رغم العلاقة الدبلوماسية الباردة والفاترة بين المغرب وفرنسا خلال الفترة الأخيرة، وتوجه الأخيرة نحو الإعلام الفرنسي لتشويش على المملكة في العديد من القضايا ومنها مسألة الصحراء المغربية، يستمر التعاون العسكري والأمني بين البلدين.
حيث كشفت السفارة الفرنسية بالرباط، عن إجراء الجنرال ريجي كولكومبي، مدير التعاون الأمني والدفاعي بوزارة أوروبا والشؤون الخارجية الفرنسية، زيارة عمل إلى المغرب، مضيفة أنه “تمكن من إجراء مقابلات ثرية مع العديد من شركاء التعاون الأمني والدفاع المغاربة”.
Le Général Colcombet, Directeur de la @CoopSecuDefense du Ministère de l’Europe et des Affaires étrangères, vient d’achever une visite de travail au 🇲🇦, où il a pu conduire des entretiens riches avec plusieurs partenaires marocains de la coopération de sécurité et de défense. pic.twitter.com/Xqz5b6KfqV
— La France au Maroc 🇫🇷🇪🇺 (@AmbaFranceMaroc) March 10, 2023
وتعليقا على الموضوع، قال محد الطيار الخبير الأمني والعسكري، إن زيارة كولكومبي إلى المغرب، تزامن مع الزيارة المهمة التي قام بها رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية، الجنرال مارك ميلي للمغرب والتي تبين بدرجة كبيرة المسار الكبير التي قطعته العلاقة المغربية الأمريكية.
وحول عدم التطرق إلى هذه الزيارة من قبل الإعلام العمومي المغربي. أكد الطيار في حديثه مع “الأيام 24″، أن الزيارة ليس لها أي أصداء بالنسبة للإعلام المغربي ولم يتم الإعلان عن استقباله من قبل المسؤولين المغاربة كما هو الشأن في باقي الزيارة المتعلقة بالتنسيق العسكري والأمني مع مختلف الدول الأخرى.
وأضاف المتحدث نفسه، أن زيارة الجنرال الفرنسي تبين أن المغرب لازال مستمرا في التنسيق الأمني مع فرنسا رغم العلاقة الباردة والجمود بين الطرفين بشكل أو آخر مضيفا أن “الأهم في هذه المسألة هو أن المغرب وانطلاقا من حرصه على الحفاظ على الأمن والاستقرار في محيطه الإقليمي أو في الساحل الإفريقي أو في أوروبا وحتى في باقي المناطق يعطي أهمية كبيرة للتنسيق الأمني”.
من جهة أخرى، يٌبرز الطيار، أن فرنسا ومن خلال تصريحات مسؤوليها بما فيهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أو وزيرة الخارجية، دائما تستعمل عبارات المجاملة والود اتجاه المغرب بسبب أهمية المملكة الكبيرة جدا فيما يخص استقرار وأمن فرنسا كما هو الحال مع باقي الدول الأوروبية. مبرزا أن فرنسا تعي جيدا أن المغرب ليس فقط شريك اقتصادي وتجاري مهم بالنسبة لها على مستوى العلاقات التجارية بين البلدين وإنما يشكل قاعدة مهمة لأي تنسيق للحفاظ على أمن فرنسا خاصة وأوروبا عامة.
وأشار الخبير الأمني والعسكري، إلى أنه “في نفس الوقت كانت هناك منوارات عسكرية بين فرنسا والمغرب السنة الماضية”، وهو ما يوضح حسب الطيار، “مراهنة فرنسا على عدم التفريط في المملكة كشريك أساسي وذو مصداقية وله موثوقية كبيرة جدا في المجال الأمني والعسكري”.