التسامح... الفريضة الغائبة!


قبل حوالي 5 عقود من الزمن، تم اختطاف الإسلام المتسامح الذي أوصله ذلك النهج للانتشار في أكبر بلدين مسلمين في آسيا وأفريقيا هما إندونيسيا ونيجيريا، حيث لم يفتحا بالسيف بل بالكلمة الطيبة والمعاملة الحسنة - من قبل جماعات مؤدلجة مسيئة متشددة متطرفة رأت زعاماتها المسنودة بالسر من أعداء الإسلام، أن تسيء للإسلام وتضعف أتباعه عبر القيام بكل الموبقات التي ارتكبها اتباعهم من قتل وإرهاب وحروب مع الآخرين تحت راية الإسلام المؤدلج، والإسلام الحقيقي منهم براء.
***
وبدأت مع قدومهم المريب مشكلة الإسلام والمسلمين مع جميع الأديان والطوائف والأمم والبلدان الأخرى الشركاء لنا على كوكب الأرض في زمن عالم القرية الصغيرة، فقد خلقوا حائطاً من العداء والدماء والمشاكل مع الدول ذات الأغلبية البروتستانتية «أميركا» والأرثوذكسية «روسيا» والكوثوليكية «فرنسا» والهندوسية «الهند» والبوذية «تايلند وميانمار» والشيوعية والكونفوشية «الصين»، وحرضوا كل أقلية مسلمة على أوطانها ومدوها بالسلاح والفتاوى المتشددة وطلبات الاستحالة كالانفصال والنجاح الوحيد الذي حققوه بتطرفهم هو انفصال سلة الغذاء العربي - أي جنوب السودان - إبان حكم الجبهة القومية الإسلامية ومساحته تعادل 7 أضعاف بواكي العرب من الأندلس إلى فلسطين.
***
وقبل أن تنتهي حروب المتشددين والمتطرفين مع الآخرين بدأوا بعمليات إصدار فتاوى تكفير وتحريض وتأجيج وحمل السلاح لقتل أبناء الأوطان الواحدة من أتباع الطوائف الإسلامية والديانات الأخرى، فأضيف بسبب خطابات العداء والإلغاء التي أشاعوها لضعفه ضعف آخر، بعد انقسام ابنائه وتشطر دوله وتهجير الملايين من أتباعه... كل ذلك الدمار تسبب به التشدد والتطرف، لا «التسامح والتعايش» مع الآخر، الذي لم يتسبب بسفك قطرة دم مسلمة واحدة أو خراب مبنى أو تهجير أحد.
***
آخر محطة:
الإسلام وأتباعه هم المعادلة الأضعف في العلاقة مع الديانات الأخرى، وهم الدين الوحيد الذي يتقاتل ابناؤه فيما بينهم بعد توقف حرب البروتستانت مع الكاثوليك في أيرلندا الشمالية قبل ربع قرن، لذا فالتسامح والتعايش للإسلام والمسلمين ليسا خياراً بين خيارات بل هو الخيار الاستراتيجي الوحيد للمسلمين وهو «الفريضة الغائبة» الوحيدة كذلك للحفاظ على بيضة الإسلام، فأعدى أعداء مشروع التسامح والتعايش هم المتشددون والمتطرفون من اتباع الديانات الأخرى، ممن تحرجهم دعوة الإسلام العلنية للسلام ويصطف مع هؤلاء المؤدلجين المسلمون من دعاة الحرب والضرب والتضحية بدماء أبناء المسلمين لا أبنائهم وحصد مكاسب السلطة والمال التي يعبدونها من دون عبادة الواحد الأحد.

نقلاً عن "النهار" الكويتية

تاريخ الخبر: 2023-03-12 18:18:46
المصدر: العربية - السعودية
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 83%
الأهمية: 100%

آخر الأخبار حول العالم

قطع المياه 8 ساعات عن بعض مناطق بالجيزة في هذا التوقيت - أي خدمة

المصدر: الوطن - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-08 06:21:14
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 66%

مع مريـم نُصلّي ونتأمل (٨)

المصدر: وطنى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-05-08 06:21:41
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 64%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية