كيف خدمت عائلة الراضي 7 سلاطـين مغاربة لمــدة قرنيــن ؟


أطلق رفاق الراحل عبد الواحد الراضي عليه لقب “ممثل الإتحاد داخل القصر” وذلك لعلاقاته الجيدة مع الراحل الحسن الثاني. بعدما كان للراضي مسارا سياسيا متفردا في المغرب منذ الإستقلال، أهله لنسج علاقات مع القصر وتولي مسؤوليات داخل الدولة وداخل حزب الإتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية.

 

الراضي رحمه الله، يحكي للزميلة نجاة أبو الحبيب، في حوار مع أسبوعية الأيام في عددها 746، المنشور ما بين 16 و22 فبراير 2017. تفاصيل حول كيف خدمت عائلته الراضي   سلاطـين مغاربة لمــدة قرنيــن.

 

يقول الراضي، حين ولدت كان الوالد في سن الخمسين تقريبا، فقد كان من مواليد نهايات القرن التاسع عشر (لعله من مواليد 1880)، وكانت قيادة المنطقة قد آلت اليه بعد وفاة والده القايد عبد الله الراضي، أشير إلى أن جدي والد والدي كان “قايد الرحى”، وطبعا، كانت القبيلة هي التي اختارت والدي ليخلفه تبعا للأعراف القبلية التي كانت سائدة في المغرب القديم، قبل القرن التاسع عشر وخلاله. كان القايد، بالمعنى القديم للقيادة، ممثلا للقبيلة أمام السلطة وممثلا للسلطة داخل القبيلة. وقد تم تنصيبه في منصب القيادة في بدايات القرن العشرين على عهد السلطان مولاي حفيظ، وكان يحكي لي عن سفر الوالد إلى مراكش وإقامته هناك في انتظار الاستقبال السلطاني في ما يشبه المغامرة أو الحكاية، وكيف جرى الاستقبال وتسلم ظهير القيادة.

 

كما كان يحكي لي ولإخوتي عن بعض أجدادنا الذين كانوا يشتغلون لدى السلطان مولاي الحسن الأول، وبالخصوص عم والدي الذي كان ضمن حاشية هذا السلطان المصلح.

 

وبناء على عدد من المراسلات السلطانية التي يتوفر عليها أرشيف العائلة، نلاحظ أن والدي وأجدادي عينوا في القيادة تحت الاسم المركب الراضي الداغري الصفاعي الحسناوي، وكما هو واضح في هذه المراسلات التي أتوفر شخصيا على بعضها، وأنشر بعضها على سبيل المثال، فإن جدي القايد عبد الله الراضي، وأخاه الآغا عبد السلام (الآغا مصطلح مخزني تركي، وهي درجة عليا في الجيش) كانا رفيقي سلاح للقايد البطل موحى وحمو الزياني، والذي ارتبطا معه بعلاقات صداقة قوية جدا كما توضح إحدى الرسائل السلطانية التي وقعها السلطان مولاي الحسن الأول بتاريخ 22 ربيع الثاني سنة 1301، والتي يقبل فيها السلطان طلب موحى وحمو الزياني الإذن له للقيام بزيارة مودة وصلة رحم إلى جدي وشقيقه، وذلك لتنظيم حفل الإعذار لأطفالهما، ومن بينهم أحمد، والدي.

 

علي القول إنه بعد وفاة الوالد مع نهاية الحرب العالمية الثانية، شعرت بأنني خرجت من عهد ودخلت عهدا جديدا، وكنت لا أزال في حداثة سني، وأن مساري سيكون طويلا ومختلفا عن مسار العائلة، وأن علي أن أهيئ نفسي لأفق آخر. كنا نعرف أن المهام الرسمية قائمة على نوع من التراتبية العائلية (من الأب إلى الإبن)، والدي القائد أحمد الراضي، فقد خدم بلاده في ظل ثلاثة ملوك، مولاي حفيظ، ومولاي يوسف، وسيدي محمد بن يوسف (محمد الخامس).

 

كما أن أخي الأكبر محمد خدم بدوره كقايد في عهدي محمد الخامس والحسن الثاني. وأما راهنا فإن ابن أخي مصطفى القايد معاذ الراضي واصل العمل كقائد على عهد جلالة الملك محمد السادس، ما يعني أنه أكثر من قرنين، في ظل سبعة سلاطين علويين، ظلت عائلتي في خدمة البلاد، وكان والدي قد وشحه السلطان مولاي يوسف بالوسام العلوي، وظل في مهامه إلى أن توفاه الله في سادس غشت 1946).

كما أن المناخ العام للحركة الوطنية والتربية الوطنية مع بعض أساتذتي هو ما دفعني إلى المضي في أفق آخر. وكان خيار العلم بدلا من خيار السلطة، وكان ذلك خيارا شخصيا بالتأكيد قادني إلى اللقاء مع المهدي وما بعده.

تاريخ الخبر: 2023-03-27 18:20:50
المصدر: الأيام 24 - المغرب
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 62%
الأهمية: 79%

آخر الأخبار حول العالم

بانجول.. افتتاح سفارة المملكة المغربية في غامبيا

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-04 00:26:34
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 63%

بانجول.. افتتاح سفارة المملكة المغربية في غامبيا

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-04 00:26:27
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 58%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية