى”.
وفي هذا الصدد، قالت ندى المجدوب، نائبة الرئيس التنفيذي لإدارة الأداء في مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط، في ردها على أسئلة وكالة “بلومبيرغ” عبر البريد الإلكتروني، ان ” مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط، مملوكة للدولة ولكن لها هوية منفصلة ومميزة عن الحكومة”.
وأضافت : ” من الواضح أن تطلعات الحكومة ومجموعة المكتب الشريف للفوسفاط، منسجمة، ولا سيما فيما يتعلق بمهمة المجموعة لتعزيز الممارسات الزراعية المستدامة والإنتاجية في جميع أنحاء إفريقيا”.
وأوضحت وكالة “بلومبرغ” الاقتصادية أن مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط التزمت بمضاعفة إمداداتها من الأسمدة للقارة الإفريقية في عام 2023 إلى حوالي أربعة ملايين طن، بالإضافة إلى التبرع بالأسمدة المخفضة وتزويد القارة بأكثر من 500 ألف طن عام 2022، مضيفة :” هذه لفتة إنسانية رحبت بها الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية من بين مؤسسات أخرى، فهي لفتة عادت على المغرب أيضًا بالنفع”.
ووفقا لوكالة الأنباء العالمية، فمن المتوقع أن يواجه حوالي 20٪ من سكان ملاوي انعدام أمن غذائي حاد خلال “موسم الجفاف” حتى مارس المقبل، مما يجعل استخدام الأسمدة لزراعة المحاصيل أمرًا أكثر أهمية”، مؤكدة أن ” ملاوي واحدة من 48 دولة في إفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية حددها صندوق النقد الدولي على أنها الأكثر تعرضًا لخطر صدمة تكاليف الغذاء والأسمدة التي أثارها الغزو الروسي لأوكرانيا.
واعتبرت وكالة “بلومبيرغ” الاقتصادية أن الأمم المتحدة ترى بعد مرور عام كامل على الأزمة الروسية الأوكرانية، أن الاضطرابات التي تسببت في أسواق الأسمدة العالمية تمثل خطرًا رئيسيًا على توافر الغذاء في عام 2023″.
وتابع المصدر الإعلامي ذاته أنه في خضم هذه الأزمة العالمية، ظهرت الأسمدة، ومن يسيطر عليها، في صدارة الأجندة السياسية في جميع أنحاء العالم، حيث تعمل وزارة الخارجية الأمريكية على تعزيز خبرتها في مجال الأسمدة، ويقوم الرؤساء بالتغريد عنها، ويظهرون في الحملات الانتخابية لتصبح الأسمدة “عملة دبلوماسية”، يتم استحضارها في صراع الروايات حول من يقع اللوم على تداعيات الحرب الروسية على أوكرانيا.
في هذا الاطار، قال أوداي شانكر أواستي، العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لشركة Indian Farmers Fertilizer Cooperative ، أكبر منتج للأسمدة في الولايات المتحدة الأمريكية، “إن دور الأسمدة لا يقل أهمية عن دور البذور في الأمن الغذائي للبلاد”، مضيفا : ” إذا كانت معدتك ممتلئة، يمكنك الدفاع عن منزلك، يمكنك الدفاع عن حدودك، يمكنك الدفاع عن اقتصادك”.
