فتيان فلسطينيون من دون أفق يلجأون الى العنف


إعلان

وتقول الشرطة الإسرائيلية إنها تقوم بهذه الإجراءات للحفاظ على الأمن، لا سيما بعد سلسلة هجمات نفذها الشهر الماضي فلسطينيون تتراوح أعمارهم بين 13 و16 عاما.

وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي العميد ران كوخاف مؤخرا لقناة "كان 11" الإسرائيلية "توجد صعوبة بالغة في إحباط الهجمات الحالية"، مضيفا أنها "تمثّل تحديًا أمنيًا للاستخبارات، لأنه من الصعب جدًا معرفة ما يفكّر به فتى في الثالثة عشرة من عمره عندما يقرّر أن يحمل سكينا وينفذ هجومًا، من دون أن يخبر أحدا من حوله".

وتخوّف من عدم وجود "حلّ نهائي لهذه المسألة"، مشدّدا على أهمية "أن نكون مستعدين لفترة الأعياد وشهر رمضان".

في 28 كانون الثاني/يناير، وغداة اعتداء في القدس الشرقية تسبب بمقتل سبعة أشخاص قرب كنيس، فتح فلسطيني في الثالثة عشرة النار على إسرائيليين، رجل وابنه، وأصابهما بجروح، قبل أن يصاب بدور برصاص الشرطة.

في 13 شباط/فبراير، سجل اعتداءان في يوم واحد، أحدهما نفذه فتى في الرابعة عشرة والآخر فتى في الثالثة عشرة، ضد إسرائيليين في القدس الشرقية التي احتلتها إسرائيل العام 1967.

"ستعيشين في الشارع"

في مخيم شعفاط للاجئين المحاط بجدار يفصله عن مستوطنة بسغات زئيف في القدس الشرقية، تتحسّر والدة محمد الزلباني (13 عاما) الموقوف والمتهم بطعن شرطي إسرائيلي، على مصير عائلتها، وتقول إن الأمن الإسرائيلي اعتقلها أيضا لفترة مع ابنها البكر وزوجها، متهما إياهم بالمشاركة في الاعتداء، وتردّد "قلت لهم لا توجد أم تقول لابنها اذهب واطعن".

وتتهم الشرطة الإسرائيلية ابنها بطعن شرطي خلال عملية تفتيش في 13 شباط/فبراير، داخل حافلة عند مدخل مخيم شعفاط، وأصيب الشرطي برصاصة أطلقها حارس مدني في اتجاه المهاجم فأخطأت هدفها وأودت بحياة الشرطي.

وتقول فداء الزلباني (38 عاما) إنها خضعت للتحقيق لمدة سبع ساعات، مضيفة "أنا لا أعرف إذا كان ما يقولونه صحيحا. أنا لا أصدق ما يقولونه عن ابني".

وتضيف "رجال المخابرات داهموا بيتي، وحطموا كل شيء واعتقلوني مع زوجي وابني البكر (17عاما). (...) خلال التحقيق، اتهموني بأنني شريكة لابني وبأنني كنت أعرف ما سيفعل وأتستر عليه".

وتتابع "هدّدوني بهدم بيتي وقالوا لي ستعيشون في الشارع".

"قصة وصدمة"

ويرى مدير مركز تأهيل وعلاج ضحايا التعذيب في رام الله الدكتور محمود سحويل أن الأطفال الذين يقومون باعتداءات "هم أنفسهم تعرّضوا للعنف أو مورس عليهم عنف أو شاهدوا عنفا ضدهم شخصيا أو ضد أحد أفراد عائلتهم أو أصدقائهم أو شاهدوه وسمعوا به عبر شاشات التلفزيون".

ويوضح لوكالة فرانس برس "وراء كل من هؤلاء قصة أو صدمة، ومن مورس عليه العنف يصبح عنيفا".

ويعتبر أن "الاحتلال الإسرائيلي هو السبب، لأن الفلسطينيين ضحايا عنف الاحتلال... (...) هم من جعلوا أبناءنا يكرهون أبناءهم. عندما ينتهي الاحتلال ينتهي العنف".

ويرى الباحث الإسرائيلي ميخائيل ميلشتاين، رئيس منتدى الدراسات الفلسطينية في مركز موشيه ديان الذي أصدر كتبا عدة متخصصة عن الفلسطينيين كان آخرها عن الشباب الفلسطيني، أن "معظم العمليات ينفذها شبان ولدوا بعد العام 2000".

ويشير ميلشتاين الذي كان مسؤولا في شعبة استخبارات الجيش الإسرائيلي عن الساحة الفلسطينية الى أن من أسباب إقدام هؤلاء على تنفيذ الاعتداءات، "غياب القيادة الشبابية بين الفلسطينيين، وانفصال الشباب الفلسطيني عن السلطة"، مضيفا أن هؤلاء الشبان أو الفتية الذين يشاهدون كمّا كبيرا من أشرطة الفيديو العنيفة على مواقع التواصل الاجتماعي، "ليس لديهم أفق، ويعيشون في حالة تناقض، وفي أوضاع سيئة".

ويوضح أن "370 ألف فلسطيني يعيشون في القدس الشرقية، بينهم 120 ألف تلميذ، أربعون ألفا منهم لا تعرف وزراة المعارف أو البلدية الإسرائيليتان إذا كانوا يداومون في المدارس أم لا".

ويشير الى أن إسرائيل "قامت بتوحيد القدس سياسيا ولكنها لا تعطي الخدمات نفسها التي تعطيها للإسرائيليين، الى المقدسيين العرب".

الحاجز محطم النفسيات

بالنسبة الى المحامية الإسرائيلية اليسارية ليئا تسيمل، "الشباب والفتية الفلسطينيون لا يرون أفقا أو مستقبلا، الوضع سيء جدا، يوجد قمع كبير".

وتقول لفرانس برس "يعرف الفتيان والشباب أنهم يعيشون تحت الاحتلال بشكل دائم. يرون الأب يعتقل والأخ يعتقل"، مشيرة في الوقت نفسه الى المخاوف التي يشعرون بها أيضا من احتمال طردهم من منازلهم كما يحصل مثلا في حي الشيخ جراح.

وتضيف"يشعر الكبار والصغار أنهم بلا حول ولا قوة".

وتشدّد على أن الأهل في قسم كبير منهم "باتوا يرضون بالعيش للحصول على قوت يومهم. لا أحد يقول لابنه اذهب واضرب حجرا أو قم بعملية، الكل يريد لأولاده أن يتعلموا".

وتتابع "لكن هذا الوضع لا يرضي الأولاد المستائين أيضا من القيادة الفلسطينية المعتدلة جدا في نظرهم، أو غير الموجودة، فيقومون بردات فعل.."

في مخيم شعفاط، تقول أم سمير (58 عاما) "لا توجد حقوق: اقتحامات ليلا ونهارا. أولاد المدارس بحاجة إلى ساعتين الى ثلاث ليصلوا إلى مدارسهم وأشغالهم التي تبعد دقائق عن مركز المدينة بسبب الحاجز العسكري".

وتشير الى رتل كبير من السيارات تجاوز عددها المئة متوقفة عند حاجز عسكري إسرائيلي عند باب المخيم، قائلة "هم يدفعون الشباب لعمل أي شيء ضدهم.. عندما يقومون بإجبارهم على خلع ملابسهم على الحاجز على مرأى من جميع الناس وإذلالهم وإهانتهم... ماذا يتوقعون؟".

ويقول ناشط في المخيم فضّل عدم الكشف عن اسمه "الحاجز هو طريق عذاب، ومحطم للنفسيات". ويشير الى مستوطنة بسغات زئيف التي "تبعد خمس دقائق عنا وفيها أكثر من خمسة منتزهات"، متسائلا "ماذا يوجد هنا للشباب؟ لا يوجد أي شيء. لا يشعر هؤلاء الشبان بأن لديهم مستقبل".

تاريخ الخبر: 2023-03-06 18:16:47
المصدر: فرانس 24 - فرنسا
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 78%
الأهمية: 99%

آخر الأخبار حول العالم

الشيلي والمغرب يوقعان اتفاقية للتعاون في مجال التراث الوثائقي

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-05-14 09:24:57
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 66%

الأونروا: رفح تحولت الآن إلى مدينة أشباح

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-05-14 09:22:19
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 59%

الاحتلال يدمر آبار المياه وشبكات الصرف الصحي بحي الزيتون

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-05-14 09:22:25
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 64%

الذهب مقابل المسيرات!! – صحيفة التغيير السودانية , اخبار السودان

المصدر: صحيفة التغيير - السودان التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-14 09:22:51
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 59%

علم فلسطين يضيء أحد مباني جامعة أكسفورد

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-05-14 09:22:13
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 61%

المغرب يستعيد من الشيلي 117 قطعة أحفورية يعود تاريخها إلى 400 مليون سنة

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-05-14 09:24:54
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 56%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية