«صناعة أهلة المساجد» سوق يصارع من أجل البقاء فى طنطا

يُعد شارع المعز لدين الله الفاطمي بالقاهرة، هو أحد أشهر شوارع الدول العربية وليست مصر فقط في الحرف اليدوية التي تتعلق بالطراز الإسلامي، وهناك إعتماد عليه لعدد من الدول في صناعة أهلة المساجد خاصة الكبرى منها وهي صناعة يدوية بالكامل، وينافس شارع المعز بالقاهرة ويتفوق عليه أحيانًا أحد أشهر شوارع مدينة طنطا بمحافظة الغربية يُطق عليه شارع سوق النحاسين، ويقع الشارع بالقرب من مسجد العارف بالله السيد أحمد البدوي، وهو مقصد الباحثين عن منتجات الحرف اليدوية البسيطة إلي جانب الأهلة، حيث يُعد آخر ما تبقى من الأسواق المخصصة للحرف اليدوية التي تحتفظ بطابعها التاريخي العريق.

 

"الدستور" تواجدت داخل سوق النحاسين بمدينة طنطا، وهو مكان به مجموعة من الورش متلاصقة يعملون في تشكيل المعادن وأصبح النحاس هو آخر المعادن التي يعملون بها لإرتفاع ثمنه وإحجام البعض عنه خاصة، إلا أن الأمر يختلف عندما يتعلق الأمر بأهلة المساجد وهي أحد أهم أسباب بقاء هذا السوق فمهنة صناعة أهلة المساجد تعتمد علي النحاس الذي يعيش لسنوات طويلة.

 

وقال الأسطى حسين محمد، أحد أكبر صناع النحاس عمرًا والذي يبلغ من العمر 71عاما، أعمل في مهنة النحاس منذ 60 عاما وأنا لدي 11 سنة، مؤكدًا أن التقنيات الحديثة وارتفاع الأسعار سبب رئيسي في عدم الإقبال على استخدام الأواني النحاسية، فمنذ 50 عامًا تقريبًا كانت ربات البيوت لا يستخدمن سوى النحاس، ولكن حاليًا أصبح سعر أصغر قطعة من النحاس بسعر طقم مطبخ كامل من معادن أخري، فعزفت ربات البيوت عن شرائه منذ أكثر من 30 عامًا، خاصة مع بداية دخول الأطقم المستوردة للبلاد، مؤكدًا أن إتاحة دخول تلك الأطقم بأشكالها الفخمة والمميزة وأسعارها الأقل ساهم في اختفاء النحاس من مطابخ الأسر المصرية رغم أنه أكثر الأنواع صحيًا في الاستخدام بعد الفخار.

 

وتابع أن العمل إقتصر في السوق في تشكيل النحاس حاليًا على صناعة أهلة المساجد، وأحيانًا طربوش المآذن بشكل كامل إلي جانب بعض التحف والأنتيكات البسيطة التي تُعرض في المحلات، كالشمعدانات النحاسية وعلب الحلي والمجوهرات والتماثيل المزخرفة، لتبقي هذه الحرفة التاريخية وتتوارثها الأجيال جيل بعد جيل وأصبح العمل فيها لعشاقها فقط وربما يكون عملًا إضافيًا وليس أساسيًا خاصة أن هامش الربح عندما يتعلق الأمر بمسجد لابد وأن يكون رمزي وغير مُكلف فالجميع يعلم أنها لبيوت الله والتجارة هنا هي تجارة مع الله ولله ولكن هناك أهم من الأموال وهي تقديم عمل يًرضي الله أولًا ثم بقاء هذه المهنة.

 

فيما قال الحاج هشام حظو، 68 عامًا، صاحب ورشة ومحل لبيع النحاس، سعر الكيلو القديم (الخرده) من النحاس تجاوز الـ 100 جنيه، وبعد التصنيع يصل إلى 200 جنيه، أم الجديد فيصل لـ 200 أو 250 جنيه، لذلك تكون تكلفة الأهلة التي قد تصل 200 كيلو كبير جدًا ولا يتمسك به إلا المساجد الكبيرة من حيث المساحة والقيمة التاريخية والمتطوعين للإنفاق عليه.

 

وأضاف جميعنا أضاف إلي المهنة تجارة أخرى كبيع الأواني المنزلية من المعادن أو حتى البلاستيك والملامين ولكن ظلت هذه المهنة لنتاجر فيها مع الله لأننا نصنع أهلة الماذن ومساجد أولياء الله، والرزق فيها غير ثابت ولكنها مهنة آبائنا وأجدادنا وورثناها أبًا عن جد، ولن نتخلى عنها حتي موتنا وعلمناها لأولادنا، وساهم سوق النحاس في طنطا، في أهلة مساجد شهيرة مثل مسجد الشهيد عبد المنعم رياض بالإسكندرية وطبعًا مسجد السيد البدوي ومسجد المرسي أبو العباس ومسجد إبراهيم الدسوقي والعديد من مساجد الأولياء هنا في طنطا وفي محافظات عديدة، وأعتز أنني شاركت في تصنيع العديد من الأهلة علي مستوى مصر، بل وهناك مساجد خارج مصر صنعنا لها أهلة خلال فترات الستينات والسبعينات قبيل إستبدال أعمالنا بالأعمال الصينية من البلاستيك وما شابه.

 

وطالب أرباب صناعة أهلة المساجد من محافظ الغربية الدكتور طارق رحمي عمل معرض لمنتجات الورش الصغيرة، علي أن تتبني المحافظة تسويق أعمال أصحاب هذه المهنة لحمايتها من الإندثار والإنقراض والإختفاء خاصة أن معظم أصحابها من كبار السن إلا القليل.

سوق النحاسين
سوق النحاسين
سوق النحاسين
سوق النحاسين
سوق النحاسين
سوق النحاسين
تاريخ الخبر: 2023-03-15 03:21:26
المصدر: موقع الدستور - مصر
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 59%
الأهمية: 69%

آخر الأخبار حول العالم

عادل رمزي مدربا جديدا لمنتخب هولندا لأقل من 18 سنة

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-29 21:26:19
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 56%

عادل رمزي مدربا جديدا لمنتخب هولندا لأقل من 18 سنة

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-29 21:26:15
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 53%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية