تحولت مهرجانات التمور إلى واحدة من الأدوات المهمة التى تطوعها الدولة المصرية لصالح تطوير الصناعة، والتعريف بالمنتجات المحلية بهدف تمهيد الطريق أمام الراغبين فى المنافسة وفتح أسواق جديدة لمنتجاتنا الوطنية، ولا تخلو هذه المهرجانات من ورش عمل يتنافس فيها الباحثون لطرح حلول لمختلف التحديات التى تواجه تلك الصناعة، والأهم أن هذه المهرجانات تسهم فى تعزيز الثقافة المصرية المتنوعة، وتظهر قوة مصر الثقافية والاجتماعية، وقدرتها على التمدد عبر قواها الناعمة لفتح آفاق جديدة لمنتجاتها فى مختلف الدول.

محافظ الوادي الجديد: لدينا فعاليات رائدة في مجال التصنيع والإنتاج

تشهد عدة محافظات مصرية إقامة مهرجان للتمور، منها مهرجان أسوان ومهرجان الوادى الجديد ومهرجان القاهرة الذى يتم إطلاقه قبل شهر رمضان بـ10 أو 20 يوماً بمقر حديقة الأورمان ويستمر لمدة 7 أيام متواصلة، ويعرض فيه المشاركون مختلف الأصناف التى تنتجها مزارع التمور فى محافظات مصر، وفقاً لما ذكره الدكتور طارق الجوهرى، منظم المهرجان.

وأكد «الجوهرى» أن المهرجان يمتاز بتنوع فعالياته التى تستهدف تحقيق نهضة شاملة لقطاع النخيل والتمور، والعمل على التطوير السريع والمستدام لجميع مراحل إنتاج التمور، وكذلك دعم العملية التصديرية، وفيها تتم الاستفادة من المنتجات الثانوية بمخلَّفات النخيل والتمور، بما يؤدى إلى زيادة الدخل القومى ويعود بالنفع على المستثمرين والمصنعين والتجار، وبوجه خاص صغار المزارعين والفئات الأكثر احتياجاً.

وبالنسبة لمهرجان التمور فى الواحات البحرية فقد جرى إطلاقه لأول مرة فى العام الماضى من أجل لفت الأنظار إلى التمور التى تنتجها الواحات البحرية، وكذلك التعرف على طبيعة الحياة بها، والعادات التى تميزها عن غيرها، وذلك بحسب ما ذكره نبيل أحمد، أحد منظمى المهرجان، مشيراً إلى أن المهرجان شهد مشاركة عدد كبير من العارضين للتمور وفسائل النخيل والمزارعين والمصنعين والمصدرين، فضلاً عن شركات مقاومة الآفات والمعدات الزراعية.

وأكد أن مصر تعد الأولى عالمياً فى إنتاج التمور، لافتاً إلى دعم الدولة المصرية بشكل واسع لزراعة وصناعة التمور، وسعيها لتطوير وتحديث مراحل التصنيع المختلفة من تعبئة وتغليف وتسويق، وهو ما انعكس بشكل واسع على ارتفاع حجم الصادرات منها، مضيفاً أن تمور الواحات البحرية تتميز عن غيرها من التمور التى يتم إنتاجها فى مختلف المحافظات، وذلك من حيث الحجم وأيضاً الجودة، لافتاً إلى أن تمور الواحات البحرية تكون مختلفة عن التمور الأخرى من ناحية الحجم، فثمارها أكبر وألوانها متناسقة مع بعضها: «يعنى مفيش حاجة فاتحة وحاجة غامقة فى التمرة».

محافظ مطروح: لدينا 700 ألف نخلة تنتج 50 ألف طن من الأصناف المتنوعة

ويقام فى الوادى الجديد وسيوة بمحافظة مطروح مهرجان دولى للتمور كل عام، يضم جميع مصدرى ومنتجى التمور محلياً ودولياً، وذلك لما لها من أهمية اقتصادية كبيرة يعود مردودها الاقتصادى على المحافظة التى يقام بها المهرجان.

وقال اللواء محمد الزملوط، محافظ الوادى الجديد، فى تصريح خاص لـ«الوطن»، إن الملتقى التسويقى للتمور الذى يقام بمحافظة الوادى الجديد كل عام يعد الأول من نوعه فى مصر، وهو من الفعاليات الرائدة فى مجال تصنيع وإنتاج التمور، ومصر أكبر دولة منتجة للتمور فى العالم، وتنتج 18% من الإنتاج العالمى، وتمتلك محافظة الوادى الجديد أكثر من 3 ملايين نخلة تنتج 200 ألف طن.

وأضاف محافظ الوادى الجديد أن هذا المهرجان جعل المحافظة تضع التسهيلات للمستثمرين مثل فترات سماح تصل لأربع سنوات وحق انتفاع بأسعار رمزية، وأدى إلى توزيع نحو ٨٥ ألف فدان ضمن المبادرة الرئاسية لزراعة النخيل، التى ستعمل على دخول أصناف ذات جودة عالية مطلوب تسويقها عالمياً، مثل أصناف المجدول والصاقعى والخلاص، وهى من الأصناف نصف الجافة، بالإضافة إلى صنف البارحى الرطب.

من جانبه، قال اللواء خالد شعيب، محافظ مطروح، فى تصريح خاص لـ«الوطن»، إن اختيار واحة سيوة لإقامة حدث دولى يتمثل فى مهرجان التمور كل عام، يرجع إلى أنها تمتلك مناخاً جيداً لزراعة وإنتاج أفضل أنواع التمر، ويقدر عدد النخيل بها بنحو 700 ألف نخلة، من بينها نحو 500 ألف نخلة مثمرة، وتنتج نحو 50 ألف طن من الأصناف المتنوعة.