الألــحـان الــقـبـطــيـة حَفِظَتْ موسيقانا


عزيزي القارئ، حدثتك في المقال السابق عن البعد الموسيقي للحن القبطي الذي جعله مميزا عن أي لحن آخر وكان حديثنا عن القيادة في ألحان الكنيسة القبطية. واليوم سوف أحلل معك أقوال القديس يوحنا ذهبي الفم التي تم ذكرها في المقال السابق، برجاء الرجوع إليها حتى لا يزدحم هذا المقال بما تم ذذكره في مقال سابق.

فكلمات ذهبي الفم العظيمة المُشجعة هذه يمكن تحليلها هكذا:

• أن مصر كانت رائدة في التسبيح والسهر الروحي، وأنه كان من المعروف أن كافة البلاد أخذت عن مصر طريقة السهر الليلي وهو كان أيضاً من صناعة الرهبان (على حد تعبير الأب متى المسكين).
• أن تسبيحاتهم كانت متقنة مفعمة بالروحانية حتى أنها كانت تشبه تسبيحات الملائكة.
• أنه منذ وقت أسبق لهذا التوقيت (القرن الرابع) قد كانت الطقوس والألحان والتسابيح مستقرة وأنها كانت منسوخة في كتب في يد الشعب والخورس لكي يتابع الجميع، وأن الألحان كانت من الغزارة والطول والتنوع حتى أنها تكفي لسهرة كاملة من الليل للصباح. وأن كتاب الإبصلمودية كان موجوداً قبل ذلك الوقت بترتيباته وألحانه ونصوصه ومزاميره.
• أن من كانوا يرتلون كانوا لديهم الموهبة التي أشاد بها ذهبي الفم قائلا “يا لمواهب المسيح العجيبة.. “. لذا كانت تسبيحاتهم ترقى وتقارن بتسبيحات الملائكة.
• التعبير “يسبحون بنفس التمجيد على طقس الملائكة” يدل على أن القديس ذهبي الفم كان مكشوفاً عن عينيه بالروح كيف يسبح الملائكة وكيف تكون طقوسهم، وكيف أن كنيستنا القبطية على الأرض كانت مُلهمة بالروح حتى أنها كانت تتبع نفس الطقس السمائي، مما يؤكد ما كتبه القديس كليمندس السكندري وكرره مرات عديدة من أنه إنما يحاول صياغة التقليد الشفاهي الذي سمعه ورآه وتعلمه ويعيش به، وأكد قائلاً “أن هذا التقليد مسلم من فم الرب نفسه أولا لبطرس ويوحنا ويعقوب، ثم بولس بصفة خاصة، وقد سُلم إلينا من أب إلى إبن حتى وصل إلينا، وها نحن نسجله بالكتابة بعد أن كان محفوظاً بالكلمة”والجملة التي قالها ذهبي الفم “نفس التسبحة” تؤكد ما قاله السكندري.
• كذلك الجملة “مع الخورس يسبحون” تعني أنه كان هناك خورس قوي يتمتع بموهبة تامة ويتقن التسبيح إتقان الملائكة لها، وكان له دور قيادي حتى أن المسيحيون على الأرض يداومون السهر مع هذا الخورس الذي يتمتع بمواهب عجيبة حسب تعبير ذهبي الفم، ومن علامات القيادة الناجحة لهذا الخورس أنه يستطيع أن في تسابيحه مع كل المسيحيين الذين على الأرض ان يجعل “شكرهم واحد وتمجيدهم واحد وخورس الفرح الساهر واحد على الدوام”. فمن مهام القيادة الناجحة طبقاً للمراجع العلمية: توحيد النبض وتوحيد الأحساس وتوحيد الفكر وتوحيد الأداء، وهو ماكان يجيده هذا الخورس الأصيل وقائده المتمرس. أنه خورس أهم مايميزه الموهبة التي من أجلها صرخ ذهبي الفم “يقدمون الإبصلمودية والألحان بلا توقف، يا لمواهب المسيح العجيبة”.
فالكنيسة القبطية بالحقيقة هي التي أسست مفهوم القيادة في الموسيقى ومنها إنتشرت إلى كل انحاء العالم في زمن لاحق يزيد عن عشرة قرون ميلادية.

عزيزي القارئ، أتمنى أن أكون قد إستطعت أن أحلل لك أقوال القديس يوحنا ذهبي الفم عن التسبيح والقيادة في خورس كتيسة مصر، برغم أنه بطريرك القسطنطينية إلا أنه أشاد بكنيسة مصر وتسابيحها وقيادة ألحانها، ولم يشيد بكنيسة القسطنتينة التي يرأسها، فإلى أن ألقاك، في مقال جديد نتحدث فيه عن القدرة التعبيرية لألحان الكنيسة القبطية، اتركك في رعاية ملك الملوك ورب الأرباب.

تاريخ الخبر: 2023-03-07 09:22:39
المصدر: وطنى - مصر
التصنيف: غير مصنف
مستوى الصحة: 59%
الأهمية: 70%

آخر الأخبار حول العالم

وفاة حسنة البشارية أيقونة «الجزائر جوهرة» - أخبار السعودية

المصدر: صحيفة عكاظ - السعودية التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-05-02 09:24:06
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 60%

أمريكا: أب يجبر طفله على الركض حتى وفاته - أخبار السعودية

المصدر: صحيفة عكاظ - السعودية التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-05-02 09:24:05
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 60%

الصين تعتزم إطلاق المسبار القمري “تشانغ آه-6” في 3 ماي

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-05-02 09:25:15
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 54%

توقعات أحوال الطقس اليوم الخميس

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-05-02 09:25:13
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 59%

الصين: مصرع 36 شخصا اثر انهيار طريق سريع جنوب البلد

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-05-02 09:25:10
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 62%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية