انطلقت اليوم فعاليات المنتدى السعودي للإعلام في نسخته الثانية بالرياض، وسط حضور أكثر من 1500 إعلامي وأكاديمي وخبير من دول عربية وعالمية، ومسؤولين محليين ودوليين.

وبدأت الجلسة الأولى بعنوان: "جيل الإعلام الجديد.. المتغيرات والفرص"، اتفق فيها متحاورون مختصون في الشأن الإعلامي على أهمية تطوير محتوى الإعلام الرسمي وتدريب منسوبي تلك الوسائل لمجاراة منصات وسائل التواصل الاجتماعي والتغيرات المستمرة في عالم الإعلام، مع ضرورة تدريب المؤثرين على تعلم إطار وأخلاقيات المهنة.

وتحدث في الجلسة كل من المدير العام للمكتب الإعلامي لحكومة الشارقة ‏طارق سعيد علاي، ورئيس شركة "ستراتيقيك" الإعلامية ديفيد ريبوي، ورئيس مجلس جمعية الصحفيين الإماراتية محمد الحمادي، وعميد كلية الاتصال في جامعة الشارقة جايرو أوكاندو، وأدارت الجلسة ‏مقدمة برامج على قناة العربية والحدث الإعلامية سارة بن عيشوبة.

وعن أهمية صناعة المحتوى، أكد محمد الحمادي ‏أن البوصلة اتجهت نحو من يقدم المحتوى المميز والمختلف، مشيراً إلى أن التحدي الكبير هو في المحتوى، فإذا أردت أن تذهب للمستقبل وتكسب الجمهور عليك أن تصنع محتوى جيدا.

وأضاف أن الصحفي هو من يقدم المعلومة الصحيحة الدقيقة وليس من يظهر في "تيك توك"، وتابع: "نعيش منافسة حقيقية في نقل الأحداث بين الإعلام التقليدي وإعلام السوشال ميديا، وهناك شاهد جديد هو زلزال تركيا وسوريا والمواد الإعلامية التي تخرج من هناك".

‏ولفت إلى أن الصحفي الذي يتبع مؤسسة إعلامية عليه مسؤولية مضاعفة، أما المؤثر فغالباً لا مسؤولية عليه ويعاني من عدم المهنية، لكن وسائل التواصل الجديدة سهلت على الصحفي التغير والتطور، مشدداً على أن التدريب مهم جداً لكلا الطرفين، وفي الإمارات توجد مادة اسمها التربية الإعلامية.

وأكد الحمادي أن الإعلام التقليدي لا يزال يواجه التحديات بسبب عدم تطوير أدواته، لأن الإعلام الرقمي يظهر بقوة من خلال المحتوى والمنصة.

وفي ما يخص صناعة المحتوى قال جايرو أوكاندو: إن التحديات لصنّاع المحتوى في السوشال ميديا تتمحور حول ماذا سيقدمون بعد خمس سنوات؟ لأن الإعلام له أساس ومعايير لا يخرج عنها، وأعتقد أن التحولات المستقبلية هي تغيير الطريقة في إنشاء الأفكار والمفاهيم في ظل الذكاء الاصطناعي".

‏وبيّن أن النشء معرضون ‏لتلقي الأخبار والأدلجة من مصادر غير صحيحة، لذلك لا بد من تطوير طرق المؤثرين والصحفيين عموماً، مع أن الصحفيين لديهم إطار أخلاقي يُعمل به، أما صُناع المحتوى فهم يحاولون البحث عن القصص بأساليبهم التي يكسبون بها المجتمعات.

وطالب جايرو أوكاندوا ‏الجامعات والكليات والمعاهد المتخصصة بتثقيف الصحفيين والمؤثرين لأهمية الارتقاء بالمحتوى الإعلامي.

إلى ذلك، أكد طارق علاي أن المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة يعمل على توعية المجتمع، وتنظيم برامج واستقطاب الشباب الذين لديهم أفكار جميلة ومختلفة وهم صانعو المحتوى الذين يجب على الجهات المعنية دعمهم واستقطابهم لمثل هذه الجلسات والمنتديات، مبيناً أن الدور الكبير ناحيتهم يأتي في التوجيه والإرشاد لتعزيز هويتهم.

‏وتطرّق إلى أن المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة لا يعول كثيراً على صناع المحتوى في السوشال ميديا في ما يخص الأخبار الرسمية، بل يجري التركيز على الإعلام الرسمي لأنه أكثر مصداقية، ويجب أن يستفيد مسيرو الإعلام من التكنولوجيا الحديثة، وإشراك الطلاب في المؤسسات الحكومية.

وركّز على أهمية دعم الصحافة الإلكترونية لتكون مؤثرة، كما أن على الكليات والمعاهد المتخصصة في الإعلام استشراف المستقبل وتطوير المحتوى.

وعن تأثير الإعلام في الولايات المتحدة الأمريكية قال ديفيد ريبوي: "في أمريكا لم يعد الناس يثقون بالإعلام الرسمي ويعتمدون على الأفراد، والناس يميلون لمن يتصدر المشهد ويحاول أن ينقل لهم بمصداقية ويبسط الأخبار الرسمية". وأكد الحاجة لتطوير المحتوى وزرع القيم والبعد عن الأخبار الكاذبة والإشاعات.