على الرغم من النمو الكبير الذي قدمته شبكة الإنترنت في كافة القطاعات والصناعات، منذ إطلاقها في فترة التسعينيات، إلا أنها تركت ثغرة خطيرة في وسائل الاتصال الإلكتروني، حين تسللت ملايين من البريد العشوائي إلى حسابات البريد الإلكتروني، وألحقت فيروسات الكمبيوتر الخراب بشبكات الأعمال، لتصل في النهاية إلى وسيلة سرقة حديثة يستخدمها المتسللون في شن هجمات إلكترونية على مستخدمي منصات التواصل الاجتماعي.

غالبًا ما تنجح الهجمات الإلكترونية لأنها لا تستهدف التكنولوجيا، بل تستهدف الناس، ويعتمد المتسللون على ضحاياهم غير المدركين للتهديدات المحتملة، والذين يتخلون عن حذرهم عند التعامل مع تفاعلات يحتمل أن تكون احتيالية من خلال البريد الإلكتروني أو المكالمات الهاتفية. 

يمكن منع معظم هذه الهجمات باستخدام كلمات مرور قوية وملفات مشفرة وحراسة دقيقة للوصول إلى الحساب؛ نظرًا لأن منع الاحتيال وحماية الحساب أمران ضروريان لممارسة لمواكبة التكنولوجيا الحديثة، فقد أصبح الأمن السيبراني جزءًا أساسيًا من المناهج الدراسية لبرامج ماجستير المحاسبة، كونهم الفئة الأكثر عرضة لخطر التسلل الرقمي.

في وش المدفع

يستهدف المتسللون بشكل خاص العاملين في قطاع المحاسبة؛ بسبب امتيازهم في الوصول إلى المعلومات الأكثر حماية للعملاء - وهي معلومات ذات قيمة خاصة على الويب المظلم - كما يثق العملاء في محاسبهم، ويمكن أن يؤدي الخرق إلى تدمير سمعة الشركة ونتائجها النهائية، ففي عام 2021، تلقى مركز شكاوى جرائم الإنترنت ما يقرب من 200 ألف شكوى من رسائل البريد الإلكتروني التجارية المخترقة، بما يعادل خسائر تقدر بنحو 2.4 مليار دولار، وفقًا لتقريره لعام 2021.

ومع ذلك، يعتمد معظم المتسللين على المعرفة المحدودة للضحايا، ويتوقعون منهم الوقوع في حيل مثل الرد على عنوان بريد إلكتروني مقنع أو فتح روابط غير معروفة، فإن معرفة ما الذي تبحث عنه، لا سيما في دور حاسم فيما يتعلق بتمويل العملاء وتحديد الهوية الشخصية، أمر بالغ الأهمية للمحاسبة في المناخ الرقمي الحديث اليوم.

يُجمع المحاسبون وفرة من المعلومات التي تفيد المتسللين، وتمنح أرقام الحسابات وتفاصيل المعاملات المتسللين القدرة على إنشاء حسابات زائفة أو تعريض سياسة خصوصية الشركة للخطر، كما تسمح أرقام بطاقات الائتمان والحسابات المصرفية للمتسللين بإجراء عمليات شراء احتيالية ومنحهم إمكانية الوصول إلى الموارد المالية الشخصية للعملاء.

وكان كشف تقرير الأمن السيبراني  في عام 2022 الصادر عن شركة Trend Micro، أن برامج الحماية الخاصة بالأفراد لديها حوالي 60 مليار تهديد أمني، ومنها 40 مليار تهديد عبر البريد الإلكتروني والروابط الضارة.

برامج الحماية

ومن جانبه، يوضح المهندس شاكر الجمل، خبير أمن المعلومات، أن هناك طرق حماية حتمية يجب اتباعها من قبل كافة مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي، خاصة بعد التحول الرقمي الذي شهدته البلاد بكافة مؤسساتها وقطاعاتها، حتى لا يقع أحد كضحية في فخ الهجمات التي يشنها مخترقي الحسابات والأجهزة الإلكترونية.

وينوّه «الجمل» في حديثه لـ «الدستور»، بأن اختراق الأجهزة والحسابات الإلكترونية يتم عادة عبر إرسال روابط مشبوهة للضحايا، لذا من الضروري أن يتوفر لدى المستخدمين برنامج Virus Total، والذي يمكن من خلاله نسخ الرابط ولصقه به، وإذ ظهر علامة حمراء يتبين أن هذا الرابط غير آمن، إن كانت علامة خضراء يصبح آمنًا.

ويضيف: «يجب أيضًا تنزيل برنامج مضاد للفيروسات بجهاز الكمبيوتر أو الهاتف؛ كونه يُعد أمرًا ضروريًا في عصر التسلل الرقمي الحديث، ويعتبر برنامج Avira  ضمن أفضل برامج الحماية من الاختراق لدى أجهزة الكمبيوتر، أما بالنسبة للهواتف، يُفضل استخدام برنامج Malwarebytes، فهو يمنع المخترقين من التسلل إلى الهواتف بشكل نهائي».

أما عن آلية الكشف عن مراقبة الهواتف، يوضح «الجمل» أن برنامج  Bitdefender  يُعد أحد أفضل البرامج المتخصصة في الكشف عن التطبيقات الإلكترونية المخترقة لدى الجهاز الشخصي للفرد، ومن خلاله ستدرك ما هي التطبيقات الخطرة بالجهاز، لتقوم بمسحها على الفور، ثم تتواصل مع مباحث الإنترنت أو شخص مختص يوجهنا للخطوات المتبعة، والكشف عن آلية الشخص المخترق للجهاز.

ويختتم: «الألعاب الإلكترونية تشكل خطرًا أيضًا لدى مستخدميها من الأطفال، وغالبًا ما يحدث ذلك في غياب رقابي من قبل الأهل، لذا يجب تحميل برنامج Google Family Link، والذي يمكن الآباء والأمهات من مراقبة هواتف أطفالهم طوال الوقت، والتحكم أيضًا في التطبيقات الذين يريدون محوها من الأجهزة».