لحن: إيسو بناجيو سباتير (٣)


عزيزي القاريء تحدثت معك في المقال السابق عن البعد العقائدي والبعد الطقسي للحن إيسو بناجيو سباتير Ic `o pan`agioc Patyr ، هذا اللحن القصير جدا العميق جدا.واليوم أريد أن أتحدث معك عن البعد الروحاني لنفس هذا اللحن.

البعد الروحي للحن:

لكي نفهم البعد الروحي للحن “إيس أوبناجيو” يجب أن نتسائل أولاً:

ماهي هذه القُدْسات التى للقديسين؟ ومن هم هؤلاء القديسين الذين يستحقوا هذه القُدسات؟

ولماذا قبلما يقول الكاهن “القدسات للقديسين” لابد من أن يقول صلاة الخضوع وصلاة التحليل للآب وأوشية الإجتماعات؟ ولماذا عندما يرنم الكاهن “القدسات للقديسين” يصرخ بأعلى صوته؟

فـ “القُدسات” هي مواد الإفخاريستيا الموضوعة على المذبح “الجسد المقدس والدم الذكي الكريم”، و”القديسين” هم الذين يسكن فيهم الروح القدس وكلمة الله ، كما يقول القديس يوحنا الإنجيلي (يو 15 آية 3):

“أَنْتُمُ الآنَ أَنْقِيَاءُ لِسَبَبِ الْكَلاَمِ الَّذِي كَلَّمْتُكُمْ بِهِ”.

هذا ويقول القديس كيرلس الأورشليمي (315-386م) موضحا المفهوم الروحي “للقدسات للقديسين” قائلاً:

[إن “القدسات للقديسين” تقال لأن مواد الإفخارستيا الموضوعة أمامنا قبلت الروح القدس عليها،

وأنتم قديسون أيضاً حينما يسكن فيكم الروح القدس. لذلك فإن القدسات تليق بالقديسين].

ويقول أيضاً في عظته السابعة عشرة في شرح رسالة العبرانيين:

[الكنيسة تنادي بذلك حتى إذا كان هناك إنسان غير مقدس، فلا يقترب … ولكن لا تقول الكنيسة علانية

من كان بلا خطيئة فليتقدم، بل من كان فيه الروح القدس وهو متمسك بالأعمال الصالحة فليتقدم].

وهذا النداء “القدسات للقديسين” يقوله الكاهن وهو يصرخ وهو رافع بيده اليمنىالإسباديقون، ومؤمَن تحتها بيده اليسرى، أي أن الأشياء التي لله هي للأشخاص الذين لله.فهذا النداء يقوله الكاهن بعد “صلاة التحليل” الأخير الذي به أصبح المؤمنون قديسين. وبمجرد إن يُنهي الكاهن جملته وصراخه بعالى النغم:

“القدسات للقديسين مبارك الرب يسوع المسيح ابن الله، وقدوس الروح القدس آمين”.

فيجاوب عليه الشعب بنفس التون العالى وبنفس قوة الصراخ ويرنموا هذا اللحن الممتلئ قوة وحيوية “إيس أو بناجيو سباتير” “واحد هو الآب القدوس، واحد هو الابن القدوس، واحد هو الروح القدس آمين”

فعندما يجاوب الشعب على الكاهن “واحد هو الآب القدوس، واحد هو الابن القدوس، واحد هو الروح القدس آمين”، فإنه يعلن بمنتهى الوضوح والثقة أنه بخصوص “القداسة” لا يوجد إلا قدوسٌ واحدٌ هو الآب والابن والروح القدس، وهذا يعني في عُرف الكنيسة أن واحداً فقط هو منبع ومصدر كل قداسة وتقديس، الذي هو ربنا يسوع المسيح. لذا يقول القديس يوحنا في رسالته الأولى:

“إِنَّ الَّذِينَ يَشْهَدُونَ فِي السَّمَاءِ هُمْ ثَلاَثَةٌ: الآبُ، وَالْكَلِمَةُ، وَالرُّوحُ الْقُدُسُ. وَهؤُلاَءِ الثَّلاَثَةُ هُمْ وَاحِدٌ”. (يوحنا الأولى 5 آية 7)

عزيزي القاري إستعرضت معك البعد الروحاني للحن “”إيس أو بناجيو سباتير” Ic `o pan`agioc Patyr” وإلى اللقاء في المقال القادم الذي سوف أستعرض لك فيه البعد التاريخي لهذا اللحن الصغير جدا والعميق جدا والممتليء بالقوة الإنتهارية، فإلى أن ألقاك لك مني كل محبة وسلام.

تاريخ الخبر: 2023-03-26 12:22:51
المصدر: وطنى - مصر
التصنيف: غير مصنف
مستوى الصحة: 54%
الأهمية: 56%

آخر الأخبار حول العالم

أثر جانبي خطير لأدوية حرقة المعدة

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-02 06:07:34
مستوى الصحة: 76% الأهمية: 88%

كييف تعترف بتفوق موسكو على الغرب في الإنتاج العسكري

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-02 06:06:53
مستوى الصحة: 92% الأهمية: 91%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية