عندما تكسر السعودية تابوهات الماضي
عندما تكسر السعودية تابوهات الماضي
من كان يتخيل أن تقيم المملكة العربية السعودية احتفالا خاصا لتكريم الموسيقار المصري هاني شنودة وسط باقة من ألمع المطربين والمطربات.
الحفل ليس جديدا فقد سبقته عشرات الحفلات والمهرجانات بعد أن نزعت السعودية رداء التعصب والجهل وأصبحت تقول علانية أهلا بالحياة ومرحبا بالإنسانية.
بيد أن ما يجري في المملكة يرجع في المقام الأول لولي العهد الأمير محمد بن سلمان وبمباركة الملك سلمان, فكم غير الأمر الشاب والبالغ من العمر 38 سنة الكثير من وجه المملكة وأزال ركام عقود من العزلة ومخاصمة الحياة مبرزا الوجه السمح للإسلام.
منجزات كثيرة تحققت علي يد الأمير وأخري كثيرة في الطريق.. فالمرأة التي يصفها محمد بن سلمان بجزء أصيل من المجتمع السعودي, حازت حقوق كانت تحرم منها في الماضي لمجرد كونها امرأة كقيادة السيارة وعدم إلزامها ارتداء النقاب, والسماح لها الاختلاط بالجامعة إلي غير ذلك من الحقوق, حتي أصبحت في قلب أهداف مشروعات رؤية المملكة 2030.
بدأ الأمير محمد مسيرة الانفتاح بإلغاء جماعة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وكانت الحارس لتقاليد السعودية.. فمن لم يغلق متجره وقت الصلاة كان يعاقب والمرأة التي لم ترتد اللباس المناسب كانت تعاقب وهكذا تم إنهاء الوصاية تلك وفي الطريق الكثير من كسر القواعد والتابوهات التي اعتاد عليها السعوديون عبر عقود طويلة.
أجمل ما في التجربة أن ما جري ويجري من تطوير وانفتاح في شتي المجالات جاء علي هوي الجيل الجديد في المملكة, وهناك الملايين منهم ممن يسافرون ويدرسون في أوروبا وأمريكا ويعرفون أن ما كان يجري في بلادهم لا يتماشي مع مقومات العصر.
ومن ثم لاقي الأمير الشاب ترحيبا كبيرا من جيل الشباب والشابات وهو ما ينبئ عن مستقبل مشرق ومختلف للمملكة العربية السعودية علما بأن المملكة التي يبلغ تعداد سكانها نحو 38 مليون نسمة 70% منهم دون سن الثلاثين.. والآن بدأ جيل الشباب يلعب دورا أكبر بعد أن كانت السلطة في أيدي كبار السن.
ويحيط الأمير نفسه بفريق من التكنوقراط الأكفاء وعلي عكس ما كان في السابق حيث جرت العادة بتعيين أفراد من الأسرة الحاكمة في المناصب الوزارية الرئيسية, كما يوجه الأمير الاقتصاد السعودي نحو مشاركة القاع الخاص وتوفير ملايين من فرص العمل وزيادة مشاركة النساء في القوة العاملة لترتفع من 22% إلي 30% ومن طموحاته تصنيع 50% من المشتريات العسكرية للمملكة محليا بدلا من 2% الحالية في ظل ميزانية دفاع هي الثالثة من حيث الضخامة علي مستوي العالم.
استقبل الملك سلمان بن عبدالعزيز أثناء زيارته الأخيرة للقاهرة قداسة البابا تواضروس الثاني. كما زار الأمير محمد بن سلمان قداسة البابا في رحاب الكاتدرائية المرقسية بالعباسية ومن بعدها سمح للأقباط العاملين بالمملكة ببناء كنيسة والصلاة في العلن.
تحية للأمير الشاب محمد بن سلمان خريج كلية القانون بجامعة الملك سعود والابن المفضل لدي الملك سلمان ومستشاره الخاص منذ كان في سن صغيرة جدا.