“القراءات الكتابية في ليتورجيا الخميس الكبير في القرن 12(دراسة مقارنة) للراهب القمص بطرس البراموسي


من الورقات البحثية الهامة والتى قدمت بالمؤتمر الحادي والثلاثون لأصدقاء التراث العربي المسيحي، والذي نظمه مركز دراسات مسيحية الشرق الأوسط، التابع لكلية اللاهوت الإنجيلية في القاهرة ورقة بعنوان “القراءات الكتابية في ليتورجيا الخميس الكبير في القرن 12(دراسة مقارنة) للراهب القمص بطرس البراموسى دبلوم الآثار القبطية ماجستير في علم اللاهوت العقيدي، واللاهوت الطقسي ماجستير في التراث العربي المسيحي/ تحقيق المخطوطات وباحث دكتوراه /كلية الآداب/ جامعة الإسكندرية حيث قال فى مستهل كلمته.

يُعد الخميس الكبير عيدًا سيديًا صغيرًا ضمن السبعة أعياد الصغرى المُرتبة في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، وهو اليوم السابق ليوم جمعة الصلبوت، لذلك وضعت الكنيسة ليتورجيا خاصة وعميقة تليق بمكانة هذا اليوم الاحتفالي إذ فيه تعددت المشاهد والأحداث الخلاصية.
من خلال هذا الطرح يتم عرض القراءات الكتابية في جدول لكل حدث من الأحداث الأربعة التي يشتمل عليها اليوم.
ونظرًا لكثرة القراءات الكتابية في هذا اليوم، ولضيق الوقت المتاح سوف يقتصر الطرح فى هذا البحث على قراءات باكر، والساعة الثالثة كمثال لصلوات الساعات المعتادة للبصخة، وافخارستيا اليوم.

باكر الخميس الكبير
وقد تناولت نبؤه واحدة، وتدور حول انهزام عماليق (قوى الشر).
حيث جاءت النبوة من سفر الخروج لموسى النبي فصل 17 لتعطي فكرة عن الحرب القائمة بين عماليق وإسرائيل، وهو نموذج للحرب بين الخير والشر، هذه النبوة الافتتاحية لذلك اليوم الإحتفالي الكبير تمهد الطريق لما سوف يحدث بعد قليل من غلبة عماليق (الشر) على إسرائيل (الخير)، وتسيد حب المال وصولًا بالخيانة والبيع الدنيء للسيد من تلميذه الذي اختاره وأحبه مثل باقي رسله الأطهار، ومنها يمكن فهم ما ورائها وهو تنقية النفس من الخطايا وطرد الشر، وهو ما يمهد إلى باقي ليتورجيا باكر هذا اليوم.

واكد الراهب القمص بطرس البراموسى على أن المخطوطات من القرن الثاني عشر حتى القرن التاسع عشر ذكرت نبؤه واحدة، أما القطماروسات الحديثة فقد ذكرت أربعة نبؤات من: (سفر الخروج، إشعياء، حزقيال).
أما عن فصل أعمال الرسل فيتناول حديث بطرس الرسول لبقية التلاميذ، والمجتمعين في علية صهيون، وتناوله قصة خيانة يهوذا، وأخذه أجرة الظلم، ثم صدور الحكم عليه بأن تصر داره خرابًا، ولا يكن فيها ساكن، وليأخذ وظيفته آخر، هذا نراه في (أع 1: 15- 20) وهو ما يوضح نتيجة الخطية العظمى التي وقع فيها هذا الخائن.

وقام الراهب القمص بطرس البراموسى بالقاء الضوء على فعل يهوذا الشنيع من حيث خيانة سيده الذي اختاره، وأحبه، وقربه إليه، وجعلة مسئولًا عن صندوق الأموال، وما يتصدق به المقتدرين لتكون تلك الأموال مساعدًا لحياة ومعيشة السيد المسيح والرسل، كل تلك الثقة واسناد تلك المسئولية السامية قوبلت من يهوذا بخيانته لسيده، وتسليمه إياه لليهود مقابل ثلاثين من الفضة، وهو رقم بخث للغاية، فتلك الفضيات القليلة هي ثمن بيع العبد المملوك في تلك الأزمان.

لذلك وضعت الكنيسة لهذه المناسبة لحنًا يلخص تلك الحادثة المؤلمة، وهو ما سُمي بلحن تبكيت يهوذا، وبالرجوع إلى مخطوطات القرن الثاني عشر مرورًا بالقرون التالية حتى مخطوطات القرن التاسع عشر لم نجد أي إشارة لما يسجل في الكتب الحديثة تحت عنوان “لحن دورة تبكيت يهوذا” فكلمة دورة ترجع إلى طقس حديث وغير مؤرخ في المخطوطات بشكل عام حتى ظهور الكتاب المطبوع في مصر، وهنا نضع بعض المخطوطات التي تساعد القارئ، والتي يمكنه الرجوع إليها، والوقوف على صحة ذلك من عدمه، وذلك على سبيل المثال وليس الحصر.

ثم ينتقل اليوم إلى مرحلة التمهيد للحدث الأعظم وهو تأسيس سر الافخارستيا حيث تتذكره الكنيسة بإقامة السر كوضع احتفالي واستثنائي، مع حذف بعض الصلوات، إذ يُعد هذا القداس هو أقصر قداس على مدار السنة، وهذا ما يمهد الطريق إلى المرحلة الثالثة لليوم وهي التقديس.

ويعرض المزمور كلام المرنم عن خبث يهوذا من حيث الكلام اللين، والغش والخداع. (كلامه ألين من الدهن وهو نصال…) (مز54: 18، 10).
كما يأتي الإنجيل ليشرح لنا إرسال المسيح لتلميذيه بطرس ويوحنا لإعداد مائدة الفصح اليهودي تمهيدًا لتبديلها بسر الافخارستيا، وهو ما يمهد الطريق لانتهاء فاعلية الرمز بوجود المرموز إليه، وتكون القراءة من (لو22: 7- 13).

نبوات الساعة الثالثة

ثم استعرض الراهب القمص بطرس البراموسى بعد ذلك نبوات الساعة الثالثة
وهي من: (خر32: 30- 33: 1- 5، يش بن شيراخ 24: 1- 15) فقط، وأما الكتب المطبوعة فقد زيد عليها (زك9: 11- 14، أم29: 27- 30: 1- 6) وهي تدور حول توبيخ موسى لشعب إسرائيل على خطاياهم لذلك وجب الانسان أن يتحلى بالحكمة ويتمسك بها أي بالله.
أما مزمور الساعة فيتحدث عن الخبث إذ يقول “يكمنون لنفس الصديق ودم غير خاطئ يطرحوه في الحكم. يكافئهم باثمهم وشرهم والرب يهلكهم” (مز 92: 13، 15) . أما انجيل الساعة فيتحدث عن ذهاب التلاميذ للسيد المسيح وسؤاله عن مكان اعداد الفصح اليهودي، وذلك من خلال “مت26: 17- 19”.

والجدير بالذكر أن هذا الإنجيل هو نفسه الذي يقرأ في الساعة التاسعة من نفس اليوم وحول حدث اعداد الفصح أيضًا، ولم يُعرف سبب التكرار، في حين أن هذا الحدث ذُكر أيضًا في (مر14: 12- 16، لو 22: 7- 13).
وقد اكتقينا لضيق الوقت بصلوات الساعات على الساعة الثالثة كمثال لباقي الساعات إذ كلها تمهد الذهن لما بعدها.
وانتقل الراهب القمص بطرس البراموسى إلى الحدث الأعظم في ذلك اليوم، وكما قال فهو تأسيس سر الافخارستيا، والذي يمثل تقديس النفس والجسد والروح من خلال الاتحاد بالسيد المسيح وتناول جسده ودمه الأقدسين.

لذلك وضعت الكنيسة فصل من رسالة القديس بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس، والذي يتناول فيه الرسول بولس شرح ما حدث ليلة صلب السيد المسيح وتأسيس سر الافخارستيا، مع التحذير الشديد من التقدم لهذا السر بدون توبة ونقاوة واستحقاق، إذ يقول: “لأن كل من يأكل من هذا الخبز أو يشرب من هذه الكأس بغير استحقاق يكون مجرمًا في جسد الرب ودمه. فليمتحن الإنسان نفسه وهكذا فليأكل من هذا الخبز ويشرب من هذه الكأس، لأن الذي يأكل من هذا الخبز ويشرب من هذه الكأس بدون استحقاق فإنما يأكل ويشرب دينونة لنفسه إذ أنه لم يميز جسد الرب”. (1كو11: 20- 30).

أما المزمور فيسلط الضوء على مائدة الرب، وفي الجزء الثاني يشير إلى خيانة يهوذا. إذ يقول: “هيأت قدامي مايده قبيل اعداى المسيئين على. الدى اكل خبزى رفع عقبه على” (مز22: 4، 5 – مز40: 8) .
ويسرد لنا الإنجيل حديث السيد المسيح مع تلاميذه حيث أشار إلى الخائن الذي يسلمه لأيدي اليهود، مع اعطاء الويل لذلك الإنسان حيث يقول: “فويل لذلك الرجل الدي به يسلم ابن الإنسان، قد كان خير لذلك الإنسان ان لا يولد” (مت26: 20- 29)، وهو ما يعتبر تحذير شديد اللهجة كان الهدف منه هو رجوع يهوذا عن فعله المشين هذا، ولكن هذا لم يحدث، لكي يكمل كل ما هو مكتوب في المزامير والأنبياء.

كذلك ذكر تأسيس السيد المسيح لسر الافخارستيا، وإعطائه جسده ودمه للتلاميذ ولكل المؤمنين لمغفرة الخطايا، من خلال انجيل متى البشير (26: 20- 29)

ومن هنا ينتقل السيد المسيح إلى عهده الجديد حيث أبطل عهد الذبائح الحيوانية التي لا تفي حق الله (الفصح اليهودي)، معطيًا ذبيحته الخلاصيه أي جسده المصلوب، ودمه المسفوك على عود الصليب، محققًا ما قيل في انجيل القديس يوحنا: “هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به، بل تكون له الحياة الأبدية” (يوحنا 3: 16).

ويضيف الراهب القمص بطرس البراموسى من خلال ما سبق نرى إتمام المراحل الثلاث لهذا اليوم الاحتفالي الكبير، وهم طرد الشر، يليه التطهير، وأخيرًا التقديس.
هنا ويلاحظ الترابط التام بين إنجيل باكر الذي تحدث عن إعداد الفصح اليهودي وإتمامه، وذلك عملًا بقول السيد المسيح ليوحنا المعمدان “ينبغي أن نكمل كل بر” (متى 3: 15)، وتقديم جسد السيد المسيح الذبيحة الخلاصية الممتدة عبر العصور

وهو ما يوضح العلاقة بين الرمز والحقيقة من خلال ما ذُكر في الأصحاح الثاني عشر من سفر الخروج، وإنجيل القديس متى والأصحاح الحادي والعشرين.
جدير بالذكر أن النصوص الكتابية الخاصة بليتورجيا القداس لم يطرأ عليها أي تغيير منذ القرن الثاني عشر وحتى الآن على عكس ما ذُكر سابقًا في باكر ونبوات الساعة الثالثة من نفس اليوم.

تاريخ الخبر: 2023-02-27 18:23:10
المصدر: وطنى - مصر
التصنيف: غير مصنف
مستوى الصحة: 50%
الأهمية: 62%

آخر الأخبار حول العالم

"أدنوك للحفر" الإماراتية تسجل أداء يفوق التوقعات

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-13 12:07:54
مستوى الصحة: 82% الأهمية: 94%

بعد تتويج الهلال السعودي.. نيمار يقلد رونالدو

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-13 12:08:02
مستوى الصحة: 81% الأهمية: 86%

مصرع أولمبي روسي بحادث سير

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-13 12:08:00
مستوى الصحة: 92% الأهمية: 87%

دياز يغلق الباب أمام برشلونة

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-13 12:07:59
مستوى الصحة: 94% الأهمية: 88%

يريفان.. اعتقال 113 متظاهرا طالبوا باستقالة باشينيان (فيديو)

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-13 12:07:56
مستوى الصحة: 81% الأهمية: 93%

الإعلام العبري: مخاوف في تل أبيب بعد "تهديدات صريحة" من مصر

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-13 12:07:55
مستوى الصحة: 80% الأهمية: 95%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية