الأمم المتحدة تحتفل باليوم العالمي للأعشاب البحرية


للأعشاب البحرية أهمية كبيرة في دعم الأمن الغذائي، وتخفيف أضرار تغير المناخ، وإثراء التنوع البيولوجي، وتنقية المياه، وحماية السواحل، ومكافحة الأمراض.

في مايو 2022، اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارها 265/76 الذي أعلنت فيه يوم 1 مارس بصفته اليوم العالمي للأعشاب البحرية. وسلط القرار الضوء على الحاجة الملحة إلى إذكاء الوعي على جميع المستويات، وإلى تعزيز وتيسير الإجراءات الرامية إلى حفظ الأعشاب البحرية بهدف المساهمة في ضمان صحتها وتنميتها، مع الأخذ في الحسبان أن تعزيز خدمات ووظائف النظم الإيكولوجية مهمٌ لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.

أهمية الأعشاب البحرية

الأعشاب البحرية نباتات بحرية مُزهرة تنمو في المياه الضحلة في أجزاء شتى من العالم، من المناطق المدارية إلى الدائرة القطبية الشمالية. وتوجد في 159 بلدا موزعة على ست قارات، وتغطي مساحة تفوق 300 ألف كيلومتر مربع، مما يجعلها أحد الموائل الساحلية الأوسع انتشارا على وجه الأرض. تشكل الأعشاب البحرية مروجا واسعة تحت سطح الماء، وبذلك تكون موائل معقدة وعالية الإنتاج وغنيه بيولوجيا. كما أن للأعشاب البحرية أهمية كبيرة في مد النظام الإيكولوجي بوفرة من الخدمات عالية القيمة التي تسهم بشدة في تعزيز عافية النظم الإيكولوجية في العالم، ورفاه البشر، وأمن المجتمعات الساحلية.

ولمروج الأعشاب البحرية أهمية بالغة للإنتاج العالمي لمصائد الأسماك، فهي تؤمن موائل تفريخ قيمة لأكثر من خمس عدد مصائد الأسماك الأضخم في العالم، فضلا عن إتاحتها الملجأ والغذاء لآلاف الأنواع من الأحياء، بما فيها الأسماك والمحاريات والأنواع ا لكبيرة المهددة بالانقراض والمعرضة له، مثل الأطوم وفرس البحر والسلاحف البحرية. ومن شأن الأعشاب البحرية تحسين نوعية المياه بتصفيه المغذيات والملوثات وتدويرها وتخزينها، كما يمكنها أن تقلل من وجود البكتيريا البحرية المسببة للأمراض، الأمر الذي لا يحمي البشر بشكل غير مباشر فحسب، بل يقلل الأمراض التي تصيب المرجان، ويخفف التلوث في الأغذية البحرية كذلك، كما تتيح الأعشاب البحرية منافع ثقافية في شتى أرجاء العالم بتعزيز فرص السياحة والاستجمام.

وتتيح الأعشاب البحرية حلولا طبيعية فعالة لمواجهة تأثيرات تغير المناخ لكونها عنصرا أساسيا من عناصر جهود التخفيف والتكيف. وبالرغم من أن هذه المروج لا تغطي سوى 0.1 في المائة من قاع المحيطات ، إلا أنها تعد بالوعات كربون شديدة الفعالية، فهي تخزن ما يصل إلى 18 في المائة من كربون المحيطات في العالم. كما يمكن للأعشاب البحرية تخفيف تحمض المحيطات، مما يساهم في تعزيز صمود النظم الإيكولوجيه والأنواع الأكثر حساسية، مثل الشعب المرجانية، وتمثل خط الدفاع الأول على طول السواحل من خلال تخفيف قوة الأمواد، مما يحمي البشر من الخطر المتعاظم للغمر والعواصف. تجون تفصيلا أوفى في الموجز التنفيذي لتقرير  من ضفاف البحر: قيمة الأعشاب البحرية بالنسبة للبيئة والبشر.

مورد مُهدد

مع ما للأعشاب البحرية من أهمية باعتبارها عنصرا أساسيا في التنوع البيولوجي البحري —وبالتهديدات التي تواجهها— وبإسهامها في التنمية المستدامة وفي التخفيف من آثار تغير المناخ والتكيف معه، فهي مهددة بالمخاطر، ولا تزيد نسبة الواقع منها في المناطق البحرية المحمية عن 26 في المائة.

ولم تزل الأعشاب البحرية تتدهور على الصعيد العالمي منذ ثلاثينيات القرن الماضي، وبحسب تقديرات التعداد الأخير، تُفقد سنويا نسبة 7 في المائة من هذا الموئل البحري المهم في أنحاء العالم. وهذا ما يعادل مساحة ملعب كرة قدم من الأعشاب البحرية في كل 30 ثانية. وقد لاحظت الجمعية العامة للأمم المتحدة بقلق أن 21 في المائة من أنواع الأعشاب البحرية مصنفة ضمن الأنواع شبه المهددة والمعرضة للانقراض والمهددة بالانقراض بموجب القائمة الحمراء للأنواع المهدَّدة الصادرة عن الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة.

أن الضغوط المجتمعة لتنمية السواحل، والتلوث، بما في ذلك الجريان السطحي من اليابسة، وتغير المناخ، والتجريف، وأنشطة الصيد وركوب القوارب غير المنظمة، هي عوامل رئيسية لتدهور الأعشاب البحرية والنظم الإيكولوجية المرتبطة بها.

فعالية الحماية

مع ما يشهده العالم عموما من فقدان كبير في الأعشاب البحرية، فإن ثمة ما يدعو إلى الأمل. فقد لوحظ في بعض المناطق تراجع معدلات انحسار الأعشاب البحرية أو تعافيها تعافيا كبيرا. وكثيرا ما تُعزى حالات التعافي هذه إلى التدخلات البشرية الهادفة إلى تقليل تأثير عوامل الإجهاد التي يسببها البشر.

إن الأعشاب البحرية شديدة الأهمية للحياة تحت سطح الماء، لكنها تقدم كذلك مجموعة واسعة من المنافع للبشر. وإذكاء الوعي بأهمية الأعشاب البحرية من حيث إسهاماتها في رفاه المجتمع، سواء من خلال الأمن الغذائي من إنتاج الأسماك، أو تحسين نوعية المياه التي يتم تصفيتها بواسطة الأعشاب البحرية، أو حماية السواحل من التعرية، أو العواصف والفيضانات، أو عزل الكربون وتخزينه وغيرها من المنافع الأخرى. ومن المؤمل أن يزيد الاهتمام بالأعشاب البحرية بما يسهم في تأمين مستقبل مستدام لهذه النظم الإيكولوجية الأساسية التي لم تُقدر حق قدرها.

وفي نهاية المطاف، فمن شأن تنامي الاعتراف بأهمية النظم الإيكولوجية للأعشاب البحرية لكل من التنوع البيولوجي ورفاه الإنسان أن يوجه الجهود من شتى أنحاء العالم نحو صون هذه النظم وحُسن إدارتها واستعادتها. وقد يساعد الحرص على بناء مستقبل مستدام لهذه الأحياء البلدان في تحقيق عدد من الأهداف الاقتصادية والمجتمعية والغذائية، من مثل:

مساعدة البلدان في تحقيق 26 غاية ومؤشرا مرتبطة بعشرة من أهداف التنمية المستدامة.

مساعدة الشعوب على تحقيق أهدافها المشمولة باتفاق باريس واتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ نظرا لقدرة النظم الإيكولوجية للأعشاب البحرية على تخزين الكربون وعزله.

إدارج النظم الإيكولوجية للأعشاب البحرية في كل من الأطار العالمي للتنوع البيولوجي لما بعد عام 2020، واتفاقية التنوع البيولوجي.

إتاحة الفرصة للبلدان للوفاء بالالتزامات التي ستُقدم في عقد الأمم المتحدة لاستعادة النظام الإيكولوجي.

إن إدراج إدارة الأعشاب البحرية وصونها واستعادتها هي عناصر أساسية في استراتيجيات الاقتصاد الأزرق المستدام مستقبلا. وهناك مشاريع قيد التنفيذ بالفعل في بلدان مختلفة، وقد اُختير عدد قليل منها بوصفها مبادرات رائدة في الجهود العالمية لاستعادة النظم الإيكولوجية في العالم. وأختيرت هذه المشاريع بوصفها أفضل أمثلة لاستعادة النظام الإيكولوجي على نطاق واسع وطويل الأمد، وهي تجسد مبادئ الاستعادة العشرة لعقد الأمم المتحدة لاستعادة النظام الإيكولوجي.

 

وقائع وأرقام

توجد الأعشاب البحرية في 159 بلدا موزعة على ست قارات، وتغطي مساحة تفوق 300 كيلومتر مربع.

فُقد ما يقرب من 30 في المائة من مساحة الأعشاب البحرية في العالم منذ أواخر القرن التاسع عشر، وتتضاءل أعداد 22 نوعا منها (من أصل 72 نوعا) في كل بقاع العالم.

تُخزن الأعشاب البحرية —باعتبارها جزءا من النظام الإيكولوجي البحري— ما يصل إلى 18 في المائة من الكربون الموجود في محيطات العالم.

يمكن صون مروج الأعشاب البحرية واستعادتها البلدان من تحقيق 26 غاية ومؤشر مرتبطة بعشرة أهداف من أهداف التنمية المستدامة.

 

 

تاريخ الخبر: 2023-03-02 00:19:46
المصدر: بوابة أخبار اليوم - مصر
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 51%
الأهمية: 67%

آخر الأخبار حول العالم

العربية للطيران ترفع عدد رحلاتها بين مدينتي أكادير والرباط

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-05-02 03:25:12
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 68%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية