صدر مؤخرًا عن المركز القومي للترجمة كتاب “المشاعر السياسية” للكاتبة مارثا نوسباوم وترجمة الدكتور على الغفاري.

تدافع الكاتبة والباحثة الأكاديمية الدكتور مارثا نوساوم عن ضرورة إيجاد أنظمة تعليمية من شأنها العمل على أخلاق المواطنين وتعزيز عدد من المبادئ لديهم منذ الصغر، مثل التعاطف والانفتاح على الآخرين، وهو بحسبها شرط أساسي للخروج من الفردانية والتمييز الاجتماعي. ولهذا، فهي تدعو الدول والسلطات الحاكمة إلى أن تأخذ بعين الاعتبار مبادئ علم النفس، وأن تعتمد عليها في نظرتها التعليمية.

يأتي الكتاب في 3 أجزاء يأتي الجزء بعنوان "التاريخ، والثاني بعنوان الغايات والمصادر والمشكلات، والثالث يحمل عنوان المشاعر العامة إلى جانب ملحق تحت نحوان نظرية المشاعر في الموسيقي "أنتفاضات الفكر".

من ضمن ما ناقشه الكتاب تعليم الوطنية: الحب والحرية النقدية تذهب فيه المؤلفة للإشارة إلى  ان الوطنية مزدوجة الوجه .فهي تنظرإلى الخارج ، فتدعو الذات في بعض الاحيان إلى الالزام بواجبات تجاه الأخرين وإلى الحاجة والتضحية من أجل الصالح ، ولكن بنفس الوضوح أيضا تنظر غلى الداخل ، فتدعو من يعتبرون أنفسهم أمريكين صالحين أو حقيقين إلى تمييز أنفسهم عن الغرباء والمخربين ثم إلى  إلى إقصائهم . والأمر الخطير وبنفس الدرجة أنها تؤدية إلى تحديد هوية  الأمة ضد منافسيها وخضومها من الأجانب .

رجعت الكاتبة الى استشهادات المفكر الإيطالي ماتسيني الذي اشار إلى ان الشعوريمكنه أن يلعب دورا قيما ، بل دورا ضروريا ، في المجتمع الكريم الذي فيه يتحقق مبدأ الحرية والعدالة للجميع. يمكن لفكرة الأمة أن تأخذد بمجامع قلوب الناس وتملأ خيالهم بسبب صلتها بتحقيق السعادة التي تدفع إلى الانتقال من مشاعر التعاطف المحدود إلى مشاعر التعاطف الممتد واسع النطاق فحين يحب الناس أمتهم يستطيعون إذار سارت الأمور على مايرام تبني مبادىء شساسية، لكن بطريقة فعالة إذا دعمت بالتحفيز إذن، يتضمن الحب الجماهيري الذي نحتاجة حب الأمة، وحبا يدرك الأمة ليس كمجموعة من المبادئ المجردة ولكن ككيان معين، له تاريخ خاص، وملامحمادية محددة، وتطلعات محددة تلهم الناس.

ترى الكاتبة أن الوطنية شعور قوي يجعل من الأمة موضوعه، فهو نوع من الحب ومن ثم يتميز عن مجرد القبول أو الألتزام أو تبني المباديء . وهو يتضمن شعور لدى المرء بأن الأمة أمته "هو" .

 تضرب المؤلفة العديد من الأمثلة التي كانت محل نقاش في الولايات المتحدة الأمريكية التي يمكن أن تشاور على تلك المسافية بين الحرية والوطنية وإلى أي مدى تؤثر الأولي على الثانية وتصنع مجتمعات اكثر تحررًا وقبولا للآخر.