عقد الجامع الأزهر، ندوته الرابعة والأخيرة ضمن سلسلة الندوات الخاصة بأولى برامجه الموجهة للمرأة، تحت عنوان «التحديات الأسرية وكيفية التعامل معها»، وذلك برعاية كريمة من فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف - حفظه الله، وباعتماد الدكتور محمد الضويني وكيل الأزهر.

الطلاق أسباب وعلاج

وجاءت محاضرة الأمس تحت عنوان: «الطلاق أسباب وعلاج»، وحاضر فيها كل من الدكتورة اعتماد عبد الصادق، العميد السابق لكلية الدراسات الإسلامية والعربية بنات بالقاهرة الأسبق، والدكتورة شهيدة مرعي مدرس البلاغة ونائب رئيس مركز تطوير الطلاب الوافدين بالأزهر الشريف، وأدارت الحوار الدكتورة حياة العيسوي، الباحثة بالجامع الأزهر الشريف.

وقالت الدكتورة اعتماد عبد الصادق، العميد السابق لكلية الدراسات الإسلامية والعربية بنات القاهرة، إنه ما أعظم مما تقوم به المرأة في تحقيق المودة في البيت، موضحة أن المرأة الحكيمة الذكية تأخذ بلب الرجل وتتعامل معه بحنان، لافتة إلى أن معظم مشاكل الأسر بسبب غياب السكن والمودة والرحمة.

نصائح للزوجات من الأزهر

ووجه أستاذ التفسير بجامعة الأزهر، عدة نصائح للزوجات: «أيتها الزوجة.. احرصي على تحقيق السكن والمودة الفعليين في البيت لزوجك ، فلا يرى منك إلا ما هو حسن ولا يشم إلا الطيب، واحذري الندية ، واحترمي زوجك، واهتمي بتحقيق احتياجاته الغرائزية ، واقرئي عن عقل الرجل وكيف يفكر، وحققي التوازن ونظمي وقتك ، ولا تهملي حق نفسك وحق زوجك لصالح الأولاد والعمل».

عمل المرأة في البيت

وتابعت د.اعتماد: «ليس عيبا أن تتعلمي احتياجات الرجل، ولكن تعلمي من القرآن ومن السنة ومن المتخصصين في علم النفس وغيرهم، وعليكي أن تتسلحي بالإيمان وأن تستعيني بالله والزمي الدعاء وخذي قدوتك ممن يتصبرون في حياتهم1K.

ولفتت إلى أن عملك في البيت طاقة ونشاط لك فلا تتكاسلي عنه، واتقي الله عند خروجك من البيت ولا تكملي النواقص في زوجك من الخارج، ولا تخرجي سر زوجك ولا ضعفه المادي ، وتعلمي فن الدعابة والمداعبة، وتعلمي فن التودد، فالتودد نصف الإيمان، إن تعلمت التودد ستحوزين زوجك كله وليس قلبه فقط.

واسترسلت في نصائحها: «لا تقللي من زوجك ولا تتحدثين عنه بسوء أمام الآخرين، فأنت تؤدين رسالة عظيمة في تعمير البيت ، محذرة الزوجات من الشك والتتبع لكل حركات الزوج علامة هدم ، ويجب أن تتحملي مساوئ زوجك فهي رفع لدرجاتك عند الله» مؤكدة أن البيوت لا تبنى على الحب فقط بل تحتاج إلى جهاد النفس، فالمرأة إذا كانت تحتاج إلى الحنية والحنان والاحتواء والاهتمام، فالرجل أيضا يحتاج الاحترام والتقدير.

عدم تحمل المسؤولية من أهم أسباب الطلاق

وكشفت عميد الدراسات الإسلامية، أن أغلب أسباب الطلاق في زماننا ليست جوهرية وواقعية، لكن ملخصها يدور حول عدم تحمل المسؤولية.

وأوضحت د. شهيدة مرعي، أستاذ البلاغة والنقد ونائب مدير مركز تطوير الطلاب الوافدين، أن الإسلام وضع علاجا وقائيا للطلاق من البداية، فحث على حسن اختيار الزوجة وقال فاظفر بذات الدين، محذرة من الاستخدام السيئ لوسائل التواصل الاجتماعي حيث إنها تعد سببا أساسيا في كثير من حالات الطلاق .

مراعاة التكافؤ

ولفتت أستاذ البلاغة بجامعة الأزهر، إلى ضرورة مراعاة التكافؤ ، والتحلي بالصبر والحلم والاحترام والمشاركة، مؤكدة أن هذه الأمور ينبغي مراعاتها حرصا على تماسك البيت والأسرة .

وشددت على أن الإسلام لم يجعل اللجوء للطلاق عند استحالة استمرار الحياة الحل الأول، بل أمرنا بالنصح والوعظ والإرشاد ثم الهجر في المضجع، ثم الضرب غير المبرح الذي لا يكسر ولا يخدش ، ثم اللجوء لحكم من أهله وحكم من أهلها ، وآخيرا لم يجعل الطلاق مرة واحدة بل جعله ثلاث مرات، وحدد للطلاق أحكاما وأوقاتا.