قال الدكتور طلعت عبدالقوى، رئيس الاتحاد العام للجمعيات الأهلية، عضو التحالف الوطنى للعمل الأهلى، إن مبادرة «كتف فى كتف» تعد ملحمة غير مسبوقة فى تاريخ مصر، لكونها تستهدف الوصول لـ٤ ملايين أسرة، لتخفيف الأعباء عنها، عبر توزيع كراتين رمضانية على الأسر الأكثر احتياجًا فى جميع المحافظات. 

وكشف «عبدالقوى»، فى حواره مع «الدستور»، عن أن التحالف أنفق نحو ١٤ مليار جنيه لدعم الأسر الأولى بالرعاية فى عام ٢٠٢٢، لافتًا إلى أنه من المخطط أن تجرى زيادة هذا الإنفاق إلى ٢٠ مليار جنيه خلال العام الجارى.

وأشار إلى العمل على ضم ٦٠٠ ألف أسرة لبرنامجى «تكافل وكرامة»، وتوفير مستلزمات الفلاحين بأسعار مخفضة؛ لزيادة المساحة المزروعة بالمحاصيل الاستراتيجية، وعلى رأسها القمح وفول الصويا، بالإضافة إلى تمويل ٧٠ ألف مشروع صغير ومتناهى الصغر لتوفير فرص عمل للشباب.

■ بداية.. ما دوركم فى مبادرة «كتف فى كتف»؟

- المبادرة تعمل على توزيع الكراتين الغذائية والوجبات الجاهزة من قبل بنك الطعام المصرى وغيره، عبر قوافل يعمل بها ٢٥٠ ألف متطوع يشاركون فى كل مراحل المبادرة، بداية من التعبئة والنقل، ثم التسليم للأهالى فى كل المحافظات.

وتلك المبادرة هى رسالة للعالم بأن مصر قائمة على الأخوة والتكاتف والمحبة، وقد أقيم يوم الجمعة الماضى حفل خيرى كبير شارك فيه جميع منظمات الدولة وقوى المجتمع المدنى لتدشين أكبر مبادرة حماية اجتماعية فى مصر، وهى مبادرة متميزة عما سبقها من مبادرات، وتعد ملحمة غير مسبوقة فى تاريخ الدولة المصرية، لكونها تضاعف المساعدات من أجل الوصول لعدد أكبر من المستفيدين.

وبفضل التوجيهات الرئاسية، تكاتفت الأيدى للوصول إلى جميع المصريين الأولى بالرعاية والاهتمام، مع استهداف الوصول إلى ٤ ملايين أسرة، بواقع ٢٠ مليون مواطن فى كل محافظات الجمهورية، وهذا هو أكبر عدد يستهدفه المجتمع المدنى بشكل موحد، من خلال مشاركة ٣٠ مؤسسة أهلية تحت راية التحالف الوطنى للعمل الأهلى، وأكثر من ١٠ آلاف جمعية أهلية قاعدية.

ولذلك تعد هذه المبادرة الأهم على مستوى منطقة الشرق الأوسط بأسرها، خاصة بعدما أصبحت مؤسسات العمل الأهلى الذراع الاجتماعية والاقتصادية للدولة فى تنفيذ تكليفات الرئيس السيسى بتوسيع نطاق الحماية الاجتماعية.

■ ماذا عن الاستعدادات لشهر رمضان؟

- التحالف الوطنى للعمل الأهلى على أتم الاستعداد لاستقبال شهر رمضان، ويعمل حاليًا فى ظل توجيهات الرئيس السيسى على توزيع ٢٠ مليون كرتونة رمضانية على المواطنين الأكثر احتياجًا، من خلال قاعدة البيانات المتوافرة بالتحالف.

أى أن التوزيع لا يتم بشكل عشوائى، بل تتولى الجمعيات جمع بيانات الأسر الأولى بالرعاية وحصر أعدادها بالتعاون مع وزارة التضامن الاجتماعى والاتحادات الإقليمية، استعدادًا لتوزيع الكراتين لمواجهة الأوضاع الاقتصادية الصعبة والأزمة العالمية الحالية، مع تخفيف العبء عن كاهل الأسر الأولى بالرعاية والأكثر احتياجًا.

كما سيواصل عدد كبير من الجمعيات توزيع الوجبات الغذائية الساخنة والشنط الرمضانية خلال الشهر الكريم.

■ ما الدور الذى يلعبه التحالف الوطنى للعمل الأهلى لتخفيف الأعباء عن كاهل المواطنين فى ظل الظروف الاقتصادية الحالية؟

- التحالف الوطنى للعمل الأهلى التنموى انطلق منذ حوالى عام؛ بهدف دعم الأسر الأولى بالرعاية فى ظل الظروف الاقتصادية التى يمر بها العالم حاليًا، ويقدم التحالف أوجهًا كثيرة للدعم، منها الدعم الغذائى والنقدى والعينى والعلاجى، بالإضافة إلى تقديم الخدمات فى العديد من المجالات التنموية، سواء كانت عمرانية، أو تعليمية، أو توعوية، أو غيرها.

جاء ذلك فى ظل الأزمة الاقتصادية العالمية، التى كان لها تأثير مباشر على الدول والمواطنين والحكومات، وأدت إلى انخفاض معدلات النمو الاقتصادى، وارتفاع الأسعار، وهو ما أثر كثيرًا على المجتمع، لذا كان لا بد من تعظيم دور المؤسسات والجمعيات تجاه الأسر الأولى بالرعاية لتقديم الدعمين النقدى والعينى، فى إطار مسئولية المجتمع المدنى.

ومن هنا جاءت فكرة إنشاء التحالف بالتنسيق بين ٢٤ جمعية ومؤسسة أهلية تتمتع بمركز وملاءة مالية قوية، وحاليًا ارتفع عددها إلى ٣٠ جمعية ومؤسسة أهلية، ويجرى إعداد مشروع قانون لتقنين وضع التحالف واستقبال أعضاء جدد من الجمعيات والمؤسسات والاتحادات على مستوى الجمهورية، ومن المتوقع أن يخرج القانون للنور منتصف العام الجارى.

■ كيف يتم اختيار الأسر الأولى بالرعاية لتقديم الدعم إليها؟

- من خلال قاعدة بيانات مدققة، والتنسيق بين المؤسسات والجمعيات الأهلية ووزارة التضامن الاجتماعى والجهات الرقابية المختلفة، لضمان وصول الدعم والمساعدات لمستحقيها فى كل محافظات الجمهورية.

■ ما أوجه الدعم التى قدمها التحالف للمستحقين منذ انطلاقه العام الماضى؟                 

- التحالف أنفق حوالى ١٤ مليار جنيه لدعم الأسر الأولى بالرعاية خلال عام ٢٠٢٢، ومن المتوقع أن يرتفع حجم إنفاقه خلال العام الجارى إلى ٢٠ مليار جنيه، وقدمنا خلال العام الماضى العديد من أوجه الدعم للمستحقين فى مختلف المجالات.

وعلى رأس أوجه الدعم، جاء الدعم الغذائى، الذى تضمن توزيع مساعدات غذائية على حوالى ٥ ملايين مواطن، وأيضًا دعم المشروعات الصغيرة والمتناهية الصغر، لنحو ١٤٩ ألف مشروع. 

كما أطلق التحالف مبادرة «ازرع» لدعم صغار الفلاحين وزيادة مساحة الأراضى المزروعة بالمحاصيل الاستراتيجية، التى استفاد منها ١٠٠ ألف مزارع، وساعدت فى شراء مستلزمات إنتاج بأسعار مخفضة بنسبة بلغت ٥٠٪، لزراعة ١٥٠ ألف فدان بالقمح والفول الصويا.

ووقع التحالف أيضًا بروتوكول تعاون مع وزارة التضامن لضم ٦٠٠ ألف أسرة إلى برنامجى «تكافل وكرامة»، بتكلفة بلغت ٣.٥ مليار جنيه، مع إطلاق ٣٠ قافلة علاجية وغذائية لتقديم الدعم المادى والغذائى والصحى، وبلغت تكلفة القافلة الواحدة ٥ ملايين جنيه، واستفاد منها أكثر من ٥ ملايين مواطن.

■ ماذا عن خطة التحالف فى ٢٠٢٣؟

- للتحالف خطة طموحة خلال العام الجارى، تهدف لزيادة أعداد الأسر المستفيدة من الدعم النقدى والغذائى والعلاجى، والمستفيدين من دعم المشروعات الصغيرة والمتناهية الصغر، بالإضافة إلى استمرار دعم صغار الفلاحين وتوفير مستلزماتهم من خلال برنامج «ازرع»، بهدف زيادة الرقعة الزراعية للقمح والفول الصويا، وذلك بالتعاون مع وزارة الزراعة لزراعة أكثر من مليون فدان قمحًا. 

ويستهدف التحالف، أيضًا، خلال عام ٢٠٢٣ زيادة الدعم ليصل إلى ٧٠ ألف مشروع صغير ومتناهى الصغر، كما يشارك فى العديد من المبادرات الخاصة بالإنتاج الصناعى لدعم الشباب المبدع.

وللتحالف، أيضًا، خطط وبرامج مع وزارتى التخطيط والصحة، لتقديم خدمات علاجية على مستوى الجمهورية، كما يشارك فى كل المبادرات الرئاسية، وعلى رأسها مبادرة «حياة كريمة»، سواء فى البنية الأساسية أو المشرعات الصغيرة أو غيرهما، ويتم التركيز كذلك على مشروعات المرأة المعيلة والأشخاص ذوى الإعاقة، وتحويل دعمهم إلى مشروعات لتمكينهم اقتصاديًا.

ويجرى العمل، أيضًا، على مبادرة «خيرك سابق»، التى تقدم الدعم والعون للشرائح الأولى بالرعاية، وتستهدف الفئات المستحقة بلا استثناء فى كل المحافظات، وتعمل على توسيع دائرة الحماية الاجتماعية ودخول شرائح مستحقة للدعم، من خلال قاعدة بيانات عمل التحالف وتوحيدها بين الجمعيات. 

ونعمل، أيضًا، على تقديم الدعم الغذائى لـ٥ ملايين أسرة على مدار العام، وذلك عبر ٣ مستويات، أولها توزيع «كارت الخير» على الأسر المستفيدة، لتستطيع الأسرة من خلاله شراء مستلزماتها الغذائية، بحد أدنى ٣٠٠ جنيه وحد أقصى ٥٠٠ جنيه، عن طريق منافذ متعددة منتشرة فى أنحاء الجمهورية. 

كما يعمل المستوى الثانى على توزيع الوجبات الساخنة من خلال مطابخ التحالف بكل محافظات الجمهورية أو بتدشين سلاسل مطابخ وتكيات، فى حين يعمل المستوى الثالث على توزيع كراتين المواد الغذائية على الأسر المستحقة فى منازلها، بهدف وصول المساعدة الغذائية الأنسب من كيانات التحالف إلى مستحقيها.

■ كم يبلغ عدد المتطوعين لدى التحالف؟

- التحالف أصبح يعمل وفق منهج جديد، ويضم مجموعة كبيرة من المتطوعين من خيرة شباب وفتيات مصر، يصل عددهم إلى حوالى ٤٠٠ ألف متطوع، لتوصيل المساعدات وتوزيعها على المواطنين، وهم يحصلون دائمًا على دعم الرئيس عبدالفتاح السيسى.

ونستهدف دائمًا زيادة أعداد المتطوعين، لأن فكرة التطوع فى حد ذاتها تحسن من سلوكيات ومهارات الشباب وتنمى أفكارهم، ولذلك أجرى التحالف مقابلات عديدة مع الشباب الراغبين فى التطوع، وشهدنا إقبالًا كبيرًا وغير مسبوق على التطوع فى جميع المحافظات.

■ ما الدور الذى يلعبه اتحاد العمل الأهلى تجاه قضية الزيادة السكانية؟

- ٢٠٢٣ سيكون عام التصدى لقضية الزيادة السكانية التى تلتهم النمو الاقتصادى، وسيجرى خلاله افتتاح ١٥٠ عيادة جديدة كمرحلة أولى فى القرى الأكثر احتياجًا خلال ٣ سنوات، بالإضافة إلى ٥٠٠ عيادة قائمة تعمل على توفير وسائل تنظيم الأسرة.

كما يعمل المجتمع المدنى على تجفيف منابع ارتفاع معدل المواليد، من خلال تمكين المرأة اقتصاديًا وتوفير احتياجاتها، وإقامة ورش توعوية لتغيير الثقافات، ودعم استكمال الفتاة تعليمها الجامعى، ومنع زواجها المبكر، مع إطلاق قوافل طبية طوال العام لتقديم خدمات المشورة للمراهقين والشباب المقبلين على الزواج، كما أن قرار مجلس الوزراء الصادر مؤخرًا لتقديم حوافز للسيدات لمنع إنجاب أكثر من طفلين سيسهم فى الحد من المواليد وسيساعد فى تمكين المرأة اقتصاديًا.