أكّد أمس، أطباء من المؤسسة العمومية للصحة الجوارية بشير منتوري، تسجيل ارتفاع في الإصابة بداء السكري بقسنطينة بعد جائحة كورونا، في وقت حذر فيه مختصون من أن الإفراط في استعمال المضادات الحيوية قد أدى إلى ظهور مقاومة في بعض أنواع الأمراض، كما افتتحت مديرية الصحة فعاليات اليوم الوطني للوقاية.
وذكر الدكتور بوزيد هشام، من المؤسسة العمومية للصحة الجوارية بشير منتوري في تصريح للنصر، خلال اليوم الأول من الأسبوع الوطني للوقاية المنظم بدار النقابة، أن الكثير من المرضى لا يمارسون الوقاية من الأمراض، على غرار داء السكري، ما يجعلهم يصلون لمرحلة العلاج في حالة متقدمة من الإصابة، بينما أوضح أن عدد الإصابات بالداء قد سجل ارتفاعا كبيرا على مستوى المؤسسة و«دار السكري» التي تشرف عليها المؤسسة على مستوى بومرزوق، بعد جائحة كورونا، مشيرا إلى أن الحالات تتضمن مرضى كانوا قبل يكتسبون الاستعداد للإصابة قبل الجائحة، فضلا عن مرضى سُكّري أصبحت حالاتهم مضطربة بعدما كانت مستقرة، كما سجلت حالات معقدة لآخرين.
وأضاف نفس المصدر أن الاستعمال المفرط لمضادات الالتهاب الستيرويدية من العوامل التي أدت لظهور هذه الزيادة، فضلا عن طبيعة فيروس كورونا وتفاعله مع جسم المريض المصاب بداء السكري الذي يعاني من مناعة منخفضة بطبيعته، في حين يزداد ضررُ فيروس كوفيد-19 على المريض كلما طالت المدة التي يقضيها في الجسم. ونبهت الدكتورة حفيزة عابد أن سوء التغذية، سواء بالنقص أو الإفراط، يؤدي أيضا إلى الإصابة بالسكري أو غيره من الأمراض.
وقال الدكتور شعيب مَحمودي، طبيب الوقاية في المؤسسة العمومية الاستشفائية «البير»، أن الجناح الخاص بالمستشفى يستهدف التحسيس خلال الأسبوع المذكور بمخاطر الاستعمال المفرط للأدوية والتّداوي الذاتي دون استشارة الطبيب أو الصيدلي، فضلا عن الاستعمال العشوائي للمضادات الحيوية، مشيرا إلى أن أضرارها تتجاوز الجانب الفردي وتمتد إلى التأثير الجماعي، لكونها تؤدي إلى اكتساب الفيروسات والبكتيريا مناعةً ضد المضادات الحيوية، وقد يؤدي ذلك إلى ظهور أنواع منها مقاومة لكل أنواع المضادات. وأكد الدكتور ملاحظة حالات مقاومة للمضادات الحيوية على مستوى المؤسسات الصحية، خصوصا في الالتهابات البولية التي يلجأ المصابون بها إلى استعمال المضادات بشكل عشوائي ودون استكمال الفترة اللازمة، ما يدفع الأطباء إلى اللجوء للمضادات القوية.
ودعا محدثنا المرضى إلى الالتزام باستشارة الأطباء ومراعاة تدابير أخذ هذه الأدوية، مؤكدا أن الكثير من الأفراد أصبحوا يستهلكون المضادات الحيوية بمجرد الإصابة بالزكام، خصوصا بعد جائحة كورونا، رغم أن الكثير من الإصابات لا تستوجب استعمالها، كما أوضح أن المشكلة تشمل أدوية أخرى مثل «باراسيتامول» الذي قد يؤدي استهلاكه بشكل خاطئ إلى الإصابة بالقصور الكبدي. من جهة أخرى، أفاد المكلف بالإعلام على مستوى مديرية الصحة والسكان لولاية قسنطينة، أمير عيدون، في تصريح للنصر، أن الأسبوع الوطني للوقاية منظم بالتنسيق مع مختلف المؤسسات الصحية والاستشفائية العمومية والقطاعات الحيوية، حيث تستهدف تحسيس المواطنين بالوقاية من مختلف الأمراض وتكريس الثقافة الخاصة بها وجعلها في قلب النظام الصحي، مؤكدا أن تعليمة وزارية تنص على هذا الأمر. وأضاف محدثنا أن الأسبوع يتناول التغذية الصحية السليمة من خلال التطرق إلى الضوابط التنظيمية الخاصة باستهلاك بعض المواد، وتحسيس المواطنين بأهمية مكافحة مختلف الأمراض المزمنة، فضلا عن محور التحسيس بعوامل الخطر المسببة للأمراض وطرق الوقاية منها. ويشارك في الأسبوع ما يقارب 14 متدخلا، من بينهم مؤسسات عمومية صحية واستشفائية وجمعيات نشطة في مجال الصحة وصندوقا الضمان الاجتماعي للعمال الأجراء وغير الأجراء ومديرية الحماية المدنية ومديرية الأمن الوطني. وقد عرضت مديرية الحماية المدنية التدابير الأمنية للوقاية من الحوادث المنزلية، على غرار الحروق والتسمم بالأدوية والتسمم بالمبيدات والمنظفات، فضلا عن حوادث الكهرباء، كما أوضح المكلف بالإعلام على مستوى مديرية الحماية المدنية، سمير بن حرز الله، أن عملية التحسيس تمس الوقاية من حوادث التسمم بغاز أحادي أكسيد الكربون بالدرجة الأولى، وقد شملت حتى المساجد في صلوات الجمعة.
وذكرت المكلفة بالإعلام على مستوى صندوق الضمان الاجتماعي للعمال الأجراء، صورية بوسنة، في تصريح لنا، أن الصندوق قد خصص عدة مطويات تصب في التحسيس بالوقاية، مثل التي تدعو إلى الإقلاع عن التدخين والحمية الغذائية، كما سيعرّف المشاركون في الأسبوع بالآليات التي يوفرها «كناص» في سبيل الوقاية، على غرار المركز الجهوي للتصوير الشعاعي الطبي ومراكز التشخيص والعلاج التي توفر جميع التحاليل والتصوير بأشعة «إكس».
 أما المكلف بالإعلام على مستوى مديرية الأمن الولائي، ضابط الشرطة الرئيسي بلال بن خليفة، فقد أكد لنا أن المديرية تشارك بمعرض وقائي خاص بحوادث المرور والمخدرات، حيث تم استغلال الفعالية لإظهار جهود مصالح الأمن في مواجهة الظاهرتين، فضلا عن تعريفهم بأهم الأسباب.
سامي.ح