بروح يملؤها الأمل والإصرار على مجابهة الآلام بالبهجة والود والروح الكوميدية، ناقشت مسرحية “ولا كان على البال” العديد من القضايا الحقيقية الهامة، وكان أهمها وأبرزها: الجهل، الأمية، التنمر، تجريف الأرض، زواج القاصرات، عمالة الأطفال، التدهور الصحي وغياب الدعم الأسري، وذلك من خلال عائلة مصيلحي المكونة من أب وأم و12 طفلًا.

قدم الحفل المذيعة رحمة خالد – إحدى بطلات ذوي الهمم-، ثم بدأ الحفل بمعزوفة موسيقية لكورال جمعية النور والأمل، يليه ثلاث فقرات غنائية لأبطال من ذوي الهمم (مريم النجدي، هديل، وعبدالله)، وبعد ذلك جاءت فقرة التكريمات التي كان أبرزها تكريم الطفلة لارا أو كما وصفوها بسوبر لارا، حيث أنها أجرت 3 عمليات قلب مفتوح وعمرها لا يتجاوز الثمانية أعوام، وقد تم تأجيل عرض المسرحية من شهر ديسمبر حتى مارس لأجلها.

المسرحية

تهدف المسرحية إلى تحقيق الدمج المجتمعي، وذلك من خلال نص توعوي من أجل مجتمع هادف وواعي، تعاون على خروجه للجمهور كل من: حملة “مانحي الأمل” العالمية، أكاديمية فرانكو تياترو، وشارك أبطال حقيقيين من مؤسسة: بهية، الناس، الحسن، التحدي، وجمعية الخدمات العامة بالعجوزة.

أنت قادر

يقول الكاتب أحمد رفعت – مؤلف المسرحية- لـ”وطني”: ذوي الهمم طاقة ليس لها حدود، وكان يجب كتابة نص يُسلط الضوء على أن الله حين يأخذ شيء يمنح غيره أشياء، ولا يرى ذلك سوى الشخوص القوية، فدورنا تقديم التوعية والدعم لنقول لكل ذي همة “أنت قادر”.

وأشار الكاتب إلى أن تقديم الدعم لذوي الهمم له صورتين، الأولى: الإعلامية. والثانية: هي تقديم الدعم الحقيقي من خلال الغوص داخله، وأن نضيء شموع روحه، ونعطي له طاقة وأمل يشعر من خلالهما بأنه موجود.

جدير بالذكر أن المؤلف أحمد رفعت مدرس لغة عربية، وله سابقات أعمال مسرحية عمرها 20 عامًا (من خلال المسرح المدرسي)، حيث أنه يهتم بتقديم المناهج من خلال عروض مسرحية. ويعتبر “ولا كان على البال” هو أول عمل مسرحي له خارج نطاق المدارس وترجع تسميته إلى اعتراف مصيلحي بطل المسرحية بذنبه في النهاية مبررًا كل ما فعله بـ”ولا كان على البال” بأن ذلك سيحدث.

عن المسرحية

قال الكاتب أحمد رفعت، إنه تعاون من المخرجة الأستاذة مروة أحمد والبطل الأستاذ أنور الكموني –مؤسس مبادرة مانحي الأمل- العالمية، لأجل كتابة عمل مسرحي يناقش قضايا حقيقية لذوي الهمم ولكل بطريقة كوميدية مليئة بالأمل والقوة.

وقد بدا ذلك جليًا حين تم اختيار أبطال العمل من ذوي الهمم الحقيقيين، خاصة بطلات مستشفى بهية الثلاث الذين جسدوا معاناتهم بقوة على المسرح.

وعن بطل مسرحيته، قال الكاتب: اخترت “مصيلحي” رب أسرة غير مسؤول، مغرور، متنمر، ليس لديه أي وعي، ينجب من الأطفال الكثير ولا يعترف بقيمة الأنثى، ولا يحسب أبناءه من ذوي الهمم.

وكان لـ”هنية”، إحدى بناته دور مجتمعي كبير مع أشقائها، فهي تلك الطفلة ذات التسع سنوات التي انتقلت إلى المدينة حتى تعمل في المنازل، ولكنها يكافئها القدر بأم حقيقية مؤمنة بالاستثمار في الإنسانية فتعلمها وتكشف لها مهاراتها، وتمتد سلسلة الدعم من خلال هنية لأشقائها، حيث تلعب دورًا هامًا في كشف مواهبهم.

أوجاع حقيقية

كما تناول الكاتب قضية مرضى السرطان، وضرورة الاهتمام بالتوعية الصحية من خلال زوجة مصيلحي “مسعدة” وشقيقتها “كريمة”، والجارة “صفية”، والواقع أن الثلاث بطلات من محاربات مستشفى بهية عبرن عن أوجاعهن بقوة ووعي.

أما فرحانة، هي ابنة لمصيلحي فاقدة لحاسة البصر ولكنها تستطيع رؤية الأشياء بأذنها وأنفها والإحساس والشعور بالأشياء، تتعرض للتنمر الدائم. وكذلك عرض الكاتب قضية التعليم الفني وأهميتها وضرورة تغيير النظرة المجتمعية الدونية للحرفيين والنظر لهم بعين الإبداع.

سفينة الأمل

وكان بطلها سوبر اتش الذي هبط من عالم آخر ليحيي الأمل في روح أبناء مصيلحي ويأخذهم معه إلى المستقبل، وهو شخصية حقيقية للطبيب الجراح هشام عبدالقادر الذي استخدم أزياء شبيهة لسوبر مان في الواقع لتخفيف حدة التوتر لدى الأطفال أصحاب المعاناة أثناء علاجهم.

شارك في المسرحية

أحمد رفعت (مصيلحي)، رانيا عثمان (مسعدة)، شيماء باشا (كريمة)، ناهد السعدي (صفية)، شريف بصيلة (القاضي)، بهاء البرلسي (المحامي والديناصور)، نهاد النجومي (الادعاء)، هشام عبدالقادر (سوبر اتش)، مروة أحمد (الأرض)، هاني إبراهيم (المحضر)، محمد عبدالكريم (مساعد المحامي).

أبناء مصيلحي ومسعدة: دعاء خالد (هنية)، هديل (فرحانة)، مالك البدري (مصري)، لارا (هادية)، ملك الجوهري (راضية)، ندى طارق (جميلة)، كريم مصطفى (مصطفى)، علي (محروس)، كندة زياد (فاطمة)، فريدة الجوهري (زينب).

ولورا، صوفيا، حبيبة خالد، أميرة، دعاء، ميرنا رمزي، وهبة عز العرب التي قامت بتقديم المسرحية وإلقاء الشعر بقوة وحضور خاصين، فهي وليدة أسرة محبة للغة العربية.

ولفت الكاتب أحمد رفعت أن أزياء المسرحية التي نالت إعجاب وثناء الجمهور هي اختيارات ذاتية من الأبطال، مؤكدًا أن روعتها جاءت من انخراط كل منهم في شخصيته المسرحية.

جدير بالذكر أن مسرح ذا ماركي بمول كايرو فستيفال، استضاف العرض المسرحي والاحتفالية، يوم السبت الماضي، من الساعة السادسة وحتى الحادية عشر مساءً. وكان الحضور الجماهيري كبير جدًا.