تحدثت في مقال سابق عن الجزء الأول من الاقتصاد بالألوان
7- الاقتصاد الأبيض..
هذا النمط من الألوان أول من أطلقه عليه هو البريطاني الاقتصادي دوغلاس ماك في كتابه (الاقتصاد الأبيض المسطح) وهو يهتم باستخدام تقنية المعلومات والاتصال وتطبيقاتها التي تتقاطع مع جميع القطاعات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية وهو يعني أيضا الاقتصاد الرقمي المرتبط بالذكاء الاصطناعي، والبيانات الضخمة، والروبوتات، والهواتف الذكية والأعمال الرقمية والإبداعية والإعلان وأبحاث السوق والاتصالات السلكية واللاسلكية.
8- الاقتصاد الأصفر..
وهو الذي يهتم بدراسة الطاقة الشمسية وكيفية الاستفادة منها لتحقيق التنمية المستدامة، فالطاقة الشمسية تعتبر طاقة نظيفة وغير ملوثة للبيئة، ولها دور كبير في تكوين أحد أهم مصادر الطاقة المتجددة على سطح الأرض ويمكن الاستفادة من اقتصاديات الطاقة الشمسية أو الاقتصاد الأصفر كقيمة مضافة وعنصر مهم من عناصر العملية الإنتاجية والاستهلاكية، تمتاز هذه الطاقة بأنها مجانية المصدر كما أنها طاقة مستدامة وآمنة ويمكن الوصول إليها وإيصالها إلى العديد من الأماكن داخل المجتمع.
9- الاقتصاد الفضي..
وهو الاقتصاد الموجه لفئة عمرية معينة وعادة يكون لكبار السن من 50 عاما فما فوق، ويشمل جميع الأنشطة الاقتصادية ذات العلاقة باحتياجات كبار السن وتلبية حاجاتهم وتأثير ذلك على القطاعات الأخرى فالاقتصاد الفضي هو اقتصاد يديره كبار السن وتكون غالبية موارده مخصصة للعناية بهم، فجميع الأنشطة والمنتجات والخدمات الاقتصادية تكون مصممة لتلبية احتياجات الأشخاص فوق سن الخمسين، تشير المصادر إلى أن اشتقاق التسمية جاء من «السوق الفضي» الذي ظهر في اليابان، وظهرت قطاعات خاصة بهم في مجال الصحة والبنوك والسيارات والطاقة والإسكان والاتصالات والترفيه والسياحة وغيرهم من الخدمات في سوق مركزي واحد يقدم خدمات مخصصة لهذه الفئة، كما أنه يقدم الحلول لمشاكل كبار السن ومساعدتهم وتوفير متطلبات الحياة الجيدة لهم مع استخدام التقنية الحديثة في عمليات التشغيل والاستفادة منها في تقديم الخدمات والرعاية اللازمة فضلا عن أنهم يملكون قوة شرائية مرتفعة ولديهم أوقات فراغ ولديهم انتماء عال لعلامتهم التجارية التي استمرت معهم لسنوات مما يعكس من أهمية التفاعل والتعامل معهم في سبيل تحقيق أعلى معدلات الرفاهية بالنسبة لهم.
10- الاقتصاد الأحمر..
وهو الاقتصاد الاشتراكي المركزي، حيث تسيطر الحكومة على وسائل الإنتاج والتوزيع وهذا الاقتصاد لم يعد له وجود حاليا بعد سقوط النظام الاشتراكي ومن عيوب هذا الاقتصاد غياب الملكية الخاصة والتنافسية وتكون إدارة النشاط الاقتصادي عن طريق القطاع العام وبالتالي فإن ثمن السلعة يقابلها قيمة العمل المبذول فيها.
11- الاقتصاد البرتقالي..
الاقتصاد البرتقالي هو أحد أهم الاتجاهات الجديدة للأنشطة الاقتصادية كنموذج يجمع بين الإبداع والمواهب والثقافة والتراث والفن والتقنية وتحويلها إلى سلع وخدمات لها قيمة فكرية ومادية وصولا إلى مخرجات مستدامة وصديقة للبيئة لذلك هذا النشاط يعزز من النمو الاقتصادي ويحقق في ذات الوقت الشغف واكتشاف المواهب والتميز والريادة.
برز هذا النوع مع بداية العام 2000 وأشار إليه العالمان الكولمبيان فيليبي بويتراجو وإيفان دوكي في كتاب صدر لهما بعنوان: الاقتصاد البرتقالي: فرصة لا حصر لها وهناك اهتمام عالمي كبير بهذا المجال حيث تشير الدراسات إلى أنه يشكل اليوم نسبة تتراوح من 5 إلى 6 % من الناتج المحلي الإجمالي العالمي ووفقا لتقديرات الأمم المتحدة هذا الاقتصاد عائدات سنوية تبلغ 2.25 تريليون دولار وتشكل 30 مليون وظيفة في جميع أنحاء العالم، ويأتي اختيار اللون البرتقالي كون هذا اللون يرمز في الثقافات القديمة والحديثة إلى الإبداع والثقافة والتراث والترفيه والابتهاج والمرح كما يشمل الاقتصاد البرتقالي جميع الأنشطة الاقتصادية التي ترتبط بالمواهب والإبداع والتقنية الجديدة والثقافة والاتصالات والروبوتات والبرمجة وإنشاء المحتوى لكل من الأفلام، والتلفزيون، والراديو، ومحتويات الهاتف المحمول، والإنتاج السمعي البصري المستقل، ومحتويات الويب والتصاميم، والألعاب الإلكترونية والذكاء الاصطناعي، أجهزة الحاسوب والبرامج، الأمن السيباني، الميتافيرس وفنون الطهي وغيرها، ووفقا لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، يمثل الاقتصاد البرتقالي اليوم 3 % من الناتج المحلي الإجمالي العالمي ويطلق عليه أيضا الاقتصاد الثقافي و الاقتصاد الإبداعي .
مجمل القول : تفسير الاقتصاد بالألوان فكرة جديدة لإضفاء النمط إلى دور الاقتصاد وربطه باللون من الناحية الرمزية والعلمية وتطبيقها لكن في المقابل ظهرت مسميات أخرى جديدة وفق دور وممارسة النشاط وأصبحت تلك المصطلحات أكثر استخداما من الألوان، ربما خلال السنوات القادمة تسحب الألوان تلك المصطلحات وتكون أكثر استخداما لبساطتها وأهميتها في فهم أوسع لعلم الاقتصاد.
*نقلا عن صحيفة "مال".
