أنهار أوروبا تحتضر … وظــهــور حـجــارة الجــوع… وجفاف الأنهار يهلك الــبــشــريــة


– أنهار عـمـلاقــة في أوروبا وآسيا وأمريكا تـواجه جـفـافا عنيفا يهدد بأزمة جــوع عالمية لن تسلم منها الدول المصدرة للغذاء… والجفاف يزحف لأفريقيا.

– نــهــر الدانــوب ..أطول أنهار العالم يعانى من جفاف غير مسبوق ..بسبب ظاهرة “النينيا المناخية”.

– “نهــر الــرايــن” العابــر للحـدود خمس دول أوروبية يهدد القارة العجوز بـ”شلل اقتصادي” نتيجة جفاف القنوات المائية.

شهد العالم مــؤخـــرا العديد من الأوضاع المضطربة بسبب التداعيات السلبية التي تخلفها التغيرات المناخية ، كان من بين هذه الإضرابات ارتفاع غير مسبوق في درجات الحرارة، وجود فيضانات في العديد من دول العالم، انخفاض درجات الحرارة في فصل الشتاء الى درجة الشتاء القارس، فضلا عن حرائق الغابات, لكن ما أثار حفيظة الكثير هو”ظــاهــرة جفاف الأنهار” التي يمكن ان تؤدي إلى هلاك البشرية , في الأنهار هى العمود الفقري لأي دولة في العالم وعلى ضفافه تكونت حضارات ونهضت أمم، وهو ما عكس حجم المأساة وينذر بكارثة إنسانية خلال السنوات المقبلة.. فالأجـــواء المناخية وصفتها منظمات دولية ومسؤولون وخبراء الأرصاد بأنها كارثية وغير مسبوقة،منذ 500 عام, حيث ضرب الجفاف والتصحر العديد من دول العالم،بعدما اجتاحت العواصف وحرائق الغابات العديد من الدول الأوروبية ، مما ألحق خسائر فادحة بمئات آلاف الهكتارات من الأراضي الزراعية والغابات التي تشكل مصدر العيش لسكان الأرض ورئة للكوكب الأزرق,بالإضافة إلى خلق معاناة لسكان كوكب الأرض فى طعامهم وشرابهم أو حتى استخدام هــذه الأنهار شحن بضائعهم،ولم تترك أزمة التغير المناخى جزءًا فى العالم إلا طالته، وباتت تهدد شرايين المياه فى أوروبا،بعد أن سجلت القارة العجوز درجات حرارة قياسية، تسببت فى تبخر مياه أنهارها الكبيرة … مــؤخــراضرب الجفاف قلب أوروبا، متسببا في انخفاض مستويات أنهار كبرى مثل “نهر الراين” أكبر الأنهار الواقعة في ألمانيا إلى مستويات قياسية, فضلا عن توقف بشكل شبه تام في جريان “نهر لوار”الذي يمر في الأراضي الفرنسية, كما جف المصدر والمنبع لمجرى “نهر التايمز” والذي يعتبر من أشهر الأنهار في العالم في إنجلترا، فهي كانت ضرورية للتجارة لعدة قرون،ما يهدد حركة التجارة العالمية والوقود والغذاء الشرب, حيث تواجه أوروبا جفافاً قاسيًا بسبب المناخ لم تتعرض له منذ عقود، ماتسبب في انخفاض مستويات المياه بشكل خطير في العديد من الأنهار الرئيسية حيث أن أكثر من نصف القارة معرضة لخطر الجفاف،وأبــرز تقـريـر نـشـرته صحيفة الجارديان البريطانية، قالت تحولت العديد من الممرات المائية الرئيسية في أوروبا إلى قطرات صغيرة ، وأظهر تحليل المفوضية الأوروبية للجفاف أن جزءًا من أوروبا معرض للتحذير الجفاف بنسبة 44% من الإتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة, وفي الوقت نفسه يواجه 9 % من الإتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة إنذار أكثر خطورة من الجفاف، ففي جميع أنحاء أوروبا، يقلل الجفاف من تدفق الأنهار التي كانت قوية ذات يوم،مع عواقب وخيمة محتملة على الصناعة والشحن والطاقة وإنتاج الغذاء، كنقص الإمدادات , ووفقا للصحيفة البريطانية،إن الجفاف قد يصبح الأسوأ في القارة.

_ مخاوف من كارثة بيئية:

وفقـا لأندريا توريتى،المتخصصة بالمناخ فى مركز الأبحاث المشتركة التابع للمفوضية الأوروبية،أن ارتفاع درجات الحرارة هذا الصيف وقلة هطول الأمطار أدى إلى زيادة انخفاض مستويات المياه فى نهر الراين،كما تسود مخاوف من كارثة بيئية تؤدى إلى نفوق الأسماك على الحدود الألمانية البولندية,ويتجه الجفاف فى إسبانيا والبرتغال وفرنسا وإيطاليا ليكون الأسوأ منذ 500 عام , وكشفت عن أنه يمكن أن يصبح تأثير الجفاف الممتد وموجات الحرارة فى قطاعات مثل السياحة والتصنيع والزراعة عبئاً طويل الأجل على التصنيفات الائتمانية للحكومات فى جميع أنحاء جنوب أوروبا كما جف “نـهـرالـرايـن”الذى يتدفق عبر ألمانيا وهولندا، ويمر على طول الطريق حتى بحر الشمال، وظهرت أجــزاء من قـاع النهر, مما يؤدى إلى إبطاء عملية الشحن إلى أوروبا, لكن أزمة جفاف الأنهار لم تقتصر على أوروبا، “فنهر كولورادو”في الولايات المتحدة والذي ينبع من جبال الروكي ويوفر المياه لولايات الغرب الأمريكي ويصب في المكسيك، يعاني هو الآخر من تراجع حاد في مستوى مياهه, وينذرتـراجـع المستوى بفتح صـراع غريب على تقاسم مياهه بين عدة ولايات في الغرب الأمريكي, إذ أعلن مكتب الاستصلاح الأمريكي أن ممثلي ولايات “آريزونا،وكاليفورنيا، وكولورادو،ونيفادا،ونيو مكسيكو، ويوتا، ووايومنج”، فشلوا في التوصل إلى اتفاق حول كيفية خفض استخدامهم للمياه بنسبة 15 بالمئة على الأقل, جفت ضفاف نهركولورادو الرئيسية فى أمريكا الشمالية وجنوب غرب الولايات المتحدة،الذى يعتمد عليه 40مليون شخص فى المكسيك و7ولايات أمريكية فى الشرب والزراعة والكهرباء، وأفادت تقارير بأن الجفاف الذى يضرب أمريكا الشمالية على مدى 22 عاما، هو الأقوى منذ 1200 عام.

وأضافت: يشهد العالم الحدث الثاني على التوالي من “لا نينا”, مـرتـفـع احتمالات أن يشهد عام 2023حدثاً آخـر, وأوضح أن تــرجــع منسوب المياه عن بعض الكنوز التي كانت مدفونة تحت المياه,ومن بين تلك الكنوز ما يُعرف بـ”حجارة الجوع”،وهي حجارة نحت عند خط الماء في الأنهار خلال موجات جفاف سابقة كتحذير للأجيال المقبلة مفاده أنه إذا ظهرت تلك الحجارة فوق الماء،فإن المصاعب تنتظرنا, معظم تلك الحجارة ظهر على ضفاف نهر”إلبه”،الذي يجري من جمهورية التشيك وصولاً إلى ألمانيا , أحد تلك الحجارة، والذي نُحت للمرة الأولى في القرن الخامس عشر،ظهر على السطح في عام 1616،عندما نحت عليه السكان المحليون عبارة “إذا رأيتموني، ابكوا، تخطى قصص مقترحة وواصل القراءة.

وقالت المفوضية الأوروبية إن موجة الجفاف التي تضرب القارةَ قد تكون الأسوأ منذ 500 عام بسبب ارتفاع درجاتِ الحرارة وشح الأمطار، وأكدت المفوضية الأوروبية أنها لا تستطيع تقديم إجابات محددة عن أسباب موجة الجفاف.

_ ظــاهــرة “لا نينا”:

قال ريتشارد سيــجــر أستاذ الأبحاث في مرصد لامونت دوهيرتي الأرض بجامعة كولومبيا: يربط ظــاهــرة “لا نينا”المستمرة والقوية بين موجات الجفاف وانخفاض تدفق الأنهار في “أمريكا الشمالية وأوروبا والشرق الأوسط ونصف الكرة الجنوبي”, وأضاف: تعني درجات الحرارة الأكثر سخونة في العالم أن الممرات المائية تتبخّر فعلياً.

ويقول سيــجــر: إن الغلاف الجوي الدافئ , يمتص المزيد من الرطوبة من سطح الأرض, تعاني أوروبا من أسابيع من الجفاف، حيث أدت موجات الحر المتواصلة إلى حدوث وفيات وعمليات إجلاء للسكان, فقد جفت أنهار وبحيرات، مسببة مشاكل كبيرة للملاحة و المراكب الأخرى,وأشار الى بــرود المحيط الهادئ الاستوائي بسبب “ظاهرة لا نينا”التي تسبّب اضطرابات في أنماط الطقس العالمية،ما يؤدي إلى هطول أمطار غزيرة في بعض المناطق وجفاف مناطق أخرى.

وبحسب مجلة “”Nature Climate Change, إلى أن علماء جامعة كولومبيا اكتشفوا أن الجفاف المستمر، الذى بدأ فى أمريكا الشمالية، مطلع القرن الحادى والعشرين ازدادت شدته فى العام الماضى،هو أشد جفافا منذ 1200 عام،وهذا يشير إلى أسوأ سيناريو لتغير المناخ , وتتعرض لهذا الجفاف الذى بدأ فى مطلع القرن الحالى، مناطق جنوب- غرب الولايات المتحدة، وخلال الفترة بين أكتوبر 2020 وسبتمبر 2021 انخفاض هطول الأمطار فى هذه المناطق بنسبة 8.3 % عن المعدل المتوسط، فى حين ارتفعت درجات الحرارة بمقدار درجة واحدة تقريبا عن المعدل, ويشير العلماء إلى أنه منذ عام 1901 لم تستمر أى فترة جفاف 22 عاما،وفى عام 2018 افترض علماء المناخ بعد هطول أمطار غزيرة أن فترة الجفاف ستنتهي عام 2020، لكن الذى حدث كان اشتداد الجفاف، حيث فى صيف عام 2021 انخفض مستوى المياه فى أكبر خزانين للمياه فى أمريكا الشمالية، ويشير الباحثون إلى أنه من المرجح أن يستمر الجفاف 23 عامًا وتتوقع أن يفقد المزارعون الأمريكيون أكثر من 40% من محصول القطن، بينما يتوقع فى أوروبا أن ينخفض محصول زيت الزيتون الإسباني بما يصل إلى الثلث وسط الظروف الحارة والجافة, وقارن الباحثون حالات الجفاف من طريق قياس نمو حلقات الأشجار السنوية التي تعكس هطول الأمطار ودرجة الحرارة من سنة إلى أخرى فى مناطق محددة.

وتقول الأمم المتحدة إن عدد حالات الجفاف فى أنحاء العالم ارتفع بنسبة 29% منذ عام 2000 بسبب تدهور الأراضي وتغير المناخ, وعادة ما تستمر حلقات “النينا” من 9 إلى 12 شهراً، لكن هذه الحلقة الحالية دخلت عامها الثانى، ومن المتوقع أن تستمر حتى فبراير 2023 على الأقل، وفقاً للإدارة الوطنية الأمريكية للمحيطات والغلاف الجوي.


_تتلاشى منابع الكثير من الأنهار:

ومن جانبه قال دانيال سوين عالم المناخ بجامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس:تبدو الأسباب التي جعلت الممرات المائية العالمية تجف وتهزل معقدة، فهناك تأثير عاصفة “لا نينا”التي تعكّر الطقس، إلى جانب الجفاف المطوّل في العديد من المناطق وسوء الحظ أيضا , لكن المحفز الأكبر وراء هذا التحول هو التغير المناخي , وأضاف: إنه مزيج من عدد من العوامل التي أدت إلى هذا الحدث المتطرف بشكل خاص, ولكن من الواضح أن هناك دوراً للتغير المناخي، ما زاد من احتمال حدوث الكثير من موجات الحرارة الكامنة التي تجاوزت الأرقام القياسية،والتي في بعض الحالات حطمت الأرقام القياسية تحطيماً، بشكل كبير, قال:إنه عندما يتضاءل تساقط الثلوج تتلاشى منابع الكثير من الأنهار من الولايات المتحدة إلى الصين إلى أوروبا إلى الشرق الأوسط, قال سوين: “كان غياب الجليد والأنهار الجليدية الجبلية في جبال الألب أمراً استثنائياً هذا العام، ما صدم حتى علماء المناخ وعلماء الجليد المخضرمين,وأصبح الجفاف الذي أصاب نهر كولورادو الذي يشكّل مصدر المياه لـ40 مليون شخص بين دنفر ولوس أنجلوس شديداً لدرجة أن جولة ثانية من الانقطاعات الشديدة في المياه ضربت أريزونا ونيفادا والمكسيك..

_ظواهر نادرة:

وقالت إيسلا سيمبسون العالمة في المركز الوطني لأبحاث الغلاف الجوي في بولدر بولاية كولورادو،وإن ارتفاع درجات حرارة الأرض يعني أن ثلوجاً أقل ستتساقط على سلاسل الجبال، ما يعني تدفق كميات أقل من المياه إلى الجداول في الصيف أثناء ذوبان الثلج, يمثّل ثلوج الجبل خزان الطبيعة,وكشفت عن انخفاض منسوب المياه في نهر الدانوب بصربيا الحطام الغارق للسفن من الحرب العالمية الثانية، ما تزال محملة بالمتفجرات, مـوجـة الحر تؤجج حرائق الغابات في اليونان وإسبانيا وإيطاليا السويد تسمح للأبقار بزيارة “شواطئ العراة” لتخفيف آثار الحرب عليها أكثر من 100 بلدة فرنسية تعاني نقصا في مياه الشرب وكانت السفن التي عُثر عليها بالقرب من بلدة “براهوفا”، جزءاً من أسطول نازي أغرق في عام 1944,ومن المتوقع أن يظهر المزيد منها مع استمرار موجة الجفاف الحالية.

_ارتفاع أسعار الشحن بنحو 30%:

وفقًا للاقتصادي المتخصص بقطاع النقل في بنك “إيه بي إن”،جان سوارت, إن قدرة الدول الأوروبية على استخدام النقل النهري أصبحت محدودة بشكل كبير، خاصة في ظل قلة الأمطار، ما يتسبب في زيادة تكلفة بدائل النقل الأخرى بشكل كبير, ففي يوم واحد، ارتفعت أسعار الشحن بنحو 30%، بحسب سوارت, وتشير التوقعات والتي تفترض استمرار الظروف السيئة، إلى أن اقتصاد منطقة الـيـورو قد يفقد نحو خمس مليارات, وتشير التوقعات، والتي تفترض استمرار الظروف السيئة،إلى أن اقتصاد منطقة اليور, وأضاف : أن القنوات المائية أهمية كبيرة للاقتصاد الأوروبي، إذ تساهم حركة النقل النهري بنحو 80 مليار دولارفي اقتصاد منطقة اليورو، وبحسب بيانات هيئة “يوروستات”،أن منطقة اليوروقد تفقد 80 مليار دولار من ميزانية دول الإتحاد الأوروبي إذا ما توقفت حــركــة النقل عبرالأنهاروالقنوات المائية بالمنطقة , موضحا, قد يبدو أن معاناة ألمانيا من أزمة نقص الغازقد تتضاعف، إذ أن صعوبة النقل النهري قد تعيق حركة نقل الفحم إلى ألمانيا، ما قد يهدد خطة الحكومة الألمانية لإعادة تشغيل محطات توليد الكهرباء باستخدام الفحم, وأشارإلى , تقف فرنسا، وهي الدولة المصدرة للكهرباء، عاجزة عن سد النقص المحتمل للكهرباء للدول الأوروبية، فنحو نصف مفاعلاتها النووية متوقفة لأعمال الصيانة، كما أن النرويج تقلل من تصديرالكهرباء حاليا بسبب اتجاهها لتوفيراستهلاك الغاز، وملء احتياطياتها منه, كما امتدت آثارالتغير المناخي على حركة المياه إلى دول أخرى، حيث وقعت العديد من الفيضانات في ولاية كنتاكي الأميركية نتيجة الأمطار القوية، كما وقعت فيضانات في البرازيل وجنوب أفريقيا وغيرها.

وأوضح ان, “نـهـرالرايـن”العابرلحدود خمس دول أوروبية , أحد أعمدة الاقتصادات الألمانية والهولندية والسويسرية,والذى يتدفق من جبال الألب السويسرية،ويمربالحدود الفرنسية الألمانية، وتحديدا “بمنطقة راينلاند الألمانية”، ثم بعد ذلك يمرفي هولندا قبل الوصول إلى بحرالشمال، ويعد نهر الراين جزء تكويني من قارة أوروبا، يهدد القارة العجوزبـ”شلل اقتصادي”، فهوبمثابة جــزء حيوي من اقتصاد شمال غرب أوروبـا لعدة قرون، يتدفق 760 ميلاً (1233 كم) من نهر الراين من سويسرا عبرقلب ألمانيا الصناعي قبل الوصول إلى بحرالشمال في “ميناء روتردام الضخم”،ومن شأن التوقف التام في حركة مرور البارجة في الراين أن يضرب الاقتصاد الألماني، بل واقتصاد ابالكامل,وان انخفاض أوروبـا مستوى النهر إلى الثلث تقريبا (من مترونصف إلى 56 سم) تسبب في خفض حمولة السفن 30 %، ما سيضطر الشركات إلى نقل هذه النسبة من السلع عبر شاحنات، وبالتالي ارتفاع تكلفة النقل ومدة التوصيل,وستكون سويسرا ولختنشتاين، أكثردولتين ستتأثران بجفاف نهرالراين باعتبارهما حبيستين ليست لهما أي إطلالة بحرية، ما سيزيد حجم التضخم , وأشار الى ان جفاف النهر يهدد طرق الشحن في ألمانيا تحديدًا، وفقا للمعهد الفيدرالي الألماني للهيدرولوجيا (BfG) فإن مستوى نهرالراين، الذي تستخدم مياهه في نقل الشحن والري والتصنيع وتوليد الطاقة والشرب,وتشير وكالة بلومبرج إلى أن العالم بات في قبضة التغير المناخي المتسارع بشكل كامل، ولذلك تأثير اقتصادي عميق , حيث يمثّل فقدان الممرات المائية خطراً جسيماً على طرق الشحن والزراعة وإمدادات الطاقة وحتى مياه الشرب. وأعلنت العديد من شركات الشحن إيقاف عدد كبير من السفن التي تحمل الفحم لمحطات الطاقة والمواد الخام الحيوية المصانع عن العمل، كذلك أيضًا تسبب انخفاض مستوى النهر في مشاكل عدة لأصحاب القوارب المنزلية في الفروع الخاصة به.


ونشرت “CNN”صورا تـكشف جفاف نهر اللوار أطول أنهار فرنسا، الذى يمثل نموذجا لما أحدثته التغيرات المناخية..ويعد نهر اللوارأطول أنهار فرنسا، وهو معروف بالقلاع على ضفتيه، وظهر النهر ضحلًا، مما يهدد أيضا الثروة السمكية في,”نهر اللوار”،والذي انخفض مستواه بشكل مذهل بعد أن جفت جميع روافده، وانحصرت المياه عن ضفافه الرملية، وتقزم ليصبح أشبه بوادٍ, ولن يطول تأثير انحسار نهر لوار وارتفاع درجة حرارة مياهه الزراعة والسياحة وصيد الأسماك فحسب،بل أيضا إنتاج الكهرباء عبر أربع محطات للطاقة النووية تستعين بمياهه في عمليات التبريد. وأضاف: أما فيما يتعلق “بـ نهـر البو”الذي يقطع شمال إيطاليا على طول أزيد من 650 كــم، في مناطق تنتج معظم محاصيل البلاد، يواجه هو الآخر تراجعا حادا في مستوى مياهه، ما أثر على ري المحاصيل ومياه الشرب.

وكشف انه لأول مرة في التاريخ،تجـف “منابع نهر التايمز”أشهر أنهار المملكة المتحدة , والذي يقع في جنوب إنجلترا في المملكة المتحدة ويبلغ طوله 346 كم ويعد أطول نهر في إنجلترا وثاني أطول نهر في المملكة المتحدة , وينبع من منطقة كيمبل في إنجلترا ويمر مدن بريطانية عديدة مثل أكسفورد وريدينج وسلام ولندن، قبل أن يصب في بحر الشمال إلى جهة الشرق من مدينة لندن, ويتحرك نهر التايمز لمسافة تزيد عن خمسة أميال في اتجاه مجرى النهر من نقطة انطلاقه الأصلية في جلوسيسترشاير، ويوفر النهر المياه أجزاء كبيرة من جنوب شرق إنجلترا، بسبب انخفاضه دفعت العديد من شركات المرافق للإعلان عن حظر استخدام خراطيم المياه. وأعلنت بريطانيا رسميا أنها تمر بحالة جفاف غير مسبوقة، بعدما تخطت الحرارة القصوى 40 درجة مئوية، وشح تساقط الأمطار خلال الأشهر الماضية.

وفي إيطاليا، انخفض تدفق “نــهــر بــو”أطول أنهار إيطاليا، إلى عُشر معدله المعتاد،ومستويات المياه أقل من المعدل الطبيعي بمقدار 2 مترًامع عدم استمرار هطول الأمطار في المنطقة منذ نوفمبر،ما تسبب في وقوع ضرر كبير على إنتاج الذرة و أرز الريزوتو بشدة, ويمثل “وادي بــو” ما بين 30٪ و 40٪ من الإنتاج الزراعي الإيطالي، لكن مزارعي الأرز على وجه الخصوص حذروا من أنهم قد يفقدون كميات كبيرة من محصولهم،خاصة لأن النهر يوفر الري لما يقرب من ثلث الإنتاج الزراعي في إيطاليا، ووفقا لحديث العديد من المزارعين فإن مستقبل الحصاد بات غير مؤكد, كذلك أيضًا وحسب الجارديان فإن العديد من الأراضي الرطبة المحمية في دلتا النهر، بالقرب من البندقية، أدت درجة حرارته المرتفعة وتدفقه البطيء إلى تقليل محتوى الأكسجين في الماء، لدرجة أن ما يقدر بنحو 30٪ من المحار الذي ينمو في البحيرة قد قُتل بالفعل.

أما ما يتعلق “بنهر الدانوب”، ثاني أكبر نهر في أوروبا بعد الفولجا،الذي يعبر أو يحاذي 10 دول أوروبية، ويلقب بنهر العواصم لمروره عبر أربع عواصم فيينا (النمسا) براتيسلافا(سلوفاكيا) وبودابست (المجر) و بلجراد (صربيا),ويمتد بطول 1,800 ميل (حوالي 2,900 كيلومتر)عبر وسط أوروبا إلى البحر الأسود وكأنه مصمغ أيضاً ، حيث وصل إلى أحد أدنى مستوياته منذ قرابة قرن.

وفي آسيا، جفت ضفاف “نهر اليانجتسى” فى الصين، وظهر قاع النهر فى بعض المناطق، وأعلنت الصين حالة التأهب للجفاف على مستوى البلاد لأول مرة منذ عدة سنوات، أمام موجة حر هي الأطول منذ 6 عقود، وفي وسـط الصين وجنوبها وغربها، أعلنت السلطات جفافا فى 6 مناطق على مستوى المقاطعات التي شكلت مجتمعة ربع إنتاج الحبوب فى البلاد العام الماضى. ويؤثر جفاف نهر اليانجتسى على مقاطعة سيتشوان الصينية، التي يبلغ عدد سكانها نحو 84 مليون نسمة، كما يؤدى إلى تراجع إنتاج الطاقة الكهرومائية، وأفادت وسائل إعلام صينية بأن أكثر من 5.7 مليون شخـص فى مقاطعة هوبى بوسط الصين تأثروا بالجفاف الشديد الذى تشهده البلاد،ووفقا لوسائل إعلام صينية ,أثـرت ظـروف الجفاف الناجمة عن الطقس الحار المستمر وانخفاض هطول الأمطار على نحو 84 منطقة فى المقاطعة.

وتشهد الصين واحدة من أقوى موجات الحرارة منذ 6 عقود إضافة لعدم هطول الأمطار ما يؤثر على سلاسل التوريد العالمية. وفي الصين التي يزيد عدد سكانها على مليار و400 مليون نسمة، يثير الجفاف الذي ضرب 66 نهرا في 34 مقاطعة بمنطقة تشونجتشينغ (جنوب غرب)، مخاوف إمدادات السلع بين المقاطعات، في نهر اليانجتسي ، أطول أنهار الصين وثالث أطول نهر في العالم لم يسلم من ارتفاع درجات الحرارة والجفاف الذي يطول أجزاء واسعة من البلاد, ومن مظاهر هذا الجفاف، تقلص بحيرة بويانج إلى ربع حجمها لهذا الوقت،وأهميتها تكمن في أنها أحد أحواض الفيضان المهمة لنهر اليانجتسي، هذا النهر العظيم يقطع الصين عرضيا ليصب في بحر الصين الشرقي، ونضوبه يعني أن أكبر بلد من حيث السكان مهدد بالجوع، ما سيخلق طلبا غير مسبوق على إمدادات الغذاء في العالم, فقد أدى الجفاف إلى خسائر فادحة في نهر يانجتسي أطول أنهار آسيا أدى انخفاض مستويات المياه إلى إعاقة توليد الكهرباء في عدد من محطات الطاقة الكهرومائية الرئيسية تعمل المدن الضخمة ومنها شنغهاي بإطفاء الأنوار للحد من استخدام الطاقة، وحذّرت شركة “تسلا” من حدوث اضطرابات في سلسلة التوريد في مصنعها المحلي, ويروي النهر وروافده حوالي 4.5 مليون فدان من الأراضي، ويولّد نحو 1.4 تريليون دولار سنوياً من الفوائد الزراعية والاقتصادية, كشف انحسار المياه في جنوب غرب الولايات المتحدة عن جثث وآثار أقدام ديناصورات كانت مغمورة بالمياه ربما منذ ملايين السنين.

_حديقة هايد بارك في لندن:

وأظهرت عدد من الصور حالة الجفاف التي تشهدها حديقة “هايد بارك” في لندن نتيجة موجة الحر القاسية التي تشهدها أوروبا, وأعلنت الحكومة البريطانية، رسميًّا، حالة الجفاف في جنوبي ووسط وشرق المملكة المتحدة بسبب ارتفاع درجات الحرارة وقلة الأمطار, ونتيجة للتغير المناخي في أوروبا، اختفى العشب الأخضر من حديقة “هايد بارك” اللندنية والتي تعد الأشهر بين حدائق العالم، ويزورها يوميا الآلاف من السياح والزائرين العرب، لكن اليوم وبسبب موجة الحر التي تضرب أوروبا وارتفاع درجات الحرارة وانخفاض منسوب مياه الأنهار أصبحت الحديقة جرداء وأشجارها حزينة وقاتمة، كونها باتت خالية من أي عشب أخضر وأظهرت عدد من الصور حالة الجفاف التي تشهدها حديقة “هايد بارك” في لندن نتيجة موجة الحر القاسية التي تشهدها أوروبا, وأعلنت الحكومة البريطانية، رسميًّا، حالة الجفاف في جنوب ووسط وشرق المملكة المتحدة بسبب ارتفاع درجات الحرارة وقلة الأمطار.

_تأثــر سـفـن الشحن:

ومن جانبه يرى العضو المنتدب لشركة”ماينتانك” الألمانية للشحن،يواكيم هيسلر،يعنى انخفاض مستويات المياه فى الأنهــار أن الشركات ستدفع أكثرلتمرير عمليات الشحن, وإن التوقعات تشير إلى المزيد من الانخفاض في مستويات المياه بالأنهار الأوروبية، ما يعني امتناع المزيد من القوارب وسفن الشحن عن العمل, ومن جهة أخرى، ونتيجة لموجة الجفاف الأسوأ على الإطلاق، فقد فرضت فرنسا قيودًا على استخـدام المياه حول البلاد، كما باتت نحو 100 بلدية تعتمد على مياه الشرب التي يتم نقلها بالشاحنات,أما إيطاليا، فإنها تـواجـه موجة حـر قوية، أدت لـتـراجع منسوب المياه في النهرلأدنى مستوى في نحو 70 عامًا, أشار الى أن المفارقة تأتي فى أن أوروبا كانت تنوي الاعتماد بشكل كبيرعلى الممرات المائية كجزء من جهودها لمكافحة التغير المناخي وتقليل انبعاثات الغازات الدفيئة، إذ كانت تستهدف المفوضية الأوروبية زيادة النقل عبر الممرات المائية بنحو 25 % بحلول 2030, وتسعى ألمانيا بجهد قوي لاتخاذ التدابير اللازمة لإبقاء نهر الراين مفتوحًا أمام حركة النقل، من خلال القيام باعمل التجريب، وإطلاق المياه من الخزانات لتعويض نقص المياه النابع من الجبال الجليدية, وأوضح أن “نهر الدانوب” يعتبرأطول نهرفى أوروبا الغربية، ويعتبر قناة شحن مهمة حيث يمر عبر 10 دول أوروبية، وأمام تعرضه للجفاف، يقوم العمال بتجريف النهر للتأكد من أن السفن لا تزال قادرة على الإبحار فيه، فى حين يمر”نهر بــو ” عبر الجــزء العلوى من إيطاليا ويتدفق شرقًا فى “البحر الأدرياتيكى”، ويتغذى من ثلوج الشتاء فى “جبال الألب”والأمطار الغزيرة فى الربيع، وفى الوقت الحالى، يبدو نهر بو مختلفًا تمامًا، فكان الشتاء جافًا فى شمال إيطاليا، ولم توفر الثلوج سوى القليل من المياه،وكان فصلا الربيع والصيف جافين،مما أدى إلى إغراق المنطقة فى أسوأ جفاف شهدته منذ 7 عقود, وأضاف: أدت موجات الجفاف الشديدة عبر النصف الشمالى للكرة الأرضية الممتد من مزارع كاليفورنيا إلى الممرات المائية فى أوروبا والصين إلى مزيد من التعقيد فى سلاسل التوريد وزيادة أسعارالغذاء والطاقة،ما يزيد الضغط على نظام التجارة العالمى الذى يعانى من ضغوط فعلية بسبب الحرب الروسية الأوكرانية والتصعيد الصينى حول تايوان.

_الجـفـاف يكشف عن الـ كـنـوز الضائعـة:

وعلى الجانب الآخــر كشــف الجـفـاف عن كـنـوز ضـائـعـة فى العديد من الدول الأوروبية, حيث عثر على العديد من السفن الألمانية التى غرقت فى “براهوفا” لدى هروب النازيين أمام القوات السوفييتية,كما عثر على ذخائر غير منفجرة في نهر”بو” بإيطاليا,وأُخلي حوالي 3000 شخص من إحدى القرى بالقرب من مدينة “مانتوا”، بينما قام خبراء متفجرات بإزالة وتفجير قنبلة تعود إلى زمن الحرب العالمية الثانية كانت مغمورة بالماء في السابق , القنابل غير المنفجرة تم سحبها من نهر “بو” من قبل الجيش الإيطالي وظهرت بارجة حربية أيضاً كان يستخدمها الألمان وأغرقت في عام 1943 في نهر بو وكان السكان المحليون قد بدأوا بمشاهدة البارجة”زبيللو”مع انخفاض منسوب المياه قبل عدة أشهر،ثم تكشف جانب أكبر منها مع استمرار الجفاف, كما كشف منسوب المياه المنخفض في نهر “التيبر” في العاصمة الإيطالية روما عن آثار جسر قديم ربما بناه الإمبراطور نيرو حوالي العام 50 للميلاد , وكان من الممكن دائماً مشاهدة جــزء صغير من تلك الآثار لدى انخفاض منسوب المياه، لكن الآن يمكن مشاهدة جزء أكبر من المعتاد من هيكل البناء القديم, وتقع آثار الجسر القديم تحت موقع جسر حديث هو جسر “فيتوريو إيمانويل الثاني”.

وفي إسبانيا، ظهرت آثار مدافن حجرية قديمة جداً أو ما يمكن أن نطلق عليه “ستونهنج إسباني” في حوض مياه “فالديثاناس” في محافظة “كاثيريس” وسط البلاد, ويعتقد بأن دوائر الحجارة هذه، والتي يطلق عليها رسمياً اسم “مدافن جــواد البيرل”، يعود تاريخ بنائها إلى 5000 عام قبل الميلاد, وكانت قد اكتُشفت على يد عالم آثار في العام 1926، لكن المنطقة غرقت في المياه في مشروع للتنمية الريفية في العام 1963. ومن ذلك الحين، لم تظهر للعيان سوى أربع مرات. بينما أظهر انخفاض منسوب المياه آثار حجرية (ستونهنج إسباني) أغرقت على يد مسؤولين في حقبة فرانكو لكن هذه الآثار الحجرية عادت للظهور من جديد,وفي منطقة “غاليسيا”على الحدود الإسبانية مع البرتغال، ظهرت “قرية أثير يدو” في وقت سابق من هذا العام بعد أن أدى الجفاف إلى نضوب المياه في أحد الأحواض المائية وكانت القرية قد أغرقت بالماء في 1992 من أجل إفساح المجال أمام بناء خزان السد.

وفي المملكة المتحدة فقد كُشفت آثاريُعتقد بأنها تعود لكنيسة في قرية “ديورانت”في مقاطعة ديربيشاير, وكانت القرية قد أغرقت في أربعينيات القرن الماضي لإفساح المجال أمام بناء بحيرة سد “ليدي باور”,وعثر أيضا على أبراج كنيسة “ديورانت” تُركت في الأصل سليمة نصب تذكاري لكنها أزيلت فيما بعد, كما ظهرت آثار أشجار قديمة في خزان بحيرة “كوليفورد” في مقاطعة كورنوول وكانت المنطقة الواقعة في “بودمين مور”قد أغرقت المياه في ثمانينيات القرن الماضي هذه الأشجار كانت مغمورة بالماء منذ أن فاض حوض المياه في “بودمين مور”, وظهرت أيضا, آثار لبعض الحـدائق من القرن السابع عشر في متنزه “ليديا رد بارك”في سويندون، جنوب غربي انجلترا، بعد أن أدى الطقس الحار إلى جفاف الأعشاب لتكشف عن آثار تحتها في الأرض لوجود تلك الحدائق, كما ظهرت “حدائق أشباح” مماثلة في “لونجليت”، وهو منزل فخم مجاور للمتنزه ,آثار في الأرض تظهر وجود حدائق سابقة في متنزه “ليديا رد بارك” , بشكل غير مسبوق منذ عقود.

تاريخ الخبر: 2023-03-03 12:22:27
المصدر: وطنى - مصر
التصنيف: غير مصنف
مستوى الصحة: 57%
الأهمية: 61%

آخر الأخبار حول العالم

استقالة مسؤول بمجلس الأمن القومي الإسرائيلي لهذا السبب

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-05-12 09:22:18
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 50%

الرئيس السيسى يصل مسجد السيدة زينب لافتتاح أعمال تطويره

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-05-12 09:22:16
مستوى الصحة: 34% الأهمية: 38%

هل تخترق المواد المسرطنة القهوة منزوعة الكافيين ؟ - أخبار السعودية

المصدر: صحيفة عكاظ - السعودية التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-05-12 09:23:52
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 52%

استشهاد فلسطيني وقصف مستمر.. ماذا يحدث في القطاع ورفح الفلسط

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-05-12 09:22:22
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 64%

الرئيس السيسي يفتتح مسجد السيدة زينب بعد انتهاء تطويره

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-05-12 09:22:15
مستوى الصحة: 38% الأهمية: 43%

صفارات الإنذار تدوي بعدة مستوطنات شمال إسرائيل

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-05-12 09:22:27
مستوى الصحة: 50% الأهمية: 63%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية