هو نفحة الله الكبرى لعباده، تستشرف القلوب مع اقترابه ميلاد الهلال وتستبشر، وتصفو الروح بحلوله وتأنس، فيه تعمُّ الخيرات والبركات وتفيض، وتتسامح النفوس وتطيب، هو شهر الصيام والخير والبركة والعبادة والقرآن والمواساة هو سيد الشهور، وربيع الفقراء وشهر الله.. هو رمضان الكريم.

أيام قليلة تفصلنا عن «أيام معدودات» تتأهب فيها بيوت الله وتتحلى لاستقبال المصلين، ومع تآكل هلال «شعبان» يوماً بعد آخر، تشهد المؤسسات الدينية، والمحافظات كافة، استعدادات مكثفة لصيانة وترميم وتعقيم المساجد، وافتتاح الجديدة منها. «الوطن» ترصد فى الملف التالى استعدادات رمضان الرسمية والشعبية، ومبادرات الأهالى والشباب للمشاركة فى صيانة وتعقيم المساجد والأنشطة والفعاليات الدعوية وضوابطها، وخرائط المساجد الكبرى، وأماكن كبار القراء لإحياء صلاة التراويح والتهجد.

خطة المؤسسات الدينية.. تراويح وتهجد ودروس دينية وفتاوى إلكترونية

أعلنت المؤسسات الدينية عن خطتها لإحياء شهر رمضان بالتراويح والدروس الدينية والإفطار الجماعى، والدروس والبرامج الدينية والدعوية، إلى جانب صيانة المساجد وتعقيمها، وبث الفعاليات على الهواء عبر مواقع التواصل الاجتماعى.

وأعلنت وزارة الأوقاف استعداداتها لرمضان، وخطتها لإحياء الشعائر الدينية فى الشهر الكريم، وقال الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، إن صلاة التراويح مدتها ستكون متركة للاتفاق بين الإمام والمصلين، كما كان الوضع فى فترة تفشى فيروس كورونا، فإذا كان الاتفاق على قراءة جزء كامل فى الصلاة فلا بأس، والأمر برمته متروك لرغبة الطرفين، إلا أنه فى مسجد الحسين، تقرر إقامة صلاة التراويح بنصف حزب، وهو ما يعادل ربعين من القرآن، أى ما يعادل نحو 4 صفحات، وسيكون الأمر فى صلاة التهجد مماثلاً لصلاة التراويح.

«الأوقاف» تتحلل من قيود «كورونا»

وأكد وزير الأوقاف ضرورة التكافل والتراحم، خلال الشهر الكريم، قائلاً: «ديننا دين التراحم والتكافل والتكاتف، وإذا كان التكافل مطلوباً على كل حال وفى كل وقت، فإن هناك أوقاتاً تضاعف فيها الأعمال، حيث يقول نبينا صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ لِرَبِّكُمْ عزَّ وجلَّ فِى أيّامِ دَهْرِكُمْ نَفَحَاتٍ، فَتَعَرَّضُوا لَهَا، لَعَلَّ أحَدَكُمْ أنْ تُصِيبَهُ مِنْهَا نَفْحَةٌ لا يَشْقَى بَعْدَهَا أبداً».

وأضاف «جمعة»: «ونحن مقبلون على الشهر الكريم نعد العدة لحسن استقباله، وقد كان النبى -صلى الله عليه وسلم- أجود الناس وأكرم الناس، كان أجود بالخير من الريح المرسلة وكان أجود ما يكون فى رمضان».

الأزهر: عودة «المقارئ» ودروس الظهر والعصر

من جانبه، أوضح الجامع الأزهر فى بيان رسمى، أنه من المقرر تنظيم مجموعة من الفعاليات اليومية، تشتمل على المقارئ، ودرس الظهر، وملتقى العصر، وصلاة التراويح، ودرس التراويح، وصلاة التهجد، وتنظيم عدد من الاحتفاليات المتعلقة برمضان، وإفطار جماعى للطلاب الوافدين يومياً 105 آلاف وجبة على مدار الشهر، بواقع 3500 وجبة يومياً، مع قابليتها للزيادة، ونشر الأخبار وبث فعاليات الجامع من قبل المركز الإعلامى للأزهر عبر صفحات التواصل الاجتماعى.

26 واعظة يقمن على «ملتقى المرأة» لرفع الوعى الدينى والفكرى

وقال الدكتور عبدالمنعم فؤاد، المشرف العام على الأنشطة العلمية للرواق الأزهرى، إن الجامع ينظم «ملتقى الظهر» بإجمالى 52 درساً تتنوع بين دروس خاصة بالرجال وأخرى خاصة بالنساء، حيث يقوم بـ«ملتقى الرجل» 26 واعظاً بمعرفة الأمانة العامة للدعوة والإعلام الدينى وبمشاركة باحثى الجامع الأزهر، أما «ملتقى المرأة» فيقوم به 26 واعظة بمعرفة الأمانة العامة للدعوة والإعلام الدينى لشئون الواعظات، ومركز الأزهر العالمى للفتوى الإلكترونية وبمشاركة باحثات الجامع الأزهر أساتذة الجامعة، بواقع درس للرجال ودرس للنساء يومياً ما عدا يوم الجمعة، أما «ملتقى العصر» فينظمه الجامع بإجمالى 26 ملتقى، يقوم به 26 محاضراً، بمعرفة لجنة الفتوى الرئيسة بالجامع الأزهر ونخبة من أساتذة الجامعة، و26 محاضراً، بمعرفة لجنة الفتوى الرئيسة بالجامع الأزهر، تناقش جميعها أبرز القضايا المعاصرة، لرفع الوعى الدينى والفكرى لدى رواد الجامع.

ومن جانبه، قال إبراهيم نجم، مستشار مفتى الجمهورية، إنَّ دار الإفتاء كعادتها كل عام، وضعت خطة متكاملة ومتنوعة لخدماتها وبرامجها التى ستقدِّمها للجمهور خلال رمضان، بمختلف الآليات والوسائل لتحقيق الاستفادة القصوى من هذا الشهر الكريم، مضيفاً: «الإفتاء تعمل على بيان صحيح الدين والأحكام الشرعية والإجابة عن كل التساؤلات التى تدور فى أذهان الصائمين، ولذلك خصَّصت خطاً ساخناً لفتاوى الصيام خلال رمضان، للرد على أسئلة المستفتين يومياً لتسهيل التواصل معهم».

وأضاف «نجم»: «سيجرى يومياً من خلال صفحات الدار الرسمية التذكير بأفضل الأعمال التى يمكن أن يؤديها الصائم فى رمضان، والتذكير بأفضل الأدعية والتهجد فى وقت السَّحَر وعند الإفطار، وجرافيك بمبطلات الصيام والأعمال المستحبة، وبيان مسألة زكاة الفطر المختلف فيها دائماً، بشرحها عن طريق الفيديو بشىء من التفصيل، مع إطلاق عدد من الحملات الإلكترونية المتنوعة، بينها حملة «كانوا فى رمضان» يُنشر من خلالها منشور يومى، يذكر فيه بأحوال الصالحين فى رمضان، وحملة بعنوان العبادات فى رمضان، تتناول العبادات مثل صلاتى التراويح والتهجد.