مئير بن شبات يهودي مغربي سيخطط مستقبل الأمن القومي لإسرائيل


يواصل اليهود من أصول مغربية مسلسل التربع على مواقع المسؤولية السياسية والأمنية الحساسة في إسرائيل. مئير بن شبات مستشار الأمن القومي والرئيس السابق لمجلس الأمن القومي الذي زار المغرب رفقة جاريد كوشنر في يوم 22 دجنبر 2020 وجلس أمام جلالة الملك محمد السادس هو الذي سيتحمل اليوم منصب جد حساس في هرمية القرار السياسي والأمني الإسرائيلي. لقد تم تعيينه رئيسا لمعهد الاستراتيجية الصهيونية والأمن القومي في القدس. هذا المعهد يعد واحدا من أكبر المؤسسات الاستشارية التي تضع السياسات الأمنية والتنفيذية والدبلوماسية الإسرائيلية وترسم معالم السياسات المستقبلية في الدولة العبرية.

مئير بن شبات الذي خاطب الملك محمد السادس بقوله “الله يبارك فعمر سيدي” وفضّل تقديم مداخلته أمام الصحافة بالدارجة المغربية يعكس الموقع الذي أضحى يحتلّه اليهود المغاربة في مواقع القرار في إسرائيل. لقد وصفه الإعلام الإسرائيلي بالابن البار للمغرب الذي قدم والده (الحاخام المتشدد مخلوف بن شبات) إلى إسرائيل في خمسينات القرن المنصرم، ولعب دورا بارزا في “اتفاقيات إبراهيم”. كما كان مئير بن شبات على رأس الوفود الإسرائيلية التي زارت الإمارات والبحرين والسودان والمغرب من أجل تفعيل مخطط السلام بين هذه البلدان وبين إسرائيل.

هذا اليهودي المغربي يحمل وراءه سيرة ذاتية مثقلة بالخبرات والتجارب سواء في مساره العسكري أو الأمني أو السياسي. فقد أدار الحوار الاستراتيجي الإسرائيلي مع الولايات المتحدة وحصل على جائزة وزارة الدفاع الأمريكية عن “الخدمة الممتازة للجمهور” وهي أعلى جائزة تمنحها وزارة الدفاع لمواطن غير أمريكي لـ”قيادة العلاقة بين إسرائيل والولايات المتحدة إلى آفاق تاريخية وإنجازات غير مسبوقة”.

ويأتي تعيين بن شبات في توقيت ملتهب في منطقة الشرق الأوسط. هناك مخاوف إسرائيلية كبرى من قرب انتهاء إيران من مشروعها النووي وعلى الخصوص من احتمال تمكنها من امتلاك القنبلة النووية. ولعلّ تعيين مسؤول أمني وعسكري سابق على رأس مجلس استشاري من هذا الحجم يعكس القلق الكبير الذي يطغى على مفاصل الدولة العبرية من احتمال دخول المنطقة في مزيد من التصعيد الأمني والعسكري في الظرفية الراهنة. وسيكون على بن شبات رفع التحدي الإيراني من خلال رسم معالم الاستراتيجية الأمنية التي ستنهجها الحكومات الإسرائيلية الحالية والمقبلة.

ومن بين أهم التحديات التي جيء بمئير بن شبات من أجل رفعها ما يسميه الإعلام الإسرائيلي مواجهة “الحرب على الوعي الصهيوني في الخارج”. فإسرائيل واعية اليوم أكثر من أي وقت مضى بأن ممارساتها العنصرية ضد الفلسطينيين واستمرار موجات الاستيطان وعرقلة حل الدولتين يلقي بظلاله على صورتها في الخارج وعلى حقيقة الإيديولوجيا الصهيونية. لقد ظهر ذلك بجلاء خلال فعاليات كأس العالم التي احتضنتها قطر خلال نهاية العام الماضي. وبدا لوسائل الإعلام الإسرائيلي الصعوبات التي ستواجهها في إقناع الجماهير بالحديث إليها بشكل طبيعي دون إثارة المشكلة الفلسطينية.

مئير بن شبات مطالب إذن بالبحث عن استراتيجية جديدة مختلفة توازن بين الأمن الإسرائيلي والوفاء بالحقوق الفلسطينية التي لا يمكن أن تموت بالتقادم. وفي ظل استمرار التصعيد العسكري والأمني في الوقت الحالي فإن شهر رمضان المقبل قد يمثل محطة تاريخية مشحونة بالمزيد من العنف والصراع الذي سيكرس واقع الأزمة بين الطرفين. ولعل تصريح بن شبات بعد تعيينه بأنه يتعين “الاستثمار في تطوير مقاربة واقعية للأمن القومي” قد يفرض عليه وعلى صناع القرار في إسرائيل الاستماع إلى صوت العقل والسلام والسير قدما في إنهاء هذا النزاع الذي طال أكثر من اللازم. فالواقعية تعني أولا وقبل كل شيء التوازن في إحقاق الحقوق والوفاء بالواجبات.

تاريخ الخبر: 2023-03-07 21:26:07
المصدر: موقع الدار - المغرب
التصنيف: مجتمع
مستوى الصحة: 55%
الأهمية: 50%

آخر الأخبار حول العالم

مسيرة حاشدة لطلبة كليات الطب وآبائهم بالرباط

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-07 00:26:26
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 56%

نتنياهو يرد على "قبول حماس للصفقة" بمهاجمة رفح

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-07 00:26:09
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 59%

نتنياهو يرد على "قبول حماس للصفقة" بمهاجمة رفح

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-07 00:26:16
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 66%

مسيرة حاشدة لطلبة كليات الطب وآبائهم بالرباط

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-07 00:26:19
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 70%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية