«من لم يتناول إفطاره على مائدة فريد الأطرش فقد فاته نصف عمره، أنا شخصيًا تشبثت بنص عمري، وتناولت إفطاري على مائدة فريد الأطرش»، بهذه الكلمات يستهل محرر مجلة «الكواكب» تفاصيل السهرة الرمضانية التي قضاها على مائدة المطرب فريد الأطرش والمنشورة في العدد 501 للعام 1961. 

إفطار على مائدة فريد الأطرش

بلا سابق موعد وقبل انطلاق مدفع الإفطار بربع ساعة، كنت أطرق باب فريد الأطرش، واستقبلني من الداخل ضجة وضحكات حريمي علي رجالي تنبعث من الصالون الكبير، وصوت أجنبي ينطلق كالصاروخ من جهاز البيك آب في أغنية راقصة ويوسف فخر الدين هات يا تشاتشا، ومريم أخته تمسك له الواحدة، وفي أحد الأركان فريد الأطرش حريف الطاولة، والكوتشينة، والشطرنج، والديمنو، والبلي في الوسط الفني كان "زانق" هنري بركات في الخشبة، وهات يا دش وشيش يك، ومديحة يسري بجوارهما تحكم المباراة وتصرخ لكل قرصة زهر يلعبها فريد، وعلى فكرة أيضًا فريد الأطرش قريص زهر خطير ولا يفوقه في هذه الخطورة إلا عبد السلام النابلسي.

مها صبري تقش الورق بالشايب

ويمضي محرر «الكواكب» راصدًا وموثقًا تفاصيل الإفطار الرمضاني على مائدة فريد الأطرش: وفي ركن آخر المطربة "مها صبري" تقش الورق كله بالشايب، والبنت وتخدع غريمتها الراقصة ياسمين التي لا تفرق بين الكومي والولد، وفؤاد الأطرش يجلس على الأرض وواخد ودن حسن رمزي وحرمه وهات يا فشر، وبخفة دمه المعروفة ومرحه يروي لهما آخر مغامراته على ثلوج كلمنجارو عندما كان يتزحلق عليها في الصيف الماضي، وكيف استطاع أن يقفز من ارتفاع 350 مترًا في الهواء، وحسن رمزي رجل طيب ولا يكذب إنسانًا يروي له حكاية، أنه لا يعلم أن الفشر مع النكتة الخفيفة من خصائص فؤاد الأطرش.

يوسف فخر الدين لشقيقته مريم: أنا راجل صايم

ويدخل «عبده» سفرجي فريد الأطرش الأزلي، ويعلن للحاضرين أن مدفع الإفطار انطلق منذ عشر دقائق، وترك كل منهم ما كان في يده وأسرعوا إلى المائدة وبحثت مريم فخر الدين عن يوسف لقد اختفى، ربما يعود بعد لحظات ليلحق بهم علي المائدة، دخلوا قاعة الطعام الفخمة، فوجدوا أبو حجاج سبقهم إلى المائدة وهات يا أكل، وصاحت فيه مريم: أيه ده يا يوسف أنت هنا من أمتي؟ المدفع ضرب من بدري وأنا راجل صايم، وألتف الجميع حول المائدة.

 فؤاد الأطرش يواصل فشره

الطعام كثير، أكثر مما تتصور يكفي ضعف هؤلاء، وحتى على مائدة الطعام ظل فؤاد الأطرش يفشر أنه يطارد حسن رمزي وحرمه بحكاياته، وصاح فيه هنري بركات: يا فؤاد سيب الراجل بقي يفطر، فضحك فؤاد وقال: يا سلام، حقيقي ما ينوب المخلص إلا تقطيع هدومه، ده أنا بفتح شهيته على الأكل كده ولا إيه يا حسن بيه؟، فضحك حسن رمزي: كده قوي يا فؤاد.. أنا ماكنش عندي فكرة أن كلامك كله "سلطة" كده، وبين الضحكات يستمهل فريد الأطرش المدعوين، ليدفع إليهم بأكواب القمر الدين وهو يحييهم "كل سنة وأنتم طيبين".