مع اقتراب حلول شهر رمضان المعظم، وإقبال المواطنين على شراء ياميش رمضان اتباعًا للعادات التي ألفوها في الشهر الكريم، انتشر في الأسواق العديد من الياميش المخزن من الأعوام الماضية والفاسد، والذي طرحه التجار للبيع بالأسواق رغم عدم صلاحيته، وهو ما تسبب في خروج العديد من الأطباء للتحذير من أضرار تناول هذا الياميش.

أستاذ صحة الطعام بالمعهد القومي للتغذية: ينمو عليها فطريات تفرز من 18 إلى 20 نوعا من السّموم

في البداية تقول الدكتورة عفاف علي أمين أستاذ صحة الطعام بالمعهد القومي للتغذية في حديثها لـ"الدستور" إن الياميش إذا لم يخزن بطريقة صحيحة أي في مكان جاف وجيد التهوية، فإن ذلك سينتج عنه تولد فطريات فوقه تظهر في صورة زغب أعلاه، وتكتلات "أن تتشابك حبتان الفول السوداني على سبيل المثال مع بعضهما" مشيرة إلى أن وجود هذا الزغب وكذلك تغير اللون إلى الأزرق أو إلى الأخضر يعني أن هذا الياميش فاسد ولم يخزن بصورة جيدة وبجب الابتعاد عن شراؤه على الفور.

وتابعت عفاف أن الفطريات تنجذب إلى المكسرات بشكل كبير خاصة الفول السوداني لذا يجب تحري الدقة عند شرائها، مشيرة إلى أن تلك الفطريات تفرز سموم يتراوح عددها من 18 إلى 20 نوعا من السموم ولا تنكسر تلك السموم إلا عند درجة حرارة 320 درجة مئوية مما يوضح صعوبة حدوث ذلك.

وأضافت أستاذ صحة الطعام بالمعهد القومي للتغذية أنه يجب كذلك الحذر من هذه الفطريات وذلك لأن جو مصر بشكل عام يعد في حزام الفطريات وذلك لكونه حار ورطب وهي البيئة الجيدة التي تجدها الفطريات فرصة للنمو فيها.

ولفتت طبيبة التغذية إلى أن السّموم التي تفرزها الفطريات التي تنمو على ياميش رمضان تتسبب في الإصابة بالعديد من أنواع السرطانات لذا ينبغي التأكد بشدة من أن تكون حالتها في أفضل صورة دون تكسير أو تغير في اللون أو زغب فوقها قبل الشراء، كما لفتت إلى ضرورة تأكد المواطن من تاريخ الصلاحية ونصحت بأن يكون في الثلث الأول من التاريخ وذلك خوفًا من سوء التخزين.

استشاري البكتيريا والمناعة: أنصح بالشراء من منافذ الدولة

ومن جانبها، نصحت الدكتورة نهلة عبد الوهاب استشاري البكتيريا والمناعة جامعة القاهرة المواطن بضرورة شراء ياميش رمضان من أماكن موثوق فيها، وضربت مثلًا بالمنافذ التي وفرتها الدولة لبيع المنتجات الغذائية اللازمة لشهر رمضان مثل معارض أهلًا رمضان، وأكدت على ضرورة عدم الشراء من أماكن مجهولة المصدر، مشيرة إلى أنه يجب على المواطن قراءة كافة التعليمات على السلعة قبل شرائها، والتأكد من تاريخ الصلاحية، وكذلك التأكد من حسن تخزين المكان للسلع قبل الشراء.

كما أشارت نهلة إلى ضرورة أن يكون المواطن نافع لنفسه ولغيره، وذلك بأن يبلغ عن وجود أي فساد في سلع شاهدها أو قام بتجربتها جهاز حماية المستهلك والجهات المختصة وذلك لكي يكون هناك إجراءات رادعة ضد الفاسدين، وتتحقق الحماية للمزيد من أرواح المواطنين من الإصابة بالأمراض أو الوفاة لا قدر الله.

      أستاذ علم الميكروبيولوجي: الفطريات عليها تفرز سموم تصل للجهاز العصبي 

في الوقت نفسه، أوضح أيمن الشبيني أستاذ علم الميكروبيولوجي في حديثه لـ"الدستور" أنه حتى إذا كان الياميش مخزنًا لفترة قصيرة، ولكن في ظل ظروف تخزينية خاطئة فإنه سيصبح ضار وسّام في حال تناوله نتيجة تعرضه للتلف، مشيرًا إلى أنه يتعرض لنوعين من التلف إما تلف كيميائي وهو وصول مواد سّامة فوقه تغير من طبيعة المنتج، أو تلف فطري نتيجة تعرضه للفطريات التي تفرز العديد من السّموم.

وأكد "الشبيني" أن الفطريات التي تفرز على المكسرات مثل السوداني والبندق هي في أغلبها غير مرئية وتجد مثل هذه المكسرات بيئة صالحة لغذائها، مشيرًا إلى أن تلك الفطريات تفرز سموم خطيرة بعضها يصل إلى الجهاز العصبي مسببًا أضرار خطيرة.

وتابع أستاذ علم الميكروبيولوجي لـ"الدستور" أنه لذلك يجب أن يكون المواطن على دراية كاملة بمواصفات المنتج السليم، كما يجب على الجهات الرقابية والتفتيشية مثل وزارة التموين وجهاز حماية المستهلك القيام بحملات لمواجهة تجار الياميش الفاسدين حرصًا على سلامة المواطن.

عضو مجلس إدارة جهاز حماية المستهلك: المواطن يقع عليه جانب كبير من المسئولية

وتواصلت "الدستور" مع الدكتورة سعاد الديب عضو مجلس إدارة جهاز حماية المستهلك التي أردفت في حديثها "للدستور" أن هناك جانب كبير من المسئولية يقع على المواطن نفسه في وصول الياميش الفاسد له، مشيرة إلى أن المسئولية تتمثل في ضرورة توخي المواطن الحذر الشديد أثناء الشراء وتنمية وعيه بطرق كشف الياميش الفاسد من عدمه.

وطالبت "الديب" بأهمية اتباع تعليمات جهاز حماية المستهلك في ضرورة الحصول على فاتورة الشراء من المكان الذي اشترى منه المواطن، وغيرها من التعليمات الأخرى. 

وأكدت عضو مجلس إدارة جهاز حماية المستهلك أن "مسئولية المواطن كذلك في أن يكون إيجابيًا، عن طريق قيامه بإبلاغ جهاز حماية المستهلك في حال كشف أي من الأماكن التي تبيع ياميش فاسد، وذلك للتعامل الأمني الفوري معها".