أصبحت تشهد إقبالا ضعيفا من المتسوقين: تجــــار يهجــــــرون مربعـــــاتهم ومحـــــلاتهـــم بالمدينـــــــــة القديمــــــــــــة


تشهد عديد محاور المدينة القديمة بقلب قسنطينة تراجعا كبيرا في الحركية الاقتصاديّة، حيث أثّرت على التجار ودفعت بالعديد منهم إلى التوقف عن النشاط، على غرار الوضعية التي يسجلها سوق العصر الشعبي ونهج الجزارين، بينما ما تزال أنهج أخرى تعرف إقبالا كبيرا من طرف المتسوّقين خصوصا مع اقتراب عيد الفطر.  
ورغم انتصاف شهر رمضان وتزامن تواجدنا بالمدينة القديمة مع عطلة نهاية الأسبوع، التي عادة ما تعرف حركية كبيرة، إلا أننا وجدنا سوق العصر الشعبي الواقع في ساحة بوهالي السعيد شبه خالٍ من الحركة، مقارنة بما كان عليه من قبل، حيث لم نلاحظ إلّا عددا قليلا من المتسوقين الذين يتجولون حول ما ظل صامدًا من طاولات الباعة على مستواه، فضلا عن بعض الطاولات التي يعرض أصحابها الخضر والفواكه بالقرب من مسجد سيدي الكتاني. وقد مررنا بطرف السوق فلاحظنا أن صفين من الطاولات خال تماما ولا يوجد فيهما إلا بائع واحد يعرض خضرا، بينما بدت الطاولات الشاغرة الأخرى مهملة منذ فترة طويلة.
وتحدثنا إلى البائع الوحيد في المكان فأوضح لنا أنه ينشط في السوق منذ ما قبل الثمانينيات ولا يملك مكانا آخر يتجه إليه، حيث عرفت تراجعا كبيرا للحركية التجارية خلال السنوات الأخيرة ما جعل التجار يهجرونها، خصوصا في الجزء الذي ظل فيه. وقد قصد البائع زبونان خلال تواجدنا معه وقاما باقتناء بعض الخضر، في حين أكد لنا أن أغلب الزبائن الذين يقصدونه يعرفونه واعتادوا على التزود من طاولته.
وقد عزا محدثنا تراجع نشاط السوق إلى توقف المصاعد الهوائية «التيلفيريك» عن العمل، حيث كان المتسوقون من قبل يقصدون سوق العصر قبل ركوبها، ويتزودون بما يحتاجون إليه، كما أشار إلى أن غلق مسجد سيدي الكتاني قد ساهم في تضاؤل الحركية التجارية في المكان بسبب غياب المواطنين الذين كانوا يقصدونه للصلاة.
واعتبر محدثنا أن الزبائن الآخرين لا يقصدون طاولته إلا بعد أن يكونوا قد اقتنوا ما يحتاجون إليه من الطاولات الأخرى الموجودة في الصفوف الأولى من السوق، حيث لاحظنا أن تمركز النشاط بها أكبر، رغم ما تسجله هي الأخرى من ضعف إقبال المتسوقين عليها.
تدهور وضعية سوق العصر
ويلاحظ أن سوق العصر لا يضم إلا السقف المرفوع على الهياكل المعدنية، في حين تغيب عنه التهيئة، حيث أصبحت جميع طاولاته تبدو وكأنها مجموعة من الصفائح الخشبية والمعدنية المكومة على بعضها، فضلا عن انتشار الأوساخ في المكان، كما لاحظنا أن بعض التجار قاموا بإنجاز دعامات خشبية لحماية طاولاتهم من تسرب المياه عند هطول الأمطار. وذكر لنا أحد التجار أن الوضع في المكان يصبح صعبا عند هبوب الرياح، مؤكدا أنهم ينتظرون قيام مصالح البلدية بتهيئة المكان على شاكلة الأسواق المغطاة الأخرى.
وتنعدم الإنارة في سوق العصر أيضا، حيث يعلق التجار مصابيح فوق طاولاتهم بالاعتماد على أسلاك كهربائية موصولة بالمحلات المجاورة، في حين أوضح لنا تاجر أن غلق طريق طاطاش بلقاسم بسبب الأشغال المستمرة إلى غاية اليوم قد جعل الوصول إلى السوق أمرا صعبا، ما تسبب في تراجع الحركية أيضا. وقد مررنا بمجموعة المحلات التي يستغلها أصحابها في بيع الأسماك، حيث أكد لنا التجار أنها تابعة للبلدية، لكننا وجدناها مغلقة في حين كانت محلات أخرى تابعة لخواص مغلقة أيضا، وعلمنا أنها مستغلة في تجارة القماش.  وقد ذكر لنا بعض المتسوقين أنهم يقصدون سوق العصر لكونهم يقطنون بالمدينة القديمة، كما أن أسعاره منخفضة، في حين ما زال آخرون يأتونه من أحياء بعيدة لأنهم اعتادوا على التسوق منه، كما وجدنا ونحن في طريقنا إليه أن الحركية التجارية ضعيفة على امتداد نهج 12 ماي 1956 المعروف بين السكان بتسمية شارع «شوفاليي»، رغم أن عدد الطاولات والمحلات التي يعرض أصحابها الأواني والأغراض المنزلية معتبرٌ، في حين لاحظنا في نهج الإخوة بوعتورة تزاحما للمتسوقين، خصوصا عند محلات الألبسة والأغراض المنزلية، كما يسجل نفس الوضع تقريبا على مستوى شارعي ديدوش مراد و19 جوان ومنفذ «مقعد الحوت» وساحة رحبة الصوف حول السوق التابعة للبلدية.
حركية شبه منعدمة بحي الجزارين
وأوضح لنا تجار من رحبة الصوف أن الأيام الجارية تختلف عن بداية شهر رمضان، مع اقتراب عيد الفطر، لكننا لاحظنا أن الحركية أصبحت شبه خافتة على مستوى حي الجزارين الذي يضم محلات القصابة، حيث لم نجد إلا عددا قليلا منها مفتوحا، فيما أكد لنا بائعون أن بعضها ينشط مع الصباح فقط.
وقد لاحظنا أحد البائعين يقوم بإعداد رؤوس مواشي من أجل عرضها للبيع في محله مع زبون وحيد يقف عند عتبة متجره، في حين لم يعد يسجل المكان إقبالا كبيرا من المتسوقين، مثلما أكده لنا أحد السكان، حيث عبر عن الأمر بالقول «إن المرور من هنا إلى غاية الرصيف يصبح مخيفا في بعض الأوقات بسبب انعدام الحركية».  أما السويقة فتشهد حركية معتبرة خلال شهر رمضان، رغم ما يبديه التجار من عدم رضا عن إقبال الزبائن عليهم، في حين يكتظ نهج البطحة بالمتسوقين الذين يقصدون المكان لاقتناء الحلويات التقليدية ومختلف الأطعمة، بالإضافة إلى المسلك السفلي الذي ينتشر فيه بائعو اللحوم، خصوصا من أصحاب الطاولات. وذكر لنا تاجر أن الحركية خلال الأيام الأولى من شهر رمضان كانت ضعيفة نسبيا في السويقة، إلا أنها تتراجع خلال الفترات الأخرى من السنة، مؤكدا أن ظهور فضاءات التسوق الكبيرة جعل المواطنين ينفرون من المدينة القديمة.
سامي.ح

تاريخ الخبر: 2023-04-09 03:24:52
المصدر: جريدة النصر - الجزائر
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 60%
الأهمية: 61%

آخر الأخبار حول العالم

نادي الشباب السعودي يسعى لضم حكيم زياش

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-02 15:26:30
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 68%

وزير الخارجية الإماراتي يلتقي زعيم المعارضة الإسرائيلية

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-02 15:27:10
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 63%

وزير الخارجية الإماراتي يلتقي زعيم المعارضة الإسرائيلية

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-02 15:27:12
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 63%

نادي الشباب السعودي يسعى لضم حكيم زياش

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-02 15:26:34
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 64%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية