تناقش دار نشر الجامعة الأمريكية كتاب "زار.. حيازة الروح والموسيقى وطقوس الشفاء فى مصر" للدكتورة هاجر الحديدي أستاذ الأنثروبولوجيا المشارك في جامعة ولاية كاليفورنيا، بيكرسفيلد، يوم الثلاثاء الموافق 7 مارس الجاري فى تمام السابعة مساءً عبر تطبيق زووم.

وعن الكتاب تقول المؤلفة: "زار هو روح حيازة ومجموعة من طقوس المصالحة بين الأرواح ومضيفيهم من البشر: العيش في عالم موازٍ لكنه غير مرئي، تُظهر الأرواح المتقلبة غضبها من خلال التسبب في أمراض لمضيفيها، الأمر الذي يتطلب مصالحة طقسية، وهي طقوس تضحية خاصة تمارس بشكل روتيني من قبل المصلين المصابين. انتشر الزار في الأصل من إثيوبيا إلى البحر الأحمر والخليج العربي من خلال تجارة الرقيق في القرن التاسع عشر، وقد ضم الزار في مصر عناصر من الممارسات الصوفية الإسلامية الشعبية، بما في ذلك التفاني للمسيحيين والمسلمين".

الزار عبارة عن مجموعة من أشباه الطقوس الشعبية، لها رقصات خاصة، وعبارات خاصة، تصاحبها دقات معينة صاخبة على الدفوف وإطلاق البخور. والزار كلمة عربية مستعارة على الأرجح من اللغة الأمهرية، ويذهب بعض الباحثين إلى أن أصل كلمة الزار عربي، وهي من زائر النحس. وهذه المجموعة من أشباه الطقوس الشعبية تعمل على طرد العفاريت التي تتقمص بعض الناس، ولذلك فالزار يقوم عند معتقديه بوظيفة علاجية.

ويبدو أن المعتقدات الشائعة في طرد عفاريت الزار أو جنه قد انتقلت من الحبشة إلى العالم الإسلامي. والراجح أن الطقوس المتصلة بالزار في مصر قد انتقلت إليها في القرن 19، ذلك أن اسمها الأمهري «زار» وصفاتها الخاصة بطرد العفاريت واستحضارها دليل واضح عند الباحثين على أن أصلها من بلاد الحبشة الشمالية.

وقد جرت العادة بأن يقوم بهذه الطقوس الخاصة بطرد العفاريت واستحضارها امرأة هي الشيخة أو عريفة السكة، وعند عامة مصر «الكدية» وتختلف معالجتهن للعفاريت باختلاف المكان الذي جاءت منه ذلك أنهن يفرقن بين عفاريت مصر وعفاريت الصعيد والسودان، كما يفرقن أحيانًا بين عقائد العفاريت ومهنها. وقد صدرت في القاهرة أبحاث في ذم الزار، كما تدرس أشياء هذه الطقوس دراسات نفسية واجتماعية وشعبية.

هاجر الحديدي أستاذ مشارك في الأنثروبولوجيا جامعة ولاية كاليفورنيا، بيكرسفيلد. 

امتد اهتمامها البحثي بامتلاك روح الزار على مدى عقدين من الزمن، حيث عملت مع مجموعات الزار في القاهرة والإسكندرية والفيوم والوجه البحري والصعيد.