أكد خبير الشؤون العربية والمستشار السابق بجامعة الدول العربية حامد فارس، أن هناك انفراجة سياسية حقيقية في التقارب العربي السوري منذ أحداث الزلزال الذي شهدته سوريا فبراير الماضي.

وأضاف فارس في تصريحات خاصة لـRT، أن الفترة القليلة الماضية شهدت زيارة الرئيس السوري بشار الأسد إلى الإمارات، والزيارة الهامة لوزير الخارجية السوري فيصل المقداد إلى القاهرة للمرة الأولى منذ أكثر من 10 سنوات، مما يؤكد وجود انفتاح عربي حقيقي على سوريا في سبيل دعمها بشكل كبير جدا على المستويات السياسية والاقتصادية والانسانية، وأيضا على مستوى وحدة الأرض السورية، ووقف التدخلات الخارجية في الشئون الداخلية السورية.

وأشار المستشار السابق بجامعة الدول العربية إلى الاتصال الذي جمع الرئيسين الجزائري عبدالمجيد تبون والسوري بشار الأسد، وإعلان المملكة العربية السعودية عودة العلاقات والتبادل الدبلوماسي بين الرياض ودمشق، فضلا عن إعلان الرئيس التونسي قيس سعيد بالبدء في إجراءات عودة السفير التونسي إلى سوريا.

وشدد على أن وجود سوريا في القمة العربية القادمة هو المشهد الذي من الممكن أن يتحقق في ظل وجود رغبة عربية متزايدة في عودتها للمشهد العربي، خاصة أن الدول العربية أدركت أن بُعد سوريا عن الجسد العربي لا طائل منه ولا عائد عليهم منه، وبالتالي فأن عودة سوريا إلى الحضن العربي والأمة العربية هو رغبة حقيقة متزايدة، في ظل أن وجود سوريا وكونها فريسة سهلة للتدخلات الخارجية والقوى الإقليمية اللاعبة في المشهد السوري سيضعف الجسد العربي، وهو ما أدركته الدول العربية بشكل كبير جدا خلال الفترة الأخيرة.

وكانت وسائل إعلام إسرائيلية قد تناولت مخاوف الأجهزة الأمنية والقيادة السياسية في تل أبيب من التقارب السوري مع مصر ودول الخليج. ووصفت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية، عودة سوريا إلى التقارب مع بعض الدول العربية بـ"الشرق الأوسط الجديد"، وتحدثت عن دعوة المملكة العربية السعودية إلى الرئيس السوري بشار الأسد لحضور قمة الجامعة العربية التي ستعقد في الرياض في مايو المقبل.

من جانبه، أكد السفير حسين هريدي مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، أن ما يحدث من تقارب عربي مع سوريا هو تصحيح لخطأ استراتيجي وقع به العالم العربي عندما قرر في عام 2012 تعليق عضوية سوريا من جامعة الدول العربية، انتهاكا لميثاق الجامعة.

وأضاف في تصريحات خاصة لـ RT أن الوضع في العالم العربي يتطلب عودة سوريا الى الاطلاع بدورها في صون الأمن القومي العربي والعمل العربي المشترك، مشددا على أنه لا يوجد عمل عربي مشترك وسوريا ليس طرفا به.

وشدد على أن سوريا طرفا رئيسيا في المعادلة العربية ولا أحد يستطيع بأي حال من الأحوال مها كانت الخلافات السياسية بين أي دولة مع الحكومة السورية بأن يتم تنحية سوريا جانبا عن السياسية العربية وعن كل ما يتعلق بالشأن العربي. وحول المشاركة السورية في القمة العربية المقبلة التي تستضيفها المملكة العربية السعودية.

وأكد مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق أن الأمور تسير إلى هذا الإتجاه  نحو مشاركة سوريا في القمة المقبلة.

المصدر: RT