قضية الصحراء الشرقية لن تموت.. إنها مجرد بداية


الدار/ تحليل

التصريح الذي أدلت به بهيجة السيمو مديرة مديرية الوثائق الملكية حول الارتباط التاريخي بين الصحراء الشرقية وبين السلطة المركزية في المغرب ليس مجرد بالون اختبار أو معلومة تاريخية عابرة. من غير المتوقع أن يصدر عن مسؤولة في هذا المستوى تأكيدات علمية وتاريخية لا لُبس فيها لأغراض إعلامية فقط. ما أدلت به وأكدته عبر الوثائق والمؤلفات والمصادر الموثوقة دليل على أن قضية الصحراء الشرقية ليست سوى جزء من قضية الصحراء المغربية عموما ومن ورش استكمال الوحدة الترابية خصوصا. وإذا كان المغرب منذ استقلاله عن فرنسا وإسبانيا يدافع عن حدوده وحقوقه الشرعية في أقاليمه الجنوبية فإن ذلك لا يعني بتاتا أنه فرّط في حقوقه في بقية أجزاء صحرائه المترامية الأطراف.

ولعلّ نظام الكابرانات المتعنت المتدثّر بدثار النزاع المفتعل في الصحراء المغربية والمحتمي وراء الميليشيا الإرهابية التي صنعها وموّلها يعتقد واهما أن المغاربة سينسون بشار وتلمسان وحاسي مسعود وغيرها من الأراضي التي كانت إلى الأمس القريب تدين بالولاء للسلطان المغربي في المملكة الشريفة، وتبعث إليه بالوفود وترفع إليه البيعة في مختلف المناسبات الوطنية والدينية. هذه الحقوق التاريخية في إمبراطورية المغرب لا يمكن أبدا محوها بجرّة قلم أو بتحوّلات سياسية عابرة أو بالارتكان إلى واقع صنعته القوى الاستعمارية في ظرفية الضعف والتراجع التي عانت منها بعض الإمبراطوريات على غرار الإمبراطورية المغربية الممتدة.

لقد حرّر المغرب صحراءه وهي الآن تحت عناية التنمية والبناء والتشييد، ولم يعد ضجيج الانفصال يمثل إلا طنينا لا يكاد يسمعه أحد. كما نجح المغرب في مدّ جسور الانفتاح جنوبا نحو القارة الإفريقية عبر الطريق الصحراوي السريع الذي أضحى يمثل شريانا حيويا بالنسبة للعديد من دول غرب إفريقيا. وفي الوقت نفسه استطاعت بلادنا أن تعيد التوازن إلى علاقاتها الأوربية مع العديد من القوى كإسبانيا وألمانيا بينما تخضع العلاقات المغربية الفرنسية اليوم إلى عملية ترويض وإعادة تشكيل ستتمخض عنها لا محالة عن قواعد لشراكة جديدة ندّية ومتوازنة. ومع هذه الإنجازات الدبلوماسية الإقليمية والدولية فإن المناورات التي يقوم بها الكابرانات لم تعد أبدا تشكل مثار إزعاج أو قلق للسلطات المغربية.

فالقلق والإزعاج سينتقل اليوم إلى الجهة الأخرى من الحدود الشرقية. على الكابرانات الاستعداد لمواجهة الحقائق التاريخية الساطعة التي ستبرز في سماء المنتديات الدبلوماسية والساحة الدولية مع تراكم المطالب واكتمال الرؤية بخصوص المطالبة بالحقوق التاريخية للمغرب والمغاربة في الصحراء الشرقية. والذي ينبغي على نظام العسكر إدراكه أن الشعب المغربي أكثر وعيا من أي وقت مضى بحقوقه الترابية التي كانت في الماضي تشكل مطالب حزبية محدودة لبعض الأحزاب وعلى رأسها حزب الاستقلال. لم يعد حزب علال الفاسي وحده من يرفع هذا المطلب، بل أصبح شعارا لكل المغاربة الذين يرفضون اليوم بشكل حاسم أن يظل المغرب بلدا مراهنا على حسن الجوار ومراعاة الحس الإنساني المشترك في الوقت الذي يتعرض فيه لمؤامرات ممن ضحوا لأجل استقلالهم وحريتهم بالأمس.

الصحراء الشرقية جزء لا يتجزأ من صحرائنا المغربية المترامية التي تعكس جانبا من تاريخ هذا البلد العريق والممتد، الذي صنع حضارة انتشرت معالمها في كل الجوار الصحراوي والساحلي والقاري. هذه قضية لا يمكن أبدا أن تموت، كما أن صوت المطالب بالحق فيها لا يمكن أن يخفت فقط لأن أصوات الباطل والتآمر قد علت في لحظة من لحظات التاريخ. إن الجمهورية المزعومة التي صنعتها فرنسا باقتطاع أراضي المغرب وتونس وليبيا تمادت أكثر من اللازم في الإساءة إلى جيرانها وإلى وحدتهم وسيادتهم ولعلّ الجواب الأنسب لنظام متعنت ومتآمر كهذا هو مطالبته بتقديم الحساب ونفض الغبار عن مظالم التاريخ مثلما هو الحال بالنسبة لمظلومية آلاف المغاربة الذين أخرجوا من ديارهم وطردوا من ممتلكاتهم ذات عيد أضحى.

تاريخ الخبر: 2023-03-01 21:26:03
المصدر: موقع الدار - المغرب
التصنيف: مجتمع
مستوى الصحة: 48%
الأهمية: 53%

آخر الأخبار حول العالم

بطولة إسبانيا.. ريال مدريد يحتفل باللقب الـ36 ويتطلع إلى المستقبل

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-12 18:26:07
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 65%

إلياس المالكي يسلم نفسه ويمثل أمام النيابة العامة

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-12 18:26:36
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 64%

التوقيت والقنوات الناقلة لمباراة نهضة بركان والزمالك المصري

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-12 18:26:00
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 57%

إلياس المالكي يسلم نفسه ويمثل أمام النيابة العامة

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-12 18:26:33
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 57%

بطولة إسبانيا.. ريال مدريد يحتفل باللقب الـ36 ويتطلع إلى المستقبل

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-12 18:26:01
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 60%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية