“كاينة ظروف” ينقل حيوات السجينات خارج القضبان وعيون النقاد ترصد عيوب الدراما المغربية


شيماء مومن/صحافية متدربة

 

أثارت السلسلة الدرامية “كاينة ظروف” التي تبث على القناة الأولى العديد من التفاعلات وردود الافعال عبر مواقع التواصل الاجتماعي، كما حققت بعض حلقاتها مليوني مشاهدة بعد أيام قليلة من عرضها على منصة يوتيوب، لتستطيع السلسلة التي تغلُب عليها تيمة السجن وصعوبة الاندماج بعد انقضاء مدة السجن، من انتزاع إعجاب شريحة عريضة من المشاهدين منهم فنانين ونقاد.

شخوص المسلسل… واضحة المعالم

 

هم شخصيات جسدوا أدوارا اجتماعية في قالب درامي فني شخصوا من خلاله واقع النساء السجينات، داخل أسوار السجن وخارجه بعد قضاء المدة السجنية،
القصة لثلاث نساء جمعتهم الظروف وفرقتهم الأقدار، ليصادفوا بعد ذلك واقعا أشد قسوة بعد الانفراج، وهو نفور الأقارب، وصعوبة الاندماج في المجتمع.
فؤاد الزويرق، ناقد سينيمائي، عبر من خلال تدوينات نشرها عبر صفحته الرسمية بالفاسيبوك عن احترافية الممثلين الذين اختيروا بعناية، وأشاد بانسجام وتكامل أغلبهم مع الأدوار، وقال ‘‘ إن المفاجأة بالنسبة لي في هذه النقطة بالذات هي الفنانة ابتسام العروسي، التي برهنت على أنها ممثلة كاملة الأركان ‘‘، مضيفا أن المساحة التي منحت لها جعلتها قادرة على التحكم والتلاعب بالشخصية كما أريد لها بكل تعابيرها الجسدية وحمولتها الاجتماعية، وأزماتها النفسية المتتالية، واصفا ابتسام العروسي، بأنها “مكسب هذا العمل”.

يعود الناقد السينمائي، ليشيد بدور شخصية أخرى من “الطراز الأول” حسب وصفه، وهي الفنانة فاطمة هرنادي المشهورة باللقب الفني “راوية”، قائلا،
‘‘ لازالت راوية تتالق بأناقتها الفنية المعهودة ، وتشكل المشاهد التي تجمعها بابتسام العروسي تحديدا متعة في التمثيل والتشخيص المتوازن ‘‘، مضيفا الحضور الاستثنائي لممثلين آخرين منهم عبد النبي البنيوي، الذي عبر على منحى أدواره بـ”التصاعدي”، قائلا، ‘‘ آداء البنيوي مختلف، وقد تفوق في إعطائه نكهة وروح تتناسب والشخصية التي يؤديها وتحقق أيضا التوازن المطلوب مع باقي الشخصيات، كما قيم أداء فنانين آخرين من بينهم عبد الرحيم المنياري، الذي وصف عمله الفني بالمتميز، رغم أنهم حصروه مجددا في دور الشرير حسب قوله، أما الفنانة سامية أقريو أوضح أن مشاركتها في هذا العمل ساعد على تحقيق التكامل والانسجام بين الشخصيات المحيطة بها.

 

نقطة ضوء وسط سواد الإبتذال

 

عبر المتحدث نفسه، أن ادريس الروخ، مخرج المسلسل تمكن من آداء واجبه الفني، الذي رسم من خلاله الأحداث دون أخطاء تقنية وفنية ساذجة مازلنا نشهدها عند الكثير من المخرجين، وأضاف أن “كاينة ظروف” يعد من بين الإنتاجات الوطنية التي أدعمها وسط ابتذالية المسلسلات الحالية، مشيرا إلى أن السلسلة ستستمر معنا إلى اخر الموسم إذا بقيت وفية لخطها الدرامي كما هو.

وتابع الزويرق تدوينته قائلا ‘‘ نحن بكل تأكيد سنكون سعداء إذا ماظهرت لنا بؤرة ضوء ولو خافتة داخل السواد الذي نعيشه، رغم أن فكرة المسلسل مكررة في السينما الغربية والعربية لكن لا بأس من مغربتها، ورغم أن المسلسل له هفوات، لكن على الأقل نحن قادرون على إيجاد مساحة إيجابية كافية للتحدث عنه ‘‘.

يصفوننا بـ”العدميين”

 

هكذا وصف الناقد السينيمائي اتهام البعض للإنتاجات المغربية، حيث قال في تدوينات أخرى أن ‘‘ البعض يصفنا بالعدميين وينتقدنا لعدم تشجيعنا للانتاجات الوطنية، لكن حتى نكون منصفين مع أنفسنا علينا أن نتساءل أين هي هذه الدراما التي تستحق التشجيع؟ هل ننافق؟ هل نتملق؟ هل نطبل؟ هل نصفق لأعمال كلها رداءة وتفاهة حتى لا نوصف بالعدميين؟ ‘‘، وأضاف الزويرق ‘‘ نحاول قدر الإمكان البحث عن ضوء خافت بين فوضى مسلسلاتنا وإذا عثرنا عليه صفقنا له ‘‘

ويتساءل حول غياب الدراما النظيفة المجتمعية عن قنواتنا العمومية متسائلا، ‘‘ هل يكفي أن يكون لدينا عمل واحد من بين أكثر من عشرين عملا حتى نقول بأن لدينا صناعة الدراما؟ أو ندعي بأننا تطورنا في المجال؟ إذا ادعينا هذا فنحن منافقون ولن يتطور هذا القطاع بتصفيقنا المشبوه وتملقنا ‘‘، وأضاف أن الدراما تعاني في بلادنا ولم تتطور رغم أن أول مسلسل تلفزيوني في المغرب أنتج في الستينات وهو ”بائعة الخبز” للمخرج محمد حسن الجندي، أي أننا انطلقنا تقريبا في نفس الوقت الذي انطلق فيه المصريون والسوريون، رغم أنه كان عملا متواضعا جدا بسبب الفقر في الامكانيات والتقنيات حسب رأيه،

وخلص في معرض حديثه عن الدراما المغربية بين الماضي والحاضر، أن الدراما المصرية أسست لنفسها مدرسة خاصة بها وكذا السورية، لكن الدراما المغربية لازالت تائهة وضائعة بين الاقتباس والسرقة من الأتراك وأعمال أمريكا اللاتنية والعرب.

 

ما أسرار فشل الدراما المغربية؟

عدد الناقد السينيمائي أسباب فشل معظم المسلسلات الدرامية، حيث أكد أن افتقاد السيناريوهات إلى كتابة قوية ترتكز عليها كنواة صلبة تنطلق منها واحدة من بين الأسباب الكثيرة الكامنة وراء فشل الدراما، مضيفا أن ضعف الرؤية الإخراجية في أغلبها، من ناحية عدم وجود مخرجين مبدعين وممارسين ، ‘‘ نجد الدراما المغربية في أغلبها بلا روح إبداعية وبلا رؤية فنية ‘‘ حسب رأيه.

واعتبر الزويرق أن عدم التنوع في المحتوى، واستحواذ أسماء بعينها على أدوار البطولة وتكرارهم في الكثير من الأعمال في نفس الموسم، يخلق نوع من التشتت الذهني لدى المُشاهد وخصوصا ذاك الذي ينتقل من عمل الى عمل في نفس اليوم، كما أن تواجدهم في أكثر من عمل لا يخدم مسيرتهم بقدرما يعرضهم للاستهلاك وبالتالي نفور الجمهور منهم ومن العمل ككل.

كما أردف أن ضعف الكاستينغ، وضيق الوقت وقصر مدة التحضير والتصوير، إضافة إلى بساطة الصورة، وعدم الاهتمام بالموسيقى التصويرية التي تعتبر من أهم ركائز الأعمال الدرامية والسينمائية، ناهيك عن ضعف النقد الفني والإعلامي الحاد والمسؤول عن هذه الأعمال، وكذا غياب التنافسية الإنتاجية وحصر الإنتاج داخل مؤسسات بعينها ، كلها أسباب تقف حجر عثرة أمام تطور الأعمال الدرامية، و تخنق السوق الدرامي كما تحد من طموحاته وتطوره حسب الزويرق.

تاريخ الخبر: 2023-04-06 15:20:56
المصدر: الأيام 24 - المغرب
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 72%
الأهمية: 79%

آخر الأخبار حول العالم

قوات "الشمال" تتجه نحو تحرير خاركوف

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-15 06:06:52
مستوى الصحة: 82% الأهمية: 98%

روسيا ترد على استعماريي الغرب الجدد

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-15 06:06:50
مستوى الصحة: 78% الأهمية: 89%

مع مريـم نُصلّي ونتأمل (١٥)

المصدر: وطنى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-05-15 06:21:26
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 50%

«الشاورما» تشغل الألمان وتلاحق رئيس البلاد! - أخبار السعودية

المصدر: صحيفة عكاظ - السعودية التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-05-15 06:23:42
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 54%

«الرياض المالية» تطلق صندوق «1957 فنتشرز» - أخبار السعودية

المصدر: صحيفة عكاظ - السعودية التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-05-15 06:23:39
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 56%

إطلاق سراح الرهائن بالضغط العسكري كلام فارغ!

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-15 06:06:51
مستوى الصحة: 85% الأهمية: 96%

أمريكا ترفع رسوم سيارات الصين الكهربائية 3 أضعاف - أخبار السعودية

المصدر: صحيفة عكاظ - السعودية التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-05-15 06:23:40
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 62%

الجدعان: تحديات جدية تواجه الاقتصاد العالمي - أخبار السعودية

المصدر: صحيفة عكاظ - السعودية التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-05-15 06:23:41
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 56%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية