أثارت منصة "هوج بول" جدلًا كبيرًا عبر مواقع التواصل الاجتماعي خلال الأيام القليلة الماضية، بعد الاتهامات الموجهة للمنصة بالنصب على المواطنين والاستيلاء على أموال العملاء، وتمكنت المنصة من جمع أموال ضخمة من مواطني مختلف المحافظات تحت ما يسمي بـ"الاستثمار الإلكتروني".

وبين رغبة المواطنين في زيادة رأس المال وبين أطماع النصابين، بدأ الجميع بوضع ما لديهم من مال داخل المنصة للحصول على أرباح يومية بنسبة تتجاوز الـ400%، لكن بين ليلة وضحاها انغلق التطبيق ولاذ القائمين على التطبيق بالهرب، فاتجه الضحايا لتحرير آلاف المحاضر.

التقت"الدستور" مع أحد ضحايا منصة "هوج بول" وتحدث عن تفاصيل الواقعة..

وقال "طارق" أحد ضحايا " هوج بول " إن أحد أصدقائه أخبره بالتطبيق والتي تصل نسبة الأرباح به إلى 400% ويكون العائد خلال أسبوع، وذكر أن صديقه ارسل له التطبيق والموقع الإلكتروني الخاص به، وبدأ بالبحث عن التطبيق عبر الإنترنت ليطمئن قلبه، حيث شاهد الآلاف من العملاء وجميعهم يستثمرون بأموالهم داخل التطبيق، لذلك قرر أن يبدأ بمبلغ صغير وأن نجح الأمر يشارك بكل ما يملكه.

واضاف أنه تواصل مع صديقه ليعرف اكثر عن التفاصيل، والذي أخبره بأنه يرسل الأموال عن طريق "فودافون كاش" وبعدها بعشر أيام سيحصل على الأرباح، لم ينتظر "طارق" كثيرًا وقام بإرسال المبلغ وبالفعل بعد عشر أيام حصل على المبلغ بجانب الأرباح، الأمر الذي جعله يقرر وضع مبالغ مالية كبيرة مع صديقه تصل إلى 46 ألف جنيه في التطبيق من أجل الحصول على 15 ألف جنيه كل عشر أيام.

كانت عايز اسدد الأقساط اللى عليا

وأشار إلى أن بعد وضع المبلغ أعلن مشرفين المنصة عن إقامة حفل للعملاء، الأمر الذي جعله مطمئن أكثر على ماله  معلقًا: "لو كانوا نصابين كانوا اختفوا ومعملوش حفل مع العملاء" يكمل حديثه أنه كان يريد الحصول على الأرباح ثم الخروج من المنصة، لكن بعد أيام من الحفل تفاجأ بغلق التطبيق وبدأ جميع العملاء بالحديث عن عجزهم للوصول إلى أموالهم أو للقائمين على التطبيق، في ذلك الوقت أيقن أنه تعرض لعمليه نصب كبيرة وأمواله اتبخرت

تفاصيل الواقعة 

ونجحت الأجهزة الأمنية في إسقاط عصابة "هوج بول"، في إطار الجهود التي تتم في مواجهة عمليات النصب الإلكتروني، والتي تتحصل على أموال المواطنين، بإغرائهم بتحقيق أرباح كبيرة، في فترة زمنية قصيرة.

وفي مديرية أمن القاهرة، كان الجهد الأكبر، من خلال مباحث تكنولوجيا المعلومات، بعد تلقي العديد من البلاغات من ضحايا "هوج بول"، يتهمون المسئولين عن التطبيق بالاستيلاء منهم على مليارات الجنيهات، بعد إيهامهم بالحصول على أرباح بالدولار. 

وتمكنت الأجهزة الأمنية من خلال إجراء التحريات وجمع المعلومات والتعامل الفني من تحديد ورصد عناصر تلك الشبكة الإجرامية القائمين على إدارة التطبيق المشار إليه وتبين أنهم (29 شخصًا "13 منهم يحملون جنسية إحدى الدول الأجنبية") واتخاذهم من (2) فيلا سكنية بالقاهرة مقرًا لمزاولة نشاطهم غير المشروع. 

وعقب تقنين الإجراءات تم استهدافهم وأمكن ضبطهم وبحوزتهم (95 هاتف محمول – 3367 خط هاتف محمول – 9 أجهزة مودم رسائل جماعية – 7 أجهزة حاسب آلى – 39 شاشة كمبيوتر ومشتملاتها - 3 سيارات - مبالغ مالية عملات محلية وأجنبية "بلغت حوالي 600 ألف جنيه" – عدد 41 كارت ائتمانى لبنوك بالخارج).

وبمواجهتهم اعترفوا بتكوينهم تشكيلًا عصابيًا استهدف راغبى تحقيق المكاسب المالية السريعة عبر شبكة الإنترنت، واستيلائهم على أموالهم عن طريق عدد من المحافظ الإلكترونية (بلغ عددها 88 محفظة) والتي يتم توزيعها عقب ذلك على العديد من المحافظ الإلكترونية الأخرى (بلغ عددها 9965 محفظة) تجنبًا للرصد الأمني وتمهيدًا لتحويلها للخارج لصالحهم من خلال برامج عبر شبكة الإنترنت لشراء عملات رقمية مشفرة "بيتكوين" (جارٍ اتخاذ الإجراءات اللازمة للتحفظ على المحافظ الإلكترونية المرصودة وتتبع الأموال المحولة للخارج عبر الإنتربول الدولي).

كما أقروا أنهم قاموا بإغلاق التطبيق بعد تمكنهم من الاستيلاء على تلك الأموال، وأنهم كانوا بصدد إطلاق تطبيق إلكتروني آخر تحت مسمى (RIOT) لذات الغرض فى إطار استكمال نشاطهم الإجرامي.. تم اتخاذ الإجراءات القانونية.. وتولت النيابة العامة التحقيق.

وتهيب وزارة الداخلية بالمواطنين عدم الانسياق خلف تلك التطبيقات المجهولة المصدر التي يتم بثها عبر شبكة الإنترنت بزعم تحقيق الأرباح المالية للمشاركين بها بشكل غير منطقي حرصًا على عدم تعرضهم للنصب والاحتيال من تشكيلات عصابية دولية.