إتكال وليس تواكل
إتكال وليس تواكل
فى معجزة إشباع الجموع، المبدأ الرابع: الاتكال وليس التواكل
المتواكل انسان كسول لا يحب العمل وبالتالى لا يحصد فى موسم الحصاد لانه لم يزرع. المتواكل يتكلم كثيرا ولا يعمل .. والوصيه تقول من لا يعمل لا يأكل. المتواكل انسان يشبه السمكه الميته التى تسير فى اى اتجاه. المتواكل يدور بدون تفكير حتىلو قادته المسيره الى طريق الهلاك.
اما الانسان المتكل على الله فهو واعى عقله فى رأسه ويسلك فى طريق النور وليس الظلام .. يسأل المشيرين، يقتفى اثر الاولين،حكيم يسكن فى قلبه مخافه الله “سراج لرجلى كلامك ونور لسبيلى”. هو يدرك حجمه وضعفه لكن يقوم بواجبه بهمه وبنشاطوهو يدرك تماما انه ليس الغارس شيئا ولا الساقى شيئا لكن عليه ان يفرس ويسقى ويترك الباقى على الله الذى ينمى. هويحسب النفقه قبل ان يبدأ اى مشروع وهو ينظر الى نهايه الطريق قبل ان يخطو اول خطوه. هو صاحب بصيره وله عينان، عينيرى بها نعمه الله فى حياته وعين اخرى تدرك طريق جهاده على الارض بطريقه مشروعة. هو يأخذ الدواء (الجهاد) لكنه يدرك انالله هو الشافى (النعمه). هو يقدم القليل الذى عنده فى يدى الله وله ثقه كامله ان الله سوف يبارك. هو يأكل ويشرب لكنه يدرك انحياته هى نعمة من الله لا تتوقف على الطعام . هو يخرج للعمل لكنه يدرك ان الله هو الرازق فليس لمن يشاء ولا لمن يسعى بل للهالذى يرزق من يشاء ومن يسعى. هو يعيش خاضعاً جسده للجاذبيه الارضيه لكن روحه تنطلق وتحلم بما لم تره عين ولم تسمعبه اذن ولم يخطر على قلب بشر ما اعده الله للذين يحبونه. هو يعيش خادماً فى قصر فوطيفار (العالم) لكنه يحيا بالفعل فى”جعلت الرب امامى فى كل حين لكى لا اخطئ اليه”. نعم هو انسان لكنه روحانى يصدق الله ويحفظ وصاياه لا حفظ اللسانكالشاب الغنى ولكن حفظ بالقلب والفكر.
الانسان المتكل على الله لا يخاف لانه وان فقد والديه يدرك ان الرب معه كل الايام والى انقضاء الدهر . لايخاف الزمن لانه ان عاشفللرب يعيش وان مات فللرب يموت فان عاش وان مات فللرب هو. لا يخاف النيران ولا الزمن لانه يؤمن باله يستطيع ان ينجى.
الخلاصه ان الاتكال على الله معناه انك تعمل لحساب الله وكيلا على الارض – والوكيل هو المسئول الاول والاخير عن اعمال موكله– وهو يؤمن كأيوب ان موكله وولى امره حى لا يموت لذلك هو مطمئن وآمن حتى وان جاءه ظل الموت فلا يخاف شراً لأن الله معه.
