«ورش النحَّاسين».. هنا تُصنع عربة الفول: «الخشب» اندثرت و«الصاج» في المقدمة - تحقيقات وملفات


نماذج مصغرة من السيارات الكلاسيكية القديمة من فئة «الأوتومبيل» مصنوعة من «الصاج» بألوان صاخبة زينت مدخل شارع أمير الجيش بحى باب الشعرية، أحد أعرق الأحياء التاريخية بالقاهرة الذى كان سكناً للوجهاء وذوى السلطة والنفوذ، ثم تحول إلى حى العمل والفن والتجارة، فى هذه الفترة تعد عربات الفول الحديثة هى الصنعة الأكثر رواجاً به، لتزاحم المعادن والأدوات النحاسية وكل ما يخص المطاعم.

منذ 7 سنوات اتخذ مصطفى رجب من تجارة عربات الفول «الصاج والكروم» مشروعاً للعمل به، بعرض مجموعة منها للبيع أمام منزله بنفس الحى، وما إن لبث حتى تعلمها من الصنايعية القائمين عليها، وأسس ورشته الخاصة لينتقل من كونه بائعاً إلى صانع ومنتج: «كان مجرد محل قدام البيت وواحدة واحدة اتعلمت الصنعة»، وأصبحت مهنته الأساسية، لكونها تناسب قدراته ويستطيع أن يظهر فيها موهبته: «مهنة حلوة وسهلة وسريعة وشغلت فيها شباب كتير معايا»، أختار تخصصاتهم بحسب مراحل تصنيع عربة الفول الشبابية التى انتشرت بكثرة مؤخراً فى الأحياء الراقية.

«رجب»: سهلة التصنيع واستخداماتها متنوعة

مرتدياً خوذته الواقية وممسكاً أدواته بيده، يشرع فى إعداد «عربة فول» بدءاً من تقطيع «لوح الصاج» والحديد المستخدم فى وضع الأساس، بجانب عدة صنايعية اختص كل منهم بمهمة محددة، أحدهم يجمع ويقفل باللحام الأرجون، وثانٍ يضبط المقاسات، وثالث يركب الكهرباء، ورابع يثقب الأماكن المخصصة لوضع الطعام، وهكذا يعملون فى حلقة متتابعة من المراحل تكمل بعضها وتظهر إنتاج عربة متكاملة جاهزة للعرض أو تكون فى انتظار زبون يتسلمها، يقول «رجب»: «بنعمل العربية من الإبرة للصاروخ، مفيش غير رش اللون مش عندنا بنعمله فى المنطقة الصناعية»؛ للحفاظ على العربة من الصدأ.

متوسط عمر «عربات الفول الصاج» يتجاوز العشر سنوات فى حالة ابتعادها عن الماء، وتتميز بكونها لا تقتصر على طعام معين، فعربة واحدة تصلح لبيع «الفول والطعمية، والوافل، والفشار، والزلابية والكنافة والعصائر»، كل على حدة، بحسب الموسم الرائج: «الشاب يقدر يستخدمها فى رمضان فى الفول للسحور، وبعده يحولها لعربية فشار أو وافل»، دون تعديل فى هيكلها، وإذا أراد التعديل فالتكلفة يسيرة، بحسب «رجب»، الذى أوضح أن سعرها يبدأ من 2500 جنيه، وهو ما يجعلها مناسبة للشباب، بخلاف العربة المصنعة من «الكروم»، وتشبه الخشب فى صلابتها، لذا تناسب المطاعم: «خامتها استانلس وبتاخد وقت فى تصنيعها».

ولعربة الفول الخشب رونقها ومذاقها الخاص فى تناول وجبة الإفطار، لكنها لم تعد فى متناول أيدى الكثيرين بسبب تكاليفها المرتفعة وخامتها ذات الجودة العالية، ما أدى إلى اندثار صناعتها، لا سيما فى ظل اقتحام فئة الشباب للصناعة، لتفسح المجال لبدائلها من العربات «الصاج» و«الكروم» التى تصنع بأسعار مناسبة للشباب لبداية مشروع صغير، يقول «عم بربرى»، شيخ مهنة صناعة عربات الفول الخشبية، إنه تركها منذ أن أصيب بالمرض فلم يقو على العمل بها، فضلاً عن عدم وجود زبون لها، لذا يكتفى بالوجود مع أقرانه من الصنايعية بالشارع متأملاً التغييرات التى طرأت على المهنة.

«شاكر»: تراجع البيع بسبب التكلفة العالية

ورغم أن عصام شاكر لديه ورشة نجارة صغيرة داخل منزله، وكان يخصصها لصناعة عربات الفول الخشبية، فإن مهنته تراجعت مع ارتفاع أسعار الأخشاب: «الزبون مش قادر يشترى العربية الخشب»، موضحاً أن العربة الصغيرة التى لا يستوعب حجمها سوى قدرة الفول يتجاوز سعرها الـ20 ألف جنيه كأخشاب فقط، إضافة إلى باقى التكلفة والصنعة: «فين وفين لما نعمل عربية.. إحنا دلوقت بنمشى أمورنا تصليح ونجارة موبيليات».

تاريخ الخبر: 2023-03-24 21:20:46
المصدر: الوطن - مصر
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 54%
الأهمية: 59%

آخر الأخبار حول العالم

القمة العربية … السيد عزيز أخنوش يتباحث بالمنامة مع الرئيس العراقي

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-05-15 21:24:58
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 52%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية