انتهجت الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية في أعمالها الفنية، سياسة ارتكزت في المقام الأول على تحقيق عدد من الأهداف السامية؛ أبرزها الارتقاء بالوعي الفكري لدى المواطنين، ولعل ما أنتجته من أعمال دينية ودرامية وثقافية خلال شهر رمضان الجاري خير دليل على ذلك، صاحبته إشادات واسعة من المثقفين والمفكرين وأساتذة الجامعات، الذين أكدوا أن المسلسلات تسهم في إعادة بناء الوعي وتشكيل الوجدان وتنمية روح الولاء والانتماء لشريحة كبيرة جدا من المواطنين.

الأعمال الدرامية تسعى لبناء الوعي وتشكيل الوجدان

البداية قال الدكتور محمود الجعيدي، عميد كلية الآداب جامعة المنصورة، إن الأعمال الدرامية كانت ولا تزال، رافدا مهما وحيويا للغاية في إعادة بناء الوعي وتشكيل الوجدان وتنمية روح الولاء والانتماء لشريحة كبيرة جدا من المواطنين، مؤكدا أن دراما رمضان هذا العام، نجحت باعتبارها قوة ناعمة مؤثرة، في إعادة بناء الوعي وتشكيل الوجدان وتنمية روح الولاء والانتماء من خلال المعالجات التي قدمتها لثلاثة محاور أساسية، هي: الاجتماعي، والديني والوطني.

وأضاف الجعيدي، في تصريحات خاصة للوطن، أن بعض الأعمال الدرامية عالجت مشاكل اجتماعية مثل رمضان كريم، الذي يقدم تحليلا مجتمعيا كوميديا لعادات وتقاليد المناطق الشعبية في رمضان، مركزا على كثير من المشكلات الاجتماعية مثل المشكلات الزوجية والنصب والاحتيال، ووذلك في قالب درامي فكاهي مميز.

رسالة الإمام كشف سماحة الإسلام

وقال إنه على المستوى الديني، كشف مسلسل رسالة الإمام عن رمز من رموز الفقه الإسلامي وفهما حقيقيا موضوعيا لسماحة الإسلام ووسطيته، وكل النقد الذي قدم له إنما هي محاولات مستميتة لتصيد الأخطاء والتركيز على الجزئيات دون الاهتمام بالرسالة الكلية التي يقدمها هذا العمل الجاد المميز.

وأضاف أن دراما الكتيبة 101 شكلت استثمارا جيدا ومتميزا لنجاح سلسلة الاختيار، التي سجلت بأمانة أحداثا حقيقية عاصرناها وكنا شاهدين عليها، وتمثل وجبة دسمة تنتظرها الأسر المصرية وتلتقى جميعا حولها على اختلاف فئاتها العمرية.

واختتم: أشهد أنها نجحت في تعريف كل فئات المجتمع بالمخاطر الحقيقية والاستهداف المباشر الذي واجهته الدولة المصرية ومؤسساتها من 2011 ولا تزال تواجهها حتى الآن، وأنها نجحت في تصحيح كثير من المفاهيم المغلوطة التي تستغل دائما لزعزعة الاستقرار وإثارة الفتن، كما نجحت في تنمية روح الولاء والانتماء لدى جيل من الشباب والأطفال الذين لم يعاصروا هذه الأحداث ولم يشاهدوها رأي العين، وتمثل ذلك في جيل الأطفال الذين يعرفون الآن وعن قرب الشهيد منسي وخالد مغربي وشهداء ملحمة البرث، وكل هؤلاء الأبطال الذين صانوا الأرض والعرض، صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر، سلام عليهم في الأولين والآخرين.

 الشركة المتحدة تدعم الوعي والثقافة الدرامية

وأكد الدكتور سليم عبدالرحمن، أستاذ المناهج وطرق التدريس بجامعة حلوان، أن دراما 2023 وما انتهجته الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية بمثابة نقطة جديدة للوعي الثقافي والمجتمعي بمختلف قضايا المجتمع، قائلا: لأول مرة نجد الأسرة بأكلمها تتابع أكثر من عمل سواء ديني أو ثقافي أو كوميدي، دون تجريح أو خدش لقيم الحياة المجتمعية والسلوك الحضاري والقيم الاجتماعية والأخلاقية.

وأضاف عبدالرحمن، في تصريحات خاصة للوطن، أن المجتمع المصري في أشد الحاجة لأعمال مؤثرة ترفع من ثقافة الوعي لديه بجميع القضايا التي تحاك بالمجتمع المصري، لافتا إلى أن الفن والدراما من القوى الناعمة المؤثرة في ثقافات الشعوب وهويتها والالتزام بالمعايير والقيم الأخلاقية شيء إيجابي، مشيدا بدور الشركة المتحدة وغيرها من المؤسسات الإعلامية التي ارتكزت خلال السنوات القليلة الماضية على أهداف أبرزها الارتقاء بالذوق العام ورفع قيم الولاء والانتماء والوعي لدى الجميع.

مسلسلات المتحدة متنوعة ما بين الدين والثقافة والتاريخ

ومن جهته، أكد الدكتور محمد كمال، الأستاذ بكلية الآداب جامعة كفر الشيخ، أن الأعمال الدرامية التي انتجتها الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، التي تنوعت ما بين دينية وثقافية وكوميدية وتاريخية، استهدفت في المقام الأول بناء الوعي لدى المواطنين بمختلف أعمارهم وهو ما شهدناه في مسلسلات الكتيية 101، ورسالة الإمام وسوق الكانتو وغيرها من الأعمال الفنية، مؤكدا أن الفن من أدوات القوى الناعمة للدولة المصرية التي توضح ملامحها وتسهم في الارتقاء بالذوق العام وتشكيل الوعي الوطني التنموي الذي يهدف في النهاية لخدمة المجتمع المصري.

وأكد كمال، أننا في أشد الحاجة إلى الاستمرارية في تلك الأعمال سنويا، والتوسع أيضا في الأعمال التي تخاطب الملايين من المواطنين دوليا وإقليميا وليس محليا فقط، وأن تستعيد مصر الريادة في تقديم الأعمال المؤثرة كما كانت عليه في السابق سواء في الفن أو الغناء وغيرها من الأعمال.