بمناسبة الذكرى العاشرة لرحيل للقائد الأبدي هوجو شافيز فرياس، علقت إليان بطرس، مدير برنامج دراسات العلاقات الدولية بمركز جسور للدراسات الاستراتيجية، على زيادة النشاط الدبلوماسي بين مصر وأمريكا اللاتينية قائلة: “كوني باحثة متخصصة في منطقة أمريكا اللاتينية أعتز وأفتخر بهذه الخطوات التي دائما ما كنت ادعوا لها حينما كنت أتحدث عن هذه المنطقة وعن أهمية التفاعل معها بشكل أكثر عمقا واتساقا مع متغيرات الواقع لمواجهة كافة التحديات سويا ولهذا اكرر شكري للدولة المصرية على استجابتها واهتمامها بتلك المنطقة.”

وقالت: “تأكيدًا على نشاط هذه البعثة الدبلوماسية أستطيع ان أقول ان هذه البعثة الدبلوماسية تجني ثمار عملها على مدار السنوات الماضية، إذ لاحظنا الفترة الماضية نشاط مكثف وحرص من الدولة المصرية على التفاعل والتعاون مع دول منطقة أمريكا اللاتينية سواء باجتماعات مشتركة مع وزير الخارجية سامح شكري

وبشكل خاص الحديث الذي دار بين الوزيرين المصري والفنزويلي عبر الهاتف وحرص كافة الأطراف لتوطيد العلاقات والتعاون بشكل أكبر، هذا التعاون يوضح حرص الدولة المصرية على إقامة علاقات فعالة مع دول المنطقة وتعميق التعاون فيما بينهم.”

وأعربت إليان عن شكرها إلى معالي السفير ويلمر بارينتوس على جهوده الدائمة لتقريب وجهات النظر والتعريف بالشعب الفنزويلي وتاريخه فهو يعد خير مثال له هنا على ارض جمهورية مصر العربية التي دائما ترحب بأشقائها وتتمنى لهم دوام الازدهار والتقدم.

وأضافت الباحثة: “منذ أن كنت طفلة صغيرة اعتدت على مشاهدة البرامج الإخبارية وكنت دائما ما أرى زعماء العالم ومن هم الأبرز على الساحة لصغر سني كنت فقط احتفظ في صورتهم داخل ذهني لكنى بالتأكيد لم أكن أعرف من هم وما قصتهم، من بين هؤلاء الزعماء الذي اعتدت على رؤيتهم في التلفاز وكانت صورته طيبة بالنسبة لي كان هو هوجو تشافيز، رئيس دولة فنزويلا البوليفارية حيث كان دائما ما يساند الدول العربية بشكل كبير وشديد الحماس اثناء الحديث عنهم لا ابالغ حينما أقول أنه كان اقرب رئيس في منطقة أمريكا اللاتينية للدول العربية، حينما تركز على تعبيرات وجهه وهو يتحدث عن الزعيم الراحل جمال عبد الناصر ويقول انا ناصري وكيف يساند الحكومات الشرعية في الدول العربية تشعر بمدى محبته ومساندته للمنطقة العربية، حيث زار الرئيس تشافيز العراق في توقيت حساس جدا ولم يخشى العقوبات التي ستفرضها علية الولايات المتحدة الامريكية كما ساند النظام الليبي في أزمته وتحدث بمنتهى الصراحة عن استحالة مساندته لجماعات تخالف نظام الدولة.”

وتابعت: “لم يكتفي بهذا بل تميز تشافيز بمساندته للقضية الفلسطينية حتى أخر نفس لدية حيث سبق وان طرد السفير الإسرائيلي من فنزويلا وقالها صراحة انه على استعداد لقطع العلاقات الدبلوماسية معهم أيضا حيث لم تكن تعنية العلاقات التجارية أو أي استفادة قد تأتى من قبل إسرائيل وبالتالي عرف بجراءته في اتخاذ المواقف الصارمة.”

حاول الرئيس الفنزويلي السابق أن يخلق علاقات لاتينية أكثر تكاملا وتماسكًا حيث كان سببًا رئيسًا لإطلاق حركات الاستقلال في منطقة أمريكا الجنوبية وخطط لعمل عملة افتراضية تسمى سوكري للتبادل التجاري بين دول المنطقة هذا ما يعيد إحياءه الآن الرئيس لولا دا سيلفا بإطلاقه لعملة مشتركة تسمى سور تدعوا لذات الفكر التي تسعى لاتحاد الدول وتكاملها لتزيد من قوتها ووحدتها.

قام هوجو تشافيز بإصلاحات اقتصادية وسياسية من تعديل الدستور وحتى تأميم بعض المؤسسات البترولية ومؤسسات خاصة بالكهرباء والاتصالات وبالرغم من معارضة البعض إلا انه كان يتعامل بمنتهى الجراءة. وقاوم كافة العوائق ليقف الى جانب الفقراء حتى لقب ببطل الفقراء أحبه الجميع. وترسخت أفكار ومبادئ تشافيز في اذهان الشعب الفنزويلي الذي أصبح زعيم لهم وقدوه يحتذى بها في المقاومة وفى مدى إخلاصه وحبه لدولته.

يتحدث سفير فنزويلا في أحد اللقاءات عن الأيام التي قضاها داخل السجن وكيف أنه تعلم منه الكثير وكيف كان ومازال قدوة لهم ومثال على الاجتهاد والعمل حتى يروى أنه كان يقضى معظم اوقاته في القراءة كان ضليع في الأمور السياسية والعسكرية وتميزت شخصيته بالفكاهة وخفة الظل حتى في أحلك الظروف.

اصطدم الرئيس الفنزويلي السابق كثيرا مع الكنيسة حينها لعدم اعتناءها بشكل كافي بالفقراء حيث كان يرى ان الواجب ان تقف الكنيسة مع الفقراء وليس بجانب الأثرياء فمن يحتاج للمساندة هو الفقير .

كان يحب تشافيز التقرب من المواطنين سواء عبر خطاباته وسط الجمهور أو عبر البرنامج الأسبوعي التلفزيوني الذي كان يطل عليه ليشرح عن خطته واستراتيجيته لشعبه هذا التواجد الدائم وسط المواطنين اعطى للقائد الأبدي شعبية لا تقارن، ولم يعتنى فقط بالفقراء والمحيط اللاتيني بل دعا لتقارب افريقي كاريبي جنوبي.

ومنذ وفاة الراحل تشافيز –والحديث مازال لإليان بطرس- تولى الرئيس مادورو مسؤولية دولة فنزويلا وتحمل عبء مواجهة الحصار الأمريكي استكمالا لخطته في مواجهة الحصار الأمريكي والهيمنة ومحاولة السيطرة على العالم.