أكد العالم الأزهري إبراهيم رضا في تعليقه على جريمة تدنيس جنود أوكرانيين لنسخ المصحف، أن الطبيعة التي لا ترحب بالآخر هي عنصرية وأن أصحاب النفوس الخبيثة أرادوا "إشعال الفتنة".

وفي تصريح لـ"RT"، أشار الدكتور رضا إلى أنه "مع الأسف الطبيعة التي لا ترحّب بالآخر ولا تحب ولا تدعم الآخر هي طبيعة تميل إلى العنصرية، وربما كان حرق المصحف من قبل بعض أصحاب النفوس الخبيثة، بهدف إشعال النيران."

الترويج لصدام الحضارات

وقال: "في حين أن القرآن ذكر (وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا..) فهو يدعو الناس إلى التعارف والتآلف، والحقيقة أن جذور التعصب كانت منذ ظهور كتاب صموئيل هينتنغتون (صدام الحضارات)، ونحن كمسلمين دائما نقول إننا لا نؤمن بالصدام بين الحضارات وإنما نؤمن بالتعارف والود والتآلف، وليس أدل من ذلك إلا عندما خرجت الكنيسة الأرثوذكسية الروسية لتصف إحراق المصحف في السويد بأنه عمل إجرامي وأن لا علاقة له بالحرية ولا بالمنطق ولا بالمعقول لأن التعدي على مقدسات الآخر هو جريمة."

وردا على سؤال حول تقييمه للتعاطي الغربي مع هذه الجريمة وخصوصا أنه لم يخرج أي تعليق أو صوت غربي رافض أو مندد بجريمة الجنود الاوكرانيين، لفت رضا إلى أن الغرب لا يهتم إلا إذا دفع الثمن، فهو مرتبط دائما بمصالح تخصّه.. وتقوم السياسات عنده على عدم الالتفات إلى أي ضرر يقع على إنسان آخر في العالم، والمهم هي لغة المصالح عندما تتصالح."

وأضاف: "نحن نقول دائما إن من يحتضن هذه العقارب سيدفع الثمن لا محالة لأنهم سرعان ما سينقلبون وسنجد عمليات داخل أوطانهم بسبب احتضانهم للفكر المتشدّد البعيد عن الوسطية والاعتدال ونحن من يطالب دائما بضرورة اللجوء إلى لغة الحوار والابتعاد عن لغة الصدام. وجميعنا رأى أن ما يحدث في أوكرانيا هو جزء من استخدامها كأداة جنت ما جنته في النهاية."

المطلوب من حكومة كييف

وتابع العالم الأزهري: "أتمنى على الحكومة في أوكرانيا الإعلان أمام المسملين بأن ما جرى هو عمل إجرامي لا يليق، ونحن لن نرد الإساءة بالإساءة لأن القرآن علمنا أن (ندفع بالتي هي أحسن)."

وردا على سؤال حول أن ما جرى ليست الجريمة الأولى التي نتابعها على شاشات التفلزة للجنود الأوكرانيين حيث كانوا يقتلون المدنيين والجنود الأسرى أيضا.. وعن السبيل لمواجهة هذا الفكر، أجاب رضا: "نحن بحاجة أن تأتي القيادات الرشيدة في العالم الآن وتدين مثل هذه الأعمال الإجرامية، وألا ندّعي زورا وبهتانا بأنه يعبر عن رأيه، لأن حريتي تنتهي عندما تبدأ حرية الآخرين، ونحن لا نقر بأن يقوم مسلم بالاعتداء على مقدسات أي كائن في الوجود."

واجب الأمم المتحدة والعقلاء في هذا العالم

واستدرك قائلا: "أعتقد أن هذا جزء من حسد وغل وبغضاء بدأ يخرج نتيجة بعض المواقف التي لا يرونها في مصالحهم، ولكنّنا دائما في الأزهر ننادي العالم بأسره بضرورة قبول حق الاختلاف مع الآخر واحترام المقدسات، لكن مثل هذه الأعمال ستعطي الفرصة للمتشددين من الجانبين لإشعال العالم نيرانا، وأتمنى على الأمم المتحدة وعلى كل من بيده الأمر والعقلاء في هذا العالم تقديم نموذج للتسامح وإنكار الذات والمحبة والود."

وأضاف في هذا الجانب: "لأن الله حينما قال لنا نحن (إنما خلقناكم من ذكر وأنثى..) فهو هنا يكلم أهل الدنيا وكأن الآية تقول يا أيها المختلفون جنسا ولغة والمتفرقون شعوبا وقبائل.. اعلموا أن أصلكم واحد فليكن بينكم المودّة والوئام بدلا من التناحر والخصام لأنه لن يدفع ثمن التناحر إلا المعتدين وهو ما نجده على الساحة الأوكرانية الآن.

لا تستحق الضجة التي يريدها فاعلها

وفي سؤال عن اعتقاده أن هذه الجريمة أخذت حقّها في الإعلام العالمي والعربي، قال رضا: "ربما لم تأخذ حقها وذلك لأن مرتكب العمل هنا أقل من أن يحدث ضجة لأن بعض أصحاب النفوس والمرضى يعتقدون أنهم يحققون شهرة واسعة جراء عملهم الإجرامي وهيهات هيهات لأنه بلا  قيمة ولا وزن."

المصدر: RT