بعد توسع مشاريع بالكورنيش: دعــوات لحمايـــة مواقـــع أثريـــة بعنابـة

قدمت، أمس، جمعية المدينة الناشطة والمهتمة بالجانب التاريخي والآثار بولاية عنابة، طلبا لمديرية الثقافة والفنون وكذا السلطات المحلية، بالتدخل لحماية المعالم الأثرية الموجودة بالواجهة البحرية، نظرا للتوسع العمراني الذي يعرفه الشريط الساحلي في السنوات الأخيرة، خاصة مع فتح وشق طرقات جديدة، منها طريق الكورنيش، رأس الحمراء وجنان الباي.
واستنادا لمصالح مديرية الثقافة، فقد تلقت مراسلة رسمية من قبل جمعية المدينة، بهدف تنظيم خرجة ميدانية مشتركة بحضور مديرية التعمير والهندسة العمرانية والبناء، مديرية السياحة والصناعات التقليدية ومصالح الدرك الوطني التي تملك خلية متخصصة في الآثار، بالإضافة إلى بلدية عنابة، بموافقة السلطات الولائية، بهدف مرافقة الجمعية من أجل دراسة وإعداد حفريات وقائية على مستوى المنطقة السياحية بسيدي عيسى والطريق الرابط بين رأس الحمراء و واد بقرات، لوجود العديد من الدراسات والاكتشافات الأثرية بالمنطقة الممتدة من عين عشير والتي تعود إلى العصر الحجري القديم.
وقد برز تهديد المواقع الأثرية المكتشفة منذ عدة سنوات بالواجهة البحرية والتي تعود لحقب تاريخية وحضارات تعاقبت على مدينة عنابة، بعد التوسع الهائل وإنجاز عدة مشاريع سكنية ضمن صيغة الترقوي وكذا مرافق سياحية وخدماتية، على غرار فنادق ومطاعم، بالإضافة إلى شق طريق الكورنيش الجديد بين رأس الحمراء وشاطئ جنان الباي المعروف بـ «واد بقراط» والذي ساهم في إبراز الآثار بشكل أوضح، ما استدعى التحرك بهدف حمايتها من أي تعدي أو انجاز مشاريع فوقها.
وذكرت مصادرنا، أن هناك دراسات حول الآثار الموجودة بالشريط الساحلي، على مستوى معهد الهندسة المعمارية لجامعة سيدي عمار بعنابة، والذي يملك جميع البنايات والخرائط حول هذه المواقع الأثرية، وكذا تاريخ وجودها.
ومن بين المواقع التي دعت جمعية المدينة لحمايتها، صخرة الملاس الواقعة بمنطقة رأس الحمراء بين الطريق الرابط بين واد بقرات، جنان الباي وسيدي عيسى، حيث كانت في الأصل بناية تعلو هذه الصخرة، إلا أنها دمرت أواخر القرن 19 نتيجة لحريق كبير اندلع بالمكان، وهو معلم أثري يسرد فترات مرحلة ما قبل التاريخ بالمنطقة وفترة قدوم الأندلسيين إلى عنابة في القرون الوسطى، ما يستوجب برمجة حفريات أثرية وقائية والانتباه له عند القيام بأشغال الحفر للطريق الجديد.
وتضم الواجهة البلدية لمدينة عنابة، مواقع تاريخية بارزة، أهمها معلم رأس الحمراء الذي ينقسم حسب الوثائق التاريخية، إلى أربع مناطق، الأولى المنارة التي بنيت في نهاية القرن 19 وهدمت من طرف الألمان سنة 1914، ثم أعيد بناؤها سنة 1920، وبرج الرخام وهو عبارة عن محجرة قديمة للرخام استعملت في البناء لفترات تاريخية مختلفة نوميدية، رومانية، وخلال القرون الوسطى، ثم الحديثة، بالإضافة إلى المغارات والأضرحة ومنها «مغارة بنت القايد»، «ضريح سيدي نور» وشواهد أخرى عديدة.
وتعتبر منطقة رأس الحمراء، حسب الباحث في التاريخ، عامر جديد، من أعرق المناطق التاريخية على مستوى مدينة عنابة، كونها شهدت وجود الإنسان منذ فجر التاريخ، وفق ما أكدته الأبحاث والكشوفات، وعرفت المنطقة أيضا أحداثا تاريخية مهمة، منها لقاء العارفين القطبين أبو مدين شعيب وسيدي بوسعيد الباجي، كما شهدت المنطقة رسو سفينتين قادمتين من الأندلس، تحملان مصلحين وعلماء، حيث تداولت الذاكرة الشعبية لعنابة قصصهم وكان عددهم 99 فردا استقروا بالمدينة، كما عرفت إبان الثورة التحريرية، بنشاط المجاهدين بقيادة المجاهد المتوفى عضو مجموعة 22، بن مصطفى بن عودة.
حسين دريدح

تاريخ الخبر: 2023-03-06 00:24:49
المصدر: جريدة النصر - الجزائر
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 53%
الأهمية: 69%

آخر الأخبار حول العالم

بوريطة يتباحث ببانجول مع نظيره المالي

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-05-03 03:24:56
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 55%

بركة : مونديال 2030.. وضع خارطة طريق في مجال البنيات التحتية

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-05-03 03:24:53
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 64%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية