في 8 مارس من كل عام يحتفل العالم باليوم العالمي للمرأة، بموجب قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة؛ ليس هذا فحسب بل تحتفل الدولة المصرية بيوم المرأة الذي يوافق يوم 16 مارس تخليدًا لذكرى ثورة المرأة المصرية ضد الاستعمار البريطاني ونضالها من أجل الاستقلال من خلال مشاركتها في ثورة 1919، وأيضًا الاحتفاء بعيد الأم، كل هذه الأسباب جعلت مارس هو شهر المرأة، إذ يتم الاحتفال بمساهمات المرأة في مختلف المجالات.

وفي الشعر القديم والحديث؛ كانت للمرأة نصيب كبير في قصائد العديد من كبار الشعراء نرصدها خلال السطور التالية..

عنترة بن شداد الذي يعد من أشهر شعراء فترة ما قبل الإسلام، ورغم شهرته بشعر الفروسية وغزله العفيف لمعشوقته "عبلة" إلا أنه كتب أبياتًا عن المرأة ومن بينها يقول:

وَلَولا فَتاةٌ في الخِيامِ مُقيمَةٌ            لَما اختَرتُ قُربَ الدارِ يَومًا عَلى البُعدِ
مُهَفهَفَةٌ وَالسحرُ مِن لَحَظاتِها         إِذا كَلَّمَت مَيتًا يَقومُ مِنَ اللحدِ

أَشارَت إِلَيها الشَمسُ عِندَ غُروبِها   تَقولُ إِذا اسوَدَّ الدجى فَاطلِعي بَعدي
وَقالَ لَها البَدرُ المُنيرُ أَلا اسفِري    فَإِنَّكِ مِثلي في الكَمالِ وَفي السعدِ

وكتب الشاعر الراحل حافظ إبراهيم (24 فبراير 1872 - 21 يونيو 1932 م) أيضًا عدة أبيات عن المرأة، ومنها يقول في قصيدته "كم ذا يكابد عاشق ويلاقي":

مَن لي بِتَربِيَةِ النِساءِ فَإِنَّها      في الشَرقِ عِلَّةُ ذَلِكَ الإِخفاقِ 
الأُمُّ مَدرَسَةٌ إِذا أَعدَدتَها         أَعدَدتَ شَعبًا طَيِّبَ الأَعراقِ.

وأيضًا: الأُمُّ رَوضٌ إِن تَعَهَّدَهُ الحَيا    بِالريِّ أَورَقَ أَيَّما إيراقِ
الأُمُّ أُستاذُ الأَساتِذَةِ الأُلى                شَغَلَت مَآثِرُهُم مَدى الآفاقِ.

الكاتب والشاعر المصري الراحل أحمد شوقي (16 أكتوبر 1868 - 14 أكتوبر 1932) والذي لقب بـ"أمير الشعراء"، برع أيضًا بموهبته الشعرية الفذة وحسه المرهف أن يكتب عن المرأة وتسليط الضوء على دورها المجتمعي ومن بينها يقول في قصيدته "مصر تجدِّد نفسها بنسائها المتجدِّدات":

هذا مقام الأمهات       فهل قدرت الأمهات؟
لا تلغ فيه ولا تقل      غير الفواصل محكمات
وإذا خطبت فلا تكن    خطبًا على مصر الفتاة 
اذكر لها اليابان لا      أمم الهوى المتهتكات

إيليا أبوماضي (1889 - 1957 م) يعد من كبار شعراء المهجر، لديه قصيدة شهيرة بعنوان "المرأة والمرآة" كتبها باللغة العربية الفصحى وتنتمي لعصر القصيدة الحديث؛ يقول فيها:

أقامت لدى مرآتها تتأمّل          على غفلة ممن يلوم ويعدل

وبين يديها كلّما ينبغي لمن        يصوّر أشباح الورى ويمثّل

من الغيد تقلي كلّ ذات ملاحة    كما بات يقلي صاحب المال مرمل

تغار إذا ما قيل تلك مليحة        يطيب بها للعاشقين التغزّل

فتحمرّ غيظًا ثمّ تحمرّ غيرة      كأنّ بها حّمى تجيء وتقفل

أما الشاعر محمود درويش (13 مارس 1941 - 9 أغسطس 2008) نجح في التعبير ببراعة عن تقديره واحترامه للمرأة، ففي ديوانه الأول والذي جاء بعنوان "عصافير بلا أجنحة" تمتع شاعر الثورة والوطن بالرقي في حبه للمرأة بقوله:

إلى أين نمضي .. أناديك، إني خلفك، فيك، أحُث المنى
لعينيك ... ليلي الطويل ... وفجري القصير، وكل الذي في الدُّنى 
لعينيك عيناي .. قلبي، ذاتي، فكري ... جسمي كلي أنا 
أحبك.. حتى القساوة فيك ... وحتى فرارك من دربنا