شيماء مومن
جوائز واستحقاقات كثيرة كانت تلك التي حاز عليها الملك محمد السادس، قبل وبعد اعتلائه العرش عام 1999، ومسار أكاديمي حافل بصم تاريخ التفوق في مجالات مختلفة وشحت العاهل المغربي بوسم “ملك الإنجازات”، فما الجوائز التي حصل عليها الملك محمد السادس قبل وبعد اعتلائه العرش؟
نهاية الثمانينات…بداية الإنجازات
تعود الذاكرة لتقرأ المسار الاستثنائي للملك محمد السادس الحافل بالإنجازات في الثمانينات، أي قبل اعتلائه العرش بسنوات، هذا المسار الأكاديمي الذي كان محط اهتمام واسع حظي من خلاله الملك محمد السادس بأوسمة وجوائز كثيرة، إضافة إلى ميداليات رفيعة من قبل دول عربية وأجنبية، ومن مؤسسات وهيئات برلمانية ومنظمات دولية وغير حكومية.
ففي 11 من شثتنبر عام 1983 حاز الملك على جائزة الجمعية الدولية للرياضة بدون عنف، وهي تلك الجائزة التقديرية التي نالها اعترافا بإسهاماته في المجال الرياضي، ووشح بعد 3 سنوات بوسام الحمالة الكبرى للجمهورية التونسية في غشت 1987، ليحصل بعد سنة من ذالك على ميداليتين ذهبيتين منحتهما لجلالته المجلة الرياضية “بطل إفريقيا” التي تصدر باللغتين الفرنسية والإنجليزية برسم سنتي 1988 و 1989.
عام 2000: أوسمة الاستحقاقات
في نهاية دجنبر عام 1999 ، وهو نفس العام الذي تربع فيه الملك محمد السادس على العرش، نال الجائزة الفخرية ‘‘من أجل غرناطة 1999‘‘، وتعد هذه الأخيرة بمثابة وسام شرف منح له من طرف مجموعة المحطات الإذاعية ” لاكاديناسير “، ليجعل العام الذي يليه موسوم بالإنجازات.
وفي عام 2000 الذي يعد عام الاستحقاقات، حاز الملك على جوائز عديدة عبرت عن معاني الانفتاح والعبور، وكذا عن دلالات التلاقح الثقافي بين المغرب والدول العربية والأروبية، فكانت قلادة ‘‘الحسين بن على‘‘ (الأردن ) في مارس عام 2000، أول استحقاق يعبر عن الرمزية العميقة، والحمولة التاريخية، والرهان الحضاري للمملكة المغربية ، يليها وسام الاستحقاق للجمهورية الإيطالية في أبريل من نفس العام، وحاز في موريتانيا في نفس الشهر ومن نفس السنة على الوشاح الكبير للإستحقاق الوطني، إضافة إلى القلادة الكبرى لوسام ‘‘السابع من نوفمبر‘‘ التي نالها من طرف تونس في ماي 2000، لينال بعدها في 14 يونيو على ‘‘الحمالة الكبرى للوسام الوطني المالي‘‘، إضافة إلى الدكتوراه الفخرية من جامعة جورج واشنطن الأمريكية في 22 يونيو من نفس العام.
كما أن القضايا الاجتماعية التي تتعلق بالشعب من أولى اهتماماته في العديد من المشاريع، لذلك حاز العاهل المغربي على جائزة ‘‘هيلير كيلير‘‘ في 17 يوليوز عام 2000 من طرف المنظمة الأمريكية التي تضطلع بمهام الأعمال الإجتماعية وخاصة ما يتعلق بمساعدة فاقدي البصر، وعلى اعتبار أن الملك محمد السادس من كبار الشخصيات التي تقوم بمجهودات جبارة من أجل توطيد العلاقات العربية الأوروبية، سلمت له قلادة وسام ‘‘ايزابيل لاكاتوليك ‘‘ (اسبانيا) في 18 شتنبر 2000، وحصل على جائزة ‘‘عبد الرحمان الداخل‘‘ التي منحتها لجلالته بلدية ألمونيكا بإسبانيا في 27 نونبر 2000، ليحصل في نهاية العام من نفس السنة على درع ‘‘الإيسيسكو‘‘ الذي يعد أكبر وسام تمنحه المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة إلى رِؤساء الدول الأعضاء في 7 دجنبر2000، ويوثق بذلك أنه فعلا كان “عام الاستحقاقات”.
وشاحات الإنسانية والسلام
إن الملك محمد السادس ، قطع أشواطا كبيرة في مجال حقوق الإنسان، جعل من خلالها إفريقيا تبلغ درجات من النضج تؤهلها لاحتلال المكانة التي تستحقها ضمن الهندسة الدولية لحقوق الإنسان، والنهوض بدورها كاملا في هذا المجال، حيث حاز في هذا الصدد على جوائز مهمة أبرزها قلادة ‘‘ أبي بكر الصديق ‘‘ من طرف جمعيات الهلال الأحمر والصليب الأحمر العربية، التي تعتبر أعلى وسام للمنظمة وذلك تقديرا منها لدور الملك في العمل الإنساني والخيري وتضامنه مع الفئات المعوزة، إضافة إلى أوسمة أخرى، كوسام الاستحقاق اللبناني من الدرجة الاستثنائية في 13 يونيو 2001.
كما حصل الملك محمد السادس في 19 ماي من العام الماضي لسنة 2022، على ‘‘جائزة إسكيبولاس للسلام‘‘ ، وهي أرفع جائزة يمنحها منتدى رؤساء ورئيسات المؤسسات التشريعية في أمريكا الوسطى وحوض الكاراييب والمكسيك (الفوبريل)، ومنحت له الجائزة حسب نص القرا الصادر عن المنتدى على اعتبار أن الملك محمد السادس “يُعتبر مثالا يُحتذى به لكل من يعمل على احترام والحفاظ على هذه القيم لدى مختلف ثقافات وشعوب العالم”، مؤكدا القرار أن منح هذه الجائزة يأتي كذلك تقديرا للجهود الحثيثة لرفع لواء السلام، والتي مافتئ الملك يبذلها منذ اعتلائه عرش المملكة.
‘‘ الملك الرياضي ‘‘
يولي الملك محمد السادس اهتماما كبيرا بالرياضة وبالأبطال الرياضيين المغاربة أينما حلوا وارتحلوا. مجسدا بذلك ملامح ¬‘‘ملك رياضي‘‘، يسهر شخصيا على أن تكون الرياضة والرياضيين في طليعة اهتماماته، إيمانا منه بالدور الذي تلعبه الرياضة والرياضيين في الترويج لاسم المغرب كما سبق لوالده الراحل الحسن الثاني أن أفصح عن ذلك حين قال في إحدى استقبالاته لأبطال رياضيين «إن بطلا رياضيا عالميا مغربيا أفضل عندي من مائة سفير». والأكيد أن رعاية ملك رياضي لشؤون الرياضة مسألة لن تكون نتائجها سوى انجازات كبرى تعم بالخير على جميع رياضيي المغرب.
حصاد جميع المجالات جنيت ثماره بعد حصول الملك على جائزة التميز، هذه الجائزة التي تعبر عن الدعم الكبير الذي يوليه العاهل المغربي للكرة الإفريقية عامة ولمنتخبنا المغربي بالخصوص، هذا الدعم الكبير الذي شهده المنتخب منذ الإعلان عن التحاقه بمنديال قطر، إلى حين احتلاله المركز الرابع، لتبقى الصورة المشرقة في حفاوة الاستقبال الذي خص به في القصر الملكي بالرباط ‘‘أسود الأطلس‘‘ لكرة القدم بعد حصولهم على المركز الرابع في المونديال، ليوشح صدورهم بأوسمة ملكية عبرت عن دلالات واضحة على مدى اهتمام جلالته واعتزازه بكل ما يحققه الأبطال الرياضيون المغاربة.
كما أن الجائزة التي حازها الملك جاءت لتعبر عن تموقع المغرب ضمن الدول التي تولي اهتماما كبيرا للرياضة، فالمرافق الرياضية من بنى و قرى رياضية، إضافة إلى أكاديميات الرياضة منها أكاديمية محمد السادس، ومركز محمد السادس لكرة القدم … وغيرها، تشهد على اهتمام جلالته بالكرة الإفريقية، وتبشر باحتضان المغرب مستقبلا لأكبر الإنجازات الكروية، ولعل أهمها ملف ‘‘الكان‘‘ في 2025.
إنجازات الملك محمد السادس كثيرة وشحت بأوسمة وجوائز، وعطاءاته عديدة مجدت لملك ترافع عن بلاده في جميع المجالات، في الصحة والسياسة والمناخ والتعليم و وكذلك الرياضة، لتعبر لنا هذه الإنجازات عن مدى الملك بقطاعات مختلفة، ولتؤكد لنا على أن المملكة المغربية محط الإبداع.
