أتراك يتسلقون الأنقاض ويتسللون من شقوق الجدران لإنقاذ متاعهم ومتعلقاتهم


الأنقاض محاولين التسلل عبر الشقوق في الجدران ويخطون على السلالم المتكسرة لاستعادة مستنداتهم وأثاثهم وأجهزتهم الكهربائية، وأي شيء من شأنه مساعدتهم في بدء حياتهم من جديد.

أخبار متعلقة
لا مكان لدفن ضحايا الزلزال.. أسر المتوفين يكافحون لمواراتهم تحت الثرى
بعد 11 يومًا من الزلزال المدمر.. منقذون ينتشلون ناجيين في تركيا
23 ألف ضحية.. تضاؤل الآمال في العثور على ناجين من زلزال تركيا وسوريا

وبعد أسبوعين من زلزال أول عنيف ضرب تركيا وسوريا، رحل أغلب سكان أنطاكية أو لاذوا بالملاجئ للاحتماء، وحينما ضرب زلزال جديد المدينة الواقعة في جنوب تركيا يوم الاثنين، أفادت وسائل الإعلام المحلية بمقتل ما لا يقل عن 3 أشخاص في أثناء محاولاتهم استعادة ممتلكاتهم.

محاولات لإنقاذ المتعلقات وسط الدمار الهائل

قال ياسر بيرقجي (28 عاما) يعمل في لحام أنابيب الغاز الطبيعي: "نحاول إنقاذ ما نملك لأن الدمار هائل، لا نعلم حتى الآن أي نوع من التعويض ستوفره لنا الدولة".

وفقدت أسرة بيرقجي ابنة من بين 15 ابنًا وابنة في زلزال السادس من فبراير، وواروا جثمانها التراب عند العثور عليه تحت الأنقاض بعد 6 أيام من الزلزال.

وأضاف بيرقجي: "لا يمكننا إعادة الموتى إلى الحياة، ولكن لأننا نجونا، نحاول إخراج أي شيء متبق".

وعاد بيرقجي و6 من أقاربه لمساعدة أخيهم في استعادة متعلقاته من شقته، وعبأوا أكياس القمامة وأجولة السماد بالمتعلقات الأصغر حجمًا، وفي الداخل، كانت أبواب خزانة المطبخ مفتوحة على مصارعها والطلاء متقشرًا على الجدران.

وأخرجوا من خلال نافذة مفتوحة في شقة الطابق الثاني، والتي يمكن دخولها الآن باعتلاء كومة من أنقاض مبنى ملاصق، حشية (مرتبة) وأرائك وغسالة على ظهورهم، محاولين ألا يتعثروا فوق قطع الخرسانة في ظل سيرهم منتعلين أحذية خفيفة (صنادل).

وسيخزنوا المتعلقات في منزل للأسرة يقع في قرية قريبة، ويعتقد ييرقجي أنه آمن، وقال "بنيناه بأيدينا، لذا نثق فيه من جميع النواحي".

محاولة استرداد بعض المدخرات والوثائق المهمة

في حي آخر من أحياء أنطاكية، كان كنان المصري (30 عامًا) يعمل في مجال الترجمة، يأمل في استرداد بعض المدخرات وجوازات السفر وشهادات الميلاد من شقته، ويداوم عى العودة إلى شارعه كل يومين بعد الزلزال الأول، ولكن السلطات أخبرته بأن دخول الشقة خطر للغاية.

وتضرر المبنى ذو الواجهة المغطاة بالقرميد الأرجواني، الذي أنشأه مع أقاربه لتسكن فيه 7 أسر، ولكنه ما زال قائمًا وما تزال أصص النباتات موضوعة بشكل عمودي على الشرفات.

وقال كنان: "استثمرنا كل شيء لدينا في هذا المبنى، والآن أصبح مهيئًا للهدم".

وعلى الرغم من سلامة جميع أقاربه، قال إنه يفتقد الحي حيث سويت أغلب المباني بطول شارعه بالأرض وتحولت إلى أنقاض.

وتحمل المباني التي ما زالت قائمة على جدرانها المتشققة أرقام هواتف وأسماء ليتسنى للسلطات التواصل مع المقيمين كلما دعت الحاجة.

وبدت شقق كثيرة كأن الزمن توقف فيها على لحظة واحدة، إذ ما زالت التليفزيونات معلقة على الحوائط، والمناشف مكدسة في خزانات المراحيض المفتوحة، والأرائك ما زالت في غرف المعيشة.

جدران المباني المهدمة أصبحت مكشوفة تمامًا - رويترز

الوضع في غاية الخطورة

في شارع قريب، جلست أسرة فوق مرتبة محاطة بكوم من الأطباق والسجاجيد وفرن، واستأجروا رافعة لإنزال أثاثهم الثقيل وكانوا يتفاوضون في السعر مع مشغل الرافعة، فقال المشغل "الوضع في غاية الخطورة"، ليرد عليه فرد غاضب من أفراد الأسرة "ما زلنا نريده".

قال بلال إبراهيم (34 عامًا) يعمل فني إصلاح سيارات، إنه نجا من الزلزال الأول مع زوجته وأبنائهما، ولكن أخاه قتل في الزلزال، وابن أخيه الرضيع، الذي نُقل في سيارة إسعاف بعدما انتُشل من تحت الأنقاض، ما زال مفقودًا، ويتنقل إبراهيم من مستشفى إلى آخر بحثًا عنه.

ويوم الاثنين، كان إبراهيم يربط سيارته الحمراء المتكسرة من نوع سوزوكي طراز ماروتي بسيارة أخيه المتوفى باستخدام سلك معدني عثر عليه بين الحطام، وقال إن الشقة التي كان يعيش فيها مع أسرته منذ 7 أعوام تقرر هدمها، ولا يمكنه الدخول لاستعادة أي شيء.

وتابع محاولًا أن يكبح دموعه: "أهم شيء أن أسرتي سالمة، وفقدان أخي كأنني فقدت العالم بأسره".

معظم أهالي أنطاكية أصبحوا يقيمون في الشوارع والملاجئ - رويترز

دخول المبانى أصبح خطيرًا للغاية

وقف جوكان كارادينيز (33 عاما) يتطلع إلى شقته بالطابق الأرضي في أنطاكية لأول مرة منذ الزلزال الأول، وكادت الجدران تكون مكشوفة تمامًا لدرجة أنه كان بوسعه رؤية الأريكة ذات اللون الزيتوني المغطاة بالتراب مقلوبة على جانبها.

وقال إنه كان يأمل أن يستعيد بعض المتعلقات قبل أن تهدم السلطات المبنى، لكن دخول المبنى شيء خطير للغاية.

وبعد النظر مليًا والتحديق في المبنى لبضع دقائق، عاد كارادينيز إلى السيارة وقادها متجهًا إلى بعيد وهو صفر اليدين.

تاريخ الخبر: 2023-02-22 06:30:11
المصدر: اليوم - السعودية
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 58%
الأهمية: 70%

آخر الأخبار حول العالم

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية