قال نائب رئيس هيئة المحطات النووية المصرية السابق الدكتور علي عبدالنبي، إن هناك توجها عالميا نحو التوسع في استخدام المفاعلات النمطية الصغيرة والمتوسطة.

وأوضح نائب رئيس هيئة المحطات النووية المصري السابق في تصريحات خاصة لـRT، أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية تعمل على تشجيع الدول نحو هذا النوع من المفاعلات خاصة في الدول النامية، في ظل التكلفة المادية لإنشاء مثل تلك المفاعلات والتي تكون أقل بكثير من حيث التكلفة مقارنة بالمفاعلات النووية الكبيرة.

وشدد عبدالنبي على أن الطاقة النووية هي المستقبل في العالم أجمع، مشيرا إلى أن مصر والعديد من دول العالم تتجه بقوة نحو الاستخدام السلمي للمفاعلات النووية، مستبعدا في الوقت نفسه إقبال مصر على هذا النوع من المفاعلات في الوقت الراهن.

وأشار إلى أن معايير الأمان واحدة بين المفاعلات الكبيرة والمفاعلات الصغيرة والمتوسطة، ولكن يختلفان فقط في الطاقة الانتاجية، مضيفا أن المفاعلات الصغير والمتوسطة تعتبر الحل الأنسب للدول النامية نظرا لتكلفتها المنخفضة مقارنة بمثيلتها الكبيرة.

وأشار إلى أن هناك عوامل أخرى ستحدد اختيار مصر لأي من الشركات الروسية أو الأمريكية حال تنفيذها هذا المشروع، مثل تكلفة الانشاء والتسهيلات المقدمة للتنفيذ.

وأوضح أن مشاريع المحطات النووية لتوليد الكهرباء ليست مشاريع سرية، فقد بدأ مشروع الضبعة النووى بطلب من وزارة الكهرباء لبعض الدول، مثل روسيا وفرنسا والصين وكوريا الجنوبية، لتقديم عروض لمحطات نووية تنتجها هذه البلاد، والموضوع كان فى العلن.

ونوه بأن التعاقد على مفاعلات الضبعة النووية مع شركة "روس أتوم" الروسية كان أيضا فى العلن، وسبقه توقيع مذكرة تفاهم بين مصر وروسيا، حيث سبق وقامت الكوادر المصرية بدراسة لتقييم تكنولوجيا محطات الطاقة النووية لتوليد الكهرباء، شملت جميع المفاعلات المتاحة فى السوق العالمي.

وأضاف عبد النبي أنه بشراكة مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية عقدت فى مصر ندوة عن المفاعلات النووية الصغيرة والمتوسطة، فالمفاعلات النووية الصغيرة والمتوسطة هي ضمن اهتمام مصر.

وتعد المفاعلات النمطية الصغيرة هي مفاعلات نووية متقدمة ذات قدرة كهربائية تصل إلى 300 ميجاوات (كهربائي) لكل وحدة، أي حوالي ثلث القدرة التوليدية للمفاعلات النووية التقليدية، وتتميز المفاعلات النمطية الصغيرة، التي يمكن أن تنتج كمية كبيرة الكهرباء المنخفضة الكربون أنها صغيرة أي من ناحية الحجم لا تمثل إلا جزءا ضئيلا من حجم مفاعل القوى النووية التقليدي، ونمطية أي يمكن تجميع نظمها ومكوناتها في المصنع ثم نقلها كوحدة إلى الموقع لتركيبها، وأنها مفاعلات أي يجري فيها تسخير الانشطار النووي لتوليد الحرارة لإنتاج الطاقة.

ووفقا للوكالة الدولية للطاقة الذرية، فأن المفاعلات النمطية الصغيرة تساعد في خفض معدلات استهلاك الوقود، وتحتاج محطات القوى القائمة على المفاعلات النمطية الصغيرة إلى إعادة التزويد بالوقود بوتيرة أقل، تتراوح بين مرة كلَّ 3 إلى 7 سنوات، مقارنة بمرة كل سنة أو سنتين في المحطات التقليدية. بل إن بعضها مصمم للعمل لفترة تصل إلى 30 عاماً من دون إعادة تزويد بالوقود.

ويجري حاليا تطوير أكثر من 70 تصميما تجاريا لمفاعلات نمطية صغيرة حول العالم تستهدف مخرجات متنوعة وتطبيقات مختلفة، مثل الكهرباء، ونظم الطاقة الهجين، والتدفئة، وتحلية المياه، وتوليد البخار للتطبيقات الصناعية. كما تتيح المفاعلات النمطية الصغيرة ومحطات القوى النووية سمات فريدة من نوعها من حيث الكفاءة والاقتصاديات والمرونة. وفي حين توفر المفاعلات النووية مصادر طاقة يمكن التحكم في مخرجاتها وفقا للطلب على الكهرباء، فإن بعض مصادر الطاقة المتجددة، مثل طاقة الرياح والطاقة الشمسية، تشكل مصادر متغيرة للطاقة تعتمد على الطقس والوقت من اليوم. ويمكن إقران المفاعلات النمطية مع مصادر الطاقة المتجددة لزيادة كفاءتها في نظام الطاقة الهجين. ومن شأن هذه الخصائص أن تمكن المفاعلات النمطية الصغيرة من الاضطلاع بدور رئيسي في الانتقال إلى الطاقة النظيفة، وفي الوقت نفسه تساعد البلدان في سعيها لبلوغ أهداف التنمية المستدامة.

المصدر: RT