بينهم كامل الشناوي وصلاح جاهين.. أبرز الكتاب المصريين الذين عانوا من البدانة

في اليوم العالمي لمكافحة السمنة هناك أكثر من ملياري شخص يعانون من مشكلات صحية ناتجة عن الوزن الزائد أو البدانة وهو ما كشفته دراسة طبية نشرها باحثون متخصصون في مجلة «نيو إنغلاند الطبية» عام 2017، لافتة إلى أن نسبة الوفيات بسببها تشهد ارتفاعًا مستمرًا.

لكن هذا الأمر لم يقف حاجزا عند الصفات الأخرى الأكثر شيوعا بين بدناء العالم ومنها المتعلق بخفة الدم والحضور الطاغي وخفة الروح واللباقة، ونقف في التقرير التالي عند أبرز  الكتاب والمبدعين المصريين والتي كانت البدانة أحد السمات الخاصة بهم.

 كامل الشناوي..  امتنع عن الذهاب للمدرسة والسبب بدانته .

عُرف الشاعر والكاتب الصحفي الكبير كامل الشناوي ببدانته والتي تبدو مفرطة والتصقت به منذ طفولته، وأشار كتاب “يوميات كامل الشناوي” للكاتبة الصحفية رحاب خالد والصادر عن دار الكرمة، إلى أن الشناوي وُلد عقب وفاة الزعيم الوطني مصطفى كامل، فسماه والده "مصطفى كامل" تيمناً بوطنية الزعيم الراحل وكفاحه، وقد تدرج والده الشيخ سيد الشناوي بالقضاء الشرعي، حتى أصبح رئيساً للمحكمة الشرعية، وكان ذلك أعلى وأرفع منصب قضائي في مصر في ذلك العصر، كما كان عمه فضيلة الإمام الأكبر الشيخ محمد مأمون الشناوي، شيخ الأزهر الشريف.

وعاش الشاعر الراحل طفولته في عزلة، بسبب سمنته المفرطة، التي كانت تدفع بقية الأطفال للتنمر عليه والسخرية منه، إلا أنه سرعان ما استطاع التغلب على هذه العزلة، بفضل روحه المرحة الساخرة، إلى جانب قدراته الشعرية التي لفتت أنظار رفاقه من الطلاب.

حينما فارقته البدانة مؤقتا  

وعلى حد تعبير الكاتب البهاء حسين في مقالة المنشور بالأهرام تحت عنوان " نسخة الليل المدهون بالزبدة "قضى الشناوى طفولته فى قرية وديعة على النيل هى «نوسا البحر» بالمنصورة، هناك ولدت معه بدانته ورافقته إلى «حى السيدة زينب» بالقاهرة، حيث «بيت الشناوي» . لم يتخلص منها إلا حين ظهر بجواره ابن الشاعر محمد الهراوي، ولما احتار الرفاق أيهما أكثر بدانة من الآخر حسمت نكتة للشاعر حافظ إبراهيم الأمر، حين قال للهراوى: «يا محمد أنا شفت النهاردة دار الكتب واقفة جنب الولد ابنك»

هكذا التصقت «البدانة»، مؤقتاً، بشخص غيره، وإن بقيت غصة، ثم تحولت الغصة إلى عقدة حاكمة وهو يرى أقرانه فى حى السيدة يلبسون الثياب الإفرنجية، بينما كان عليه أن يرتدى زى الأزهر، ليصبح من العلماء مثل أبيه وأعمامه.

لاشك أن نجاح الشناوي شاعرا وصحفيا لم يأتى من فراغ، فقد كانت موهبته وذكائه الفطري بلا حدود إلى جانب علاقاته المتعددة بمشاهير الفن والسياسية، حتى أصبح أحد أبرز نجوم  المشهد الصحفي المصري والعربي،  لم يقف الأمر عند كتاباته  بل تجاوز ذلك في خلقه لعالم موازي عبر تدبير المقالب والقفشات التي لا يمكن تكون إلا لساخر عظيم ومبدع كبير ولم ينجو منه أحد.

يروي البهاء حسين: "وفى اليوم السابق على دخوله المستشفى قبل وفاته فى 30 نوفمبر كان إفطاره 5 قوالب بطارخ هو المريض بالسكر والباولينا والمصاب بالتهاب فى الرئة والكبد وتسمم الدم.

وجاءت وصية الكاتب الصحفي الكبير والموهوب كامل الشناوي والتي أوصي فيها الكاتب أحمد رجب يقول: "أنت يا صديقي أحمد تصغرني بعشرين عاماً على الأقل، وستعيش بعدي، وعندما تحترق سيجارة حياتي ويرشف القدر آخر نفس فيها، فاهرع إلى بيتي، وخذ ما تجده من أوراق وانشره على الناس، وما أقوله لك ليس مداعبة، ولكن وصيّة أسجلها هنا علناً وعلى رؤوس الأشهاد".وقد نشرت هذه الوصيّة في جريدة "الجمهورية" 11 أكتوبر 1962م.

 صلاح جاهين.. نموذج البدين العبقري 

ولد في شارع جميل باشا في شبرا.. كان والده المستشار بهجت حلمي يعمل في السلك القضائي، حيث بدأ كوكيل نيابة وانتهى كرئيس محكمة استئناف المنصورة.. درس الفنون الجميلة ولكنه لم يكملها حيث درس الحقوق.

 

تزوج صلاح جاهين مرتين، زوجته الأولى “سوسن محمد زكي” الرسامة بمؤسسة الهلال عام 1955.. وأنجب منها أمينة جاهين وإبنه الشاعر بهاء، ثم تزوج من الفنانة “منى جان قطان” عام 1967 وأنجب منها أصغر أبنائه سامية جاهين عضو فرقة إسكندريلا الموسيقية.

ليس هناك من أحد مهتم بالكتابة ألا ويعرف صلاح جاهين وقرأ له وردد كلماته وشاهد  اعماله على شاشات التليفزيون أو السينما، وضحك من قلبه على رسوماته الكاريكاتورية الساخرة، لم يكن صلاح جاهين مجرد  اسم في قائمة بدناء العالم، بل يمكن وصفه بأكثرهم عبقرية وانفلات وانطلاق لدروب المعرفة والثقافات المختلفة.

صلاح جاهين لم يكن متصالحا مع بدانته كان يرفضها، وعمل على التخلص منها في كثير من الأوقات، وكان يرى أنها ليست نتيجة لحُبه للأكل أو راحة البال «بالعكس، أنا بتخن علشان بشيل الهم» ولفت إلى أن «القلق من الأسباب اللي تخلي الإنسان أحيانًا يزوّد في أكله من غير ما يحس».

يقول الكاتب والطبيب خالد منتصر: "كان نموذج الاكتئاب الذى يساعدنا على فهم المرض هو صلاح جاهين، كنت أحب الطب النفسى، وأحب جاهين أكثر، كنت أحفظ تشخيص حالته «اضطراب وجدانى ثنائى القطب»، اسم صعب، ووصف علمى جاف، ولافتة باردة لا تخبرنا نحن الطلبة عن العبقرية والانطلاق والتميز الذى يختزنه هذا المريض، حالات انبساط وموجات حزن، قطبان ما بين البهجة حتى شاطئ الرقص وتخوم التنطيط والانطلاق، والحزن حتى حافة الانتحار وهوة الوحدة والتشرنق على الذات، كنا نعرف رفاقه من المبدعين فى رحلة الاكتئاب، كنا نعرف من الساسة، تشرشل الذى أطلق على المرض اسم الكلب الأسود، وأبراهام لينكولن وروزفلت.

وفى كتاب "مرافىء الروح" للكاتب والصحافي الفلسطيني نبيل خورى، كشف عن محاولة الشاعر والمسرحى والكاتب الساخر صلاح جاهين التخلص من وزنه الزائد، أبرزها عندما ذهب إلى موسكو للعلاج من الوزن الزائد أو البدانة بعد أن أصبحت تهدد حياته.

وقال خوري: "صديقنا الفنان الكبير صلاح جاهين يعانى مثلنا، منذ زمن، من المشكلة ذاتها "الوزن"، وهو يحاول اليوم، كما حاولنا أكثر من مرة تخفيف وزنه لأنه بدأ يهدد صحته، ورواياته عن هذه المحاولة، والمحاولات التى سبقتها لا تنتهى لعل أظرفها يوم ذهب إلي لتخفيف وزنه إلى موسكو، وبعد شهر من العلاج لاحظ الأطباء – وهم فى حالة ذهول- أن وزنه لم ينزل وزنه جرامًا واحدًا، برغم حالة "الجوع" التى أخضع لها، فقرروا مراقبته من بعيد. واكتشفوا أن الزميل العزيز يهرب ليليًا من المستشفى ليأكل فى الخارج ثم يعود بدون أن يراه أحد".

وتابع «خوري»، ووجدوا لحالته علاجًا: "لقد صادروا جميع ملابسه، بما فى ذلك ملابس النوم، وقالوا له باستطاعتك النزول إلى الشارع عاريًا إذا رغبت فى الأكل ونجح العلاج".

تاريخ الخبر: 2023-03-04 21:22:03
المصدر: موقع الدستور - مصر
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 49%
الأهمية: 53%

آخر الأخبار حول العالم

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية