ضربت مبادرة «كتف فى كتف» مثالاً يحتذى به فى العمل التطوعى والتعاون بين مؤسسات التحالف الوطنى للعمل الأهلى التنموى، وذلك خلال الاحتفالية التى ضمت 60 ألف متطوع من مختلف المؤسسات وأقيمت باستاد القاهرة يوم الجمعة الماضى.

عوض: دعم الرئيس للتطوع له أثر إيجابي على الشباب ودور الأسرة مهم لغرس الوعي في نفوس الصغار

وقال الدكتور شريف عوض، أستاذ علم الاجتماع بجامعة القاهرة، إن التطوع رسالة إنسانية تنبع من رغبة ذاتية للفرد، بأن يكون لديه رغبة بأن يتطوع، ويقدم خدمة تطوعية إنسانية لرعاية فئات خاصة، أو أوْلى بالرعاية، أو مساعدات عينية أو مادية، لأن الجانب الخيرى موجود لدى النفس البشرية، ومن هذا المنطلق يبدأ التطوع بتغذية روافد مجتمعية كثيرة، أبرزها التنشئة والتربية ودور الآباء فى تعظيم قيمة التطوع فى نفوس الأبناء من الصغر حتى البلوغ.

وأضاف «عوض» لـ«الوطن» أن كل البحوث والدراسات التى أجريت تؤكد أن وجود تنشئة أسرية تحض على التطوع وترسخ هذه القيمة فى نفس الطفل منذ الصغر، تؤدى إلى خلق إنسان قادر على العطاء الاجتماعى، لأن قيمة العطاء ورعاية الآخرين تم ترسيخها بداخلهم منذ الصغر، وأشار إلى أن الإعلام أصبح له دور كبير جداً فى التوعية بأهمية التطوع، سواء كان بشكله التقليدى أو حتى إعلام السوشيال ميديا، فعندما نرى فى الأخبار النجاحات والأنشطة التى تقوم بها مؤسسات المجتمع المدنى فى نشر هذه الأفكار، مع الدور الذى تلعبه الأسرة، فإن كل هذه المقومات تجعل الشخص قادراً على التطوع وتولد لديه الرغبة فى ذلك.

عوض: يسهم في تعزيز العمل التطوعي من خلال النشر والترويج

وأوضح أستاذ علم الاجتماع أن الدور الذى يقوم به الإعلام ليس دوراً توعوياً فقط، بل يسهم فى تعزيز العمل التطوعى من خلال النشر والترويج، والتأثير على قيم التطوع فى نفوس الأبناء أو الشباب أو الأطفال، ما يؤكد أهمية النزعة الإنسانية التى غرستها التنشئة الأسرية أو التنشئة عموماً، وكذلك دور المؤسسات من خلال الفعاليات والمبادرات المختلفة مثل «كتف فى كتف»، التى تعتمد على التطوع بنسبة كبيرة، ما يعزز من دور وأهمية الفكرة بشكل عام.

وتابع «عوض»: «دعم الرئيس السيسى للمتطوعين له أثر إيجابى كبير جداً، فعندما يرى الشاب أو الفتاة رئيس الدولة وهو يتحدث مع المتطوعين ويقدم لهم الشكر يتأكد من قيمة التطوع وأنه ساعد من سواعد الدولة، وليس مجرد مجهود فقط، بل هناك جانب تقديرى من قِبل الدولة والرئيس نفسه، وتأكيد على أن العمل الأهلى والتطوعى له دور حقيقى فى تحقيق التنمية المستدامة، وهذا ناتج عن الوعى السياسى من القيادة السياسية والإدراك بالمتغيرات الجديدة، وأن الدولة لن تستطيع الانشغال بكل الأمور وحدها بل تحتاج للجهود التطوعية من الجميع والتكافل الاجتماعى فيما بيننا».

ونوه «عوض» بأن المشاهد التى تعزز من قيمة العمل التطوعى فى نفوس الشباب جاءت من خلال اللقطات الإنسانية التى يقوم بها الرئيس السيسى مع المتطوعين فى مختلف الفعاليات، فعندما نرى الرئيس يتحدث مع المتطوعين ويشجعهم بحب، عندها يرغب الجميع فى الحصول على تشجيع أكبر مسئول فى الدولة، وهو ما يشجع الأطفال والشباب على المشاركة فى الفعاليات.