نجحت كل من السعودية وإيران في التوصل إلى اتفاق على 4 بنود أبرزها عودة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين وذلك في ثمرة مباحثات استمرت لأربعة أيام في العاصمة الصينية بكين، وهو اتفاق يحقق مطالب المملكة ويؤكد على احترام سيادة الدول وعدم التدخل قي شؤونها الداخلية.

ونص الاتفاق على الموافقة على استئناف العلاقات الدبلوماسية بينهما، وإعادة فتح سفارتيهما وممثلياتهما خلال مدة أقصاها شهران، والتأكيد على احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، وكذلك الاتفاق على عقد لقاء يجمع وزيرا الخارجية في البلدين لتفعيل ذلك وترتيب تبادل السفراء ومناقشة سبل تعزيز العلاقات بينهما، وأخيرا الاتفاق على تفعيل اتفاقية التعاون الأمني بينهما.

أولوية الأمن والاستقرار

ويمثل أمن واستقرار الشرق الأوسط أولوية بالنسبة لسياسة المملكة بوصفه جزءًا حيويًا من أمن واستقرار العالم، وخصوصًا في ظل التحديات الجيوسياسية والاقتصادية الحالية، وهو مايستدعي العمل مع جميع الدول لإزالة كل مٌسببات التوتر والاحتقان وتحقيق الاستقرار لهذه المنطقة الحيوية من العالم.

أهمية الحوار لحل الخلاف

كما تؤمن السعودية بأهمية الحوار سبيلًا لحل الخلافات، ودائمًا ما كانت يدها ممدودة للتفاهم مع الجميع على أساس من الاحترام المٌتبادل والالتزام بحسن الجوار واحترام السيادة الوطنية وعدم التدخل في الشؤون الداخلية أو التأثير عليها، وتأتي المباحثات مع الجانب الإيراني في هذا السياق.

استئناف المملكة وإيران للعلاقات الثنائية يأتي في سياق تحقيق أمن واستقرار وازدهار المنطقة ككل؛ وسيكون له انعكاسات إيجابية على شعوب ودول المنطقة.

الوساطة الصينية

وجاءت الوساطة الصينية بمبادرة من الرئيس شي جين بينغ وقد قبلتها قيادة المملكة تقديراً للجانب الصيني الصديق وبعد أن أعرب الجانب الإيراني استعداده للانخراط في مباحثات بناءة.

وتقدر المملكة دور جمهورية الصين الشعبية الفاعل وجهود رعاية واستضافة المباحثات لدعم مسار تصحيح العلاقات مع الجانب الإيراني، كما تثمن الأدوار التي قامت بها كلن من جمهورية العراق وسلطنة عمان لاستضافتهما جولات الحوار التي جرت بين الجانبين خلال عامي 2021-2022م.

وأتى الدور الصيني لرعاية واستضافة المباحثات أتى للأهمية الاستراتيجية لمنطقة الشرق الأوسط وممراتها البحرية الاستراتيجية للاقتصاد العالمي والرغبة في الحفاظ على الأمن والاستقرار فيها، إثر تصاعد النشاطات المزعزعة للاستقرار في المنطقة.